أتَدرٍي كَيْف قيَّدني لِساني
فَتِهتُ عن الفَجيعة والبَيَانِ
وأصْبحَ حِبُرنا الدمعَ المدَّمى
يقيَّدُ ثم يطلقُ بالعِيان
أعِرْنِي في مَنامِك بعضَ حبرِ
لأَكْتبَ في عَزائِك ما عَرَانِي
أعِرْنِي عَقْلَك الوَضَّاءَ إنِّي
ذَهِلْتُ عَنِ الأَمَاكِنِ والزَّمَانِ
أعِرْنِي الصَّبْرَ يا جَمَلَ اللَّيالِي
فَقدْ غَابَتْ عَنِ اللَّفْظ المَعَانِي
تَلاَشَتْ فِي الذُّهُولِ بلا رُجُوع
فَغَابَ اللَّحْن في نَسْجِ الأغَانِي
أعِرْنِي العَيْنَ والعَسَلَ المُصَفَّى
لأُفْنِي بَعْضَ طِينِ غَيْرِ فَانِ
أَتَتْرُكُنَا وَدَرْبُ الشَّوْقِ يَحْلُو
إِلَى دَرْب قَصِيِّ غَيْرِ دَانِ
أَتَتْرُكُنَا وذَا زَمَن عدوُُّ
نُكَابِدُ مَسِْخَهُ فِي كُلِّ انِ
أَتَتْرُكُنَا وهَذا الزَّهْرِ نَامِ
زَرَعْتَ فَسِيلَه ُ وَالظَّهْرُ حَانِي
حَرَامُُ أيَّها الزَّهريَّ تَمْضِي
وتَنْقطِعُ المَوَاجِد ُوالأَمَانِي
ويُجْدِبُ حُلْمُنا فِي بَرِّ مَحْلِ
نَكِيدِ بَائِسِ كَكُهُوفِ جَانِ
تَشرَّبَ ناسُه حَسدا ومَقْتا
وبُؤْسا في الثَّقَافَة والبَيَان
تُكبَّلِهُم تَعَاسَتُهُم بِحَبْل
مِنَ العُقِدِ الدَّفِينَةِ بِارْتِهَانِ
تَرَاهُمْ كلَّمَا نَبتَتْ زُهُور
رَمَوْها بالجَناَدِلِ والصُّوانِ
يَرَاعُكَ أَزْهَرُ فِي كُلِّ نَادِ
مُحَلَّى بِالزَّبَرْجَدِ والجُمَانِ
وعَقْلُك أيُّ عَقْلِ قَد ْرُزِئْنَا
إذَا احْتَجْنا الصَّوابَ لِكُلِّ شَانِ
وقَلْبُك ذَلك الَممْلُوء ُصِدْقا
بَرِيئا مِن شَوائِبِ كُلِّ رَانِ
صَفِيَّا كُنِتَ فِي زَمِن كَؤُود
ولَيْثا ليسَ فيها بِالجَبَان
أبيَّا صُنْت عِرضَك عَنْ مَخَاز
وعَن طَمَع وعَن لَعْقِ الجِفِانِ
سَلاَم ُأزهرُ عَبِقُُ نديُُّ
إِلى خِلِ يُحلَّقُ في الجِنَان
الاستاذ بلقاسم بن جابر
بمناسبة الأربعينية: الشاعر بلقاسم بن جابر يرثي الصحفي لزهر الحشاني
- بقلم المغرب
- 11:55 23/06/2020
- 1133 عدد المشاهدات
سلام على اليراعِ الأبيِ
مرثيَّة الخل الوفِيِّ الأزهر الحشَّاني رحمه الله