في القطار من 19 الى 23 مارس تقدمه جمعية مهرجان القطار بدعم من المندوبية الجهوية للثقافة بقفصة ودعم من الصندوق العالمي للبيئة ووزارة البيئة في اطار برنامج «التصرف المستديم في المنظومات الواحية» ، تظاهرة تحضر فيها كل الفنون للتعريف بالمدينة ومميزاتها السياحية وتوفير فرصة لزيارة للة القلعة وواد طرفة وجبل شراحيل وغيرها فالثقافة وسيلة للتعريف بالمخزون الحضاري للمدينة.
الواحة عنصر تنمية ثقافية
تعيش القطار من ولاية قفصة على وقع الدورة الثالثة لمهرجان ربيع السياحة من 19 الى 23 مارس الجاري، خمسة ايام توزع فيها فقرات المهرجان على كافة معالم المدينة الثقافية والطبيعية والسياحية، وفي تصريح لـ«المغرب» قال السيد بلقاسم القطاري المنسق الاعلامي للتظاهرة ان «لازلنا في دورات تأسيسية نؤسس عبرها للقطار قبلة سياحية ووجهة للزوار والثقافة ستكون دليل الزوار» وأكد محدثنا ان جديد الدورة هو «الواحة كنعصر من عناصر التنمية لا فقط الاقتصادية بل الثقافية أيضا» وتحتل واحة القطار موقعا وسطا بين المدينة والسبخة وتعود الى حقبة تاريخية قديمة وتقسم الواحة في القطار الى ثلاث طبقات: النخيل بكل انواعه (دڤلة وعماري، قنده) ثم الاشجار المثمرة واهمها الفستق ثم المحاصيل الخضراء .
كما سيعود الصالون الدولي للصورة الفوتوغرافية للمشاركة في المهرجان (في هذه الدورة) بعد عدم مشاركته العام الفارط لأسباب مالية اساسا.
وتقع مدينة الڤطار بالجنوب الغربي للبلاد التونسية على الطريق الرئيسية رقـم 15 وتبعد مسافة 18 كلم على مركز ولاية قفصة ، تحدها شمالا سلسلة جبـال عربـاط و غربا معتمديتـي القصر والمظيلة وشرقا معتمدية بلخير وجنوبا ولاية قبلي، الڤطار هذه المدينة الضاربة في أعماق التاريخ تحتوي على معالم دينيـة و آثار تاريخية ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ و هي أيضا تحتوي على ذخيرة و كنوز أثرية تدل على تعاقب الحضارات عليها، وسيكون لمخلفات الحضارات والمزيج الاجتماعي والثقافي دوره في تأثيث فقرات الدورة الثالثة لمهرجان ربيع السياحة في القطار.
الافتتاح سيكون بالاستعراض في الشارع الرئيسي وهو استعراض تشارك فيه فرق موسيقية وتنشيطية لتأثيث المدينة وإشعار السكان بوجود تظاهرة، كما سيكون «للمحفل» حضوره، محفل نسائي من خلاله يسترجعون عبق الجدات ويغوصون في عادات النساء في الاعراس والمناسبات، و يكون الموعد الليلي مع سهرة لمغني الراب الجزائري «لطفي دوبل كانون».
ويخصص اليوم الثاني 20 مارس للتراث الغذائي فالقطار غنية بالأكلات التقليدية التي تميزها على حد تعبير محدثنا بلقاسم القطاري ولا يمكن الحديث عن القطار دون الاشارة الى الفروسية والعاب الفروسية وستكون ايضا من فقرات اليوم الثاني ثم عرض تراث صوفي تقدمه فرقة من الجهة وبذلك يكون اليوم الثاني مخصصا للتراث القطاري عادات وفن وموسيقى.
أما خلال اليوم الثالث فيكون اللقاء مع شارع الفن، الشارع الرئيسي سيكون شارع الفنون بامتياز، سيغلق من الجانبين امام السيارات ويكون مفتوحا فقط للمسرح والفنون التشكيلية والرقص والموسيقى، وللاشارة ففي زيارة «المغرب» للقطار اكتشفنا ان كل الحاويات الموجودة في الشارع الرئيسي موشاة بأجمل الالوان وجميعها تحمل امضاء الجمعية التونسية للفنون التنشكيلية و شوارع القطار جد نظيفة نظافة تشد انتباه الزائر حتما، وفي اليوم ذاته يكون اللقاء مع الفنانة ايمان الشريف.
للطبيعة في القطار ميزتها وسحرها، فهي مدينة تتوفر على العين «المكايل» و المغاور «مغاور شراحيل» و الجبل «عرباطة» و للة القلعة فضاءات طبيعية تميز القطار عن غيرها ستكون جزءا رئيسيا في برنامج مهرجان ربيع السياحة بالقطار اين ستتحد كل الفضاءات لتقدم صورة اجمل عن المدينة.
تتعدد الفقرات الفنية والموسيقية وتختم بمعرض للصور الفوتغرافية لتقديم برنامج متنوع يكشف الثراء التاريخي والثقافي و البيئي لمدينة تقع في ولاية قفصة، خاصة وان القطار مدرجة ضمن البلديات السياحية بموجب الأمر عدد 483 لسنة 2012 المؤرخ في 29 ماي 2012، لما تحتويه من كنوز أثرية ومعالـم تاريخيـة وبيئية وامتداد حضاري اهّلها لأن تكون في صدارة المدن في مجال تنشيط الحركة السياحية في الولاية.
وفي تصريحه اشار بلقاسم القطاري ان مهرجان ربيع السياحة بالڤطار تظاهرة ثقافية ترفيهية تقام خلالها مجموعة من الأنشطة السياحية والرياضية والثقافية وتهدف هذه التظاهرة إلى تنمية السياحة المحلية بالمنطقة وتحقيق انتعاشة اقتصادية واجتماعية وثقافية ومن اهداف المهرجان ارساء تقاليد سياحية داخلية وذلك بتفعيل المسلك السياحي المحلي لما يشمله من عناصر مميزة لتفعيل نمط التنمية في المدينة.
في القطار يتحد التاريخ مع الطبيعة.
لسائل ان يسأل «ما الذي يميز مدينة القطار عن غيرها لتكون مدينة سياحية؟ وما هي مميزات هذه المدينة؟»، سؤال يطرحه من سيزور المدينة ولكن زائرها يكتشف انها حقا مدينة مميزة فكثيرة هي المعالم التي تميز المدينة وغير موجودة عند جيرانها من المدن المجاورة.
وعلى سبيل الذكر فالقطار تضم المعلم الديني الذي اكتشف عام 1952بعد حفريات والمعلم هو كومة حجارة في شكل هرم يجمع أكثر من 4000 قطعة صوان وحجارة ويعتقد انه مذبح لربّ العين في العصر القديم،. ويبدو أنّ هذا المعلم الديني هو من أقدم ما يوجد في العالم ويعتبر أحد ابرز كنوز البلاد التونسية ومن المكونات الهامة في متاحف العالم على غرار متحف باردو ومتحف الانسان بباريس.
ومن مميزات المدينة أيضا «مغاور شراحيل» وهي المغاور البربرية وتقع على بعد 30 كلم من المدينة في قمة جبل شراحيل الموجود بين قريتي بئر سعد وبوسعد وقد اثبتت الدراسات وجود اثار لبقايا معاصر زيتون في المغاور.
وكذلك واد طرفة و يبعد المعلم حوالي 10كلم عن المدينة ويرجع تاسيسه الى الحرفيين الاوائل ابناء منطقة نشيو الذين صنعوا الرحى الحجرية وطريقة استخراج حجارتها المميزة من باطن الارض، وتعد الرحى الحجرية ميزة القطار وتحتل بوابة المدينة واصبحت الرحى رمزا لخصوصية القطار.
وفي القطار أيضا معلم «ربوة القلعة» وهي ربوة جبلية ضخمة عليها اثار لمغاور لم يبق منها الا كهفين، والمغاور كانت فضاء لبعض طقوس العبادة والتقرب إلى للة القلعة قديما ويعود الى 54الف عام واصبح اليوم فضاء ثقافي ترفيهي، و لا تزال «اللة القلعة» مزار البعض، يشعلون الشمع ويخضبون حيطانها بالحناء والبخور وحين تزور المكان تشعر انه لايزال ينبض بالحياة وليس مجرد كهف حجري اعلى الجبل.
وتعد السوق القديمة من خصوصيات المدينة لانها قديما كانت تضم الفندق مكان اقامة التجار الذين يتقابلون في الساحة لتبادل البضاعة وكان محاطا بعدد من منازل اليهود، وبقي الفضاء الخارجي للسوق كما كان من قبل ولم تغيره البنايات الحديثة.
ومن يقول القطار يستحضر حتما «عين بوصوفة» وهي عين ماء قديمة دون نسيان «المكايل» وهي نظام لنقل الماء من سفح الجبل الى المنطقة الغابية وبطريقة جد خاصة تحولت الاراضي القاحلة الى مناطق خضراء، دون نسيان برج الرومية وجامع سيدي بلقاسم المسطوري.