Print this page

أيام قرطاج السينمائية 2020: دورة استثنائية للتوثيق والتقييم والاستشراف

ما بين حفل افتتاح يضيء أنوار الفن السابع، وحفل اختتام يحتفي بإبداعات الشاشة الكبيرة ستحافظ أيام قرطاج السينمائية على تقاليدها

وفقراتها وموعدها المعتاد مع استثناء حجب المسابقات الرسمية. من 07 إلى 12 نوفمبر 2020 وستكون أيام قرطاج السينمائية في دورة استثنائية تماشيا مع الوضع الاستثنائي الذي فرضه انتشار فيروس كوونا وما خلفه من تعطيل وإرباك لكل القطاعات. وفي المقابل ستكون الدورة الـ31 عبارة عن وقفة تأمل في ماضي وأمجاد المهرجان العريق واستشراف لمستقبله ورهاناته ... كما ستهتم دورة هذا العام بمراجعة الإطار القانوني والتشريعي للمهرجان وجمع شتات ذاكرته ورقمنة أرشيفه بصفته أقدم مهرجان سينمائي أنصف سينما دول الجنوب.
مند شهر فيفري 2020 تم تعيين المخرج رضا الباهي مديرا عاما لأيام قرطاج السينمائية. ويضطلع المخرج والمدير السابق للمهرجان إبراهيم اللطيف بمهمة الإدارة الفنية للدورة 31 من المهرجان.
حجب المسابقات الرسمية
بعين تستذكر الماضي وأخرى تستشرف المستقبل، قررت الهيئة المديرة لأيام قرطاج السينمائية 2020 بالاتفاق مع وزارة الشؤون الثقافية والمركز الوطني للسينما والصورة تنظيم المهرجان في موعده السنوي من 07 إلى 12 نوفمبر 2020. وفي هذا السياق كشف المدير الفني للمهرجان إبراهيم اللطيف في تصريح لـ»المغرب» أن الهيئة وجدت نفسها أمام ثلاث خيارات: إما إلغاء الدورة أو الإبقاء عليها أو تنظيم دورة استثنائية تماشيا مع مستجدات الوضع الصحي الذي لم يكن مدى تطوره أو انحساره معلوما. وفي النهاية ، كان القرار بالّإجماع بأن يحافظ المهرجان على موعده السنوي دون تغيير مع الاضطرار إلى حجب المسابقات الرسمية مع ترك باب التسجيل مفتوحا بالنسبة إلى الأفلام التي ترغب في المشاركة في مختلف أقسام أيام قرطاج السينمائية على أن يكون النظر فيها أثناء الإعداد لبرمجة الدورة 32 للسنة القادمة 2021.
وأكد إبراهيم اللطيف أن هذه الدورة الاستثنائية وضعت كل الأسس والضمانات لأن تكون مميزة وذات فائدة ومنفعة على مدى طويل. وذلك تحت عنوان الاحتفاء بذاكرة أيام قرطاج السينمائية منذ تأسيسها سنة 1966 على يد الأب المؤسس طاهر شريعة إلى حدّ اليوم. وأضاف المدير الفني للمهرجان أن شاشات المهرجان هذا العام ستكون فرصة لإعادة عرض الأفلام الخالدة في تاريخ الأيام سواء تلك التي اعتلت منصة التتويج أو التي حققت التميز والشهرة.
وإلى جانب استحضار تاريخه السينمائي، يسعى مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورته الـ31 أن يكون موعدا للتقييم ورسم إستراتيجية التقويم والنظر بعمق ووعي أكبر في مستقبله من خلال تنظيم باقة من الندوات واللقاءات.
4 ورشات كبرى تبحث في التوثيق والتسويق
لا اختلاف ولا خلاف في أنّ مهرجان أيام قرطاج السينمائية وقد جاوز نصف قرن من الإبداع والتأسيس، الفن والمقاومة... يحتفظ لنفسه بمكانة القامة التي لا تقبل المنافسة ومرتبة القيمة التي لا تقبل التشكيك أو التحريف رغم محاولات تحييده عن مبادئه ومشروعه وفلسفة التأسيس. وحتى يحافظ مهرجان أيام قرطاج السينمائية على مكتسباته وموقعه، أعلنت الهيئة المديرة للدورة 31 عن تنظيم أربع ورشات كبرى تهتم بالمهرجان ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
ولئن قررت هيئة المهرجان في هذا السياق برمجة منتدى تنتظم أشغاله خلال برمجة المهرجان الذي سيلتئم من 07 إلى 12 نوفمبر 2020، فإن الاشتغال على محاور هذا المنتدى ستنطلق خلال الأيام القليلة المقبلة في شكل أربع ورشات مغلقة يشارك فيها السينمائيون والمهنيون كل وفق اختصاصه. وسيتم الإعلان عن توصيات ومقترحات هذه الورشات للعموم خلال المنتدى المذكور والذي سيكون تحت إشراف كمال بن وناس وعصام المرزوقي .
وستهتم الورشة الأولى بموضوع سوق الفيلم العربي والإفريقي، صناعته وتوزيعه والتي تنتظم يومي 16 و30 جوان 2020.
أما الورشة الثانية فستبحث في السبل الضامنة لمزيد إشعاع المهرجان في تونس وخارجها ومن خلاله إشعاع الفيلم العربي والإفريقي والوصول إلى عدد أكبر من الجمهور وتنتظم هذه الورشة يومي 17 جوان و01 جويلية 2020 في حين تهتم الورشة الثالثة بجمع أرشيف أيام قرطاج السينمائية المكتوب منه، السمعي والبصري. وتهدف هذه الورشة إلى تقديم تصور عملي لهذه الأرشفة انطلاقا من تجميعها مرورا بكيفية إداراتها وصولا إلى رقمنتها. وتنتظم الورشة يومي 19 جوان و01 جويلية 2020.
وأخيرا، تعتني الورشة الرابعة بمبحث مهم هو مستقبل أيام قرطاج السينمائية من خلال ترسيخ مكاسبها والنظر في الاقتراحات التي من شأنها تطوير المهرجان وبالتالي تطوير القطاع السينمائي في تونس والوطن العربي وإفريقيا. وسيتم تحديد موعد هذه الورشة لاحقا.
مهرجان عريق بلا قانون أساسي!
ذّكر المدير الفني لأيام قرطاج السينمائية إبراهيم اللطيف بنقائص المهرجان العريق على المستويين الهيكلي والتشريعي على غرار افتقاد القانون الأساسي وغياب الهيكل التنظيمي القار الذي يمتلك شرعية قانونية. وللتذكير فقد سبق وأن نادى إبراهيم اللطيف سنة 2016 بضرورة استقلالية المهرجان واختيار مديره بالانتخاب لا التعيين.
ولئن حاز 23 مشروعا سينمائيا على الدعم بعنوان سنة 2019 بقيمة جملية بلغت 4.000.000 دينار فإن الكورونا قد تسببت في تعطيل تصوير وإتمام الكثير من هذه الأفلام. وفي هذا الإطار أفاد المدير الفني للمهرجان أنه سيتم عرض الأفلام التونسية حديثة الإنتاج في برمجة أيام قرطاج السينمائية قبل نزولها إلى القاعات.
في السنوات الأخيرة، حصدت أيام قرطاج السينمائية إطراء وإعجاب عربي وعالمي بفضل نجاح تجربة أيام قرطاج السينمائية في السجون والتي كان ورائها المدير السابق إبراهيم اللطيف لتتواصل في الدورات المقبلة. وفي سنة 2020 سيبقي المهرجان على جلّ أقسامه بما في ذلك برمجة السجون والجهات وتكميل وماستر كلاس... كما ستهدي الأيام دروع التكريم وورود التبجيل والتقدير إلى فرسان الكاميرا ونجوم الفن السابع في دورة استثنائية فرضها وضع استثنائي عالمي.

المشاركة في هذا المقال