اليوم قبل الختامي، لقاء مع الفنان المسرحي القدير الفاضل الجعايبي والمدير العام للمسرح الوطني. وقد تحدث الجعايبي بالمناسبة عن تجربته المسرحية بين المسرح العام والمسرح الخاص، التي انطلقت منذ سنة 1972، بعد ان أتم دراسته وتكوينه بفرنسا بمعية عديد المسرحيين، على غرار محمد ادريس وهشام رستم. حيث تحول الى مدينة قفصة بدعوة من الفنان محمد رجاء فرحات شانه شان نخبة من المسرحيين الاخرين. وقد اعتبر حينها تلك الرحلة مغامرة ستدوم بضعة ايام، وانه وبما يحمله من افكار جاهزة، سيتمكن من تقديم اشياء جديدة، فكانت الصفعة الكبرى حسب تعبيره، ووجد ان قفصة لم تكن تنتظره ومن معه لانشاء مسرحها الخاص. فهذه الجهة كانت ممسرحة بطبعها، ولها نشاطها الهام والمتنوع. أضف الى ذلك الموقف الرافض للسلطة ولبعض المثقفين للجعايبي ومن معه، ومع ذلك فقد دامت المغامرة 4 سنوات، حيث بدأت الانطلاقة مع فرقة مسرح الجنوب، الذي نهل من الموروث التراثي والثقافي ومن مشاغل المواطنين. وما تتميز به الجهة من زاد لغوي. وبدأ العمل الجماعي والمحاولات والمغامرات، انطلاقا من واقع هذه المناطق. فكانت مسرحية محمد علي الحامي النقابي المعروف التي تناولت الاوضاع الاجتماعية والاخلاقية والدينية ثم البرني والعترة وعديد الاعمال الاخرى.
أما المرحلة الثانية في المسيرة المسرحية للجعايبي، فانطلاقتها بدأت مع تأسيس المسرح الجديد سنة 1976، حيث تم انتاج جملة من الاعمال المسرحية برؤية جديدة، وذات خصوصية في طرح وتناول المواضيع، على غرار «التحقيق» التي تم منعها من العرض. وقد اثار .....