متابعة العروض السينمائية الوثائقية المختارة ولأوّل مرة عن بعد وعبر منصة إلكترونية حيث يتم النفاذ إليها بواسطة الموقع الإلكتروني للمهرجان، وهي بادرة أولى من نوعها من شأنها التخفيف من وطأة أزمة الكورونا ودعم المجهود الوطني المبذول في هذا الإطار، كما أن في ذلك تثمين لدور الثقافة عموما والسينما الوثائقية على وجه الخصوص في إدارة هذه الظرفيّة.
وحسب مدير المهرجان فتحي السعيدي يتضمن برنامج هذه الدورة، مجموعة من 26 فيلمًا متميزًا من أخبار السينما الوثائقية تم اختيارها من خلال أكثر من 400 فيلما مسجلا ، سيتم عرض بعضها لاول مرة في تونس. من خلال إعطاء رؤى لعالمنا ، بين الجزائر والبوسنة والهرسك وإسبانيا ومصر وفرنسا واليونان وإيطاليا ولبنان وفلسطين والبرتغال وصربيا وتونس ، مضيفا أن هذه الأعمال ستتيح لنا هذا العام الانطلاق في رحلات والمشاركة في لحظات عواطف وأسئلة حول العالم مرة أخرى مع تنوع مواضيع الأفلام: المشاركة المدنية والتضامن الجماعي حول نظامنا الاقتصادي والأنماط الجديدة للعمل والدفاع عن حقوق الأقليات والمهمشين والايكولوجيا والعلاقات الإنسانية مع البيئة، وقد اخترنا أفلامًا تقدم صورًا للمهاجرين مع مسارات وتجارب المنفيين، بين الأمل والحنين إلى الماضي. كما تتميز الدورة أيضًا بالأفلام الوثائقية التي تستكشف عوالم موسيقية ومساهمة هذه الفنون في التقارب بين الشعوب..
والمهرجان مزيج من الرحلات في واقع العالم الريفي والصحراوي والتطلع إلى الحق في المدينة، رحلة فيها إبراز التراث الثقافي الغير المادي إلى الاستجواب لفهم الماضي والحاضر ومستقبل غامض، ومن الاضطرابات في عالم العمل في أزمة إلى كواليس اقتصاد النقرات الجديدة، من البحث عن الجذور والأصول إلى الرغبة في التحرر من ثقل التقاليد لمزيد من الحرية : الكثير من المواضيع الانتقائية التي يمكن اكتشافها ومشاركتها..
وفي بلاغ صادر عن هيئة المهرجان اكدت أنه من المهم الاستمرار في إضفاء الحيوية على السينما ودعم المخرجين ودعم أعمالهم، تحت تأثير كوفيد -19 هذا العام لذلك انتقلت الدورة الثالثة إلى الفضاءات الرقمية الشاملة وسيكون الحدث افتراضيًا. في هذا السياق الاستثنائي، سنستفيد من هذه التجربة الجديدة للسماح بتوزيع أكبر للأفلام الوثائقية. كما سيتم تمديد مدة المهرجان المخطط لها على مدار 4 أيام مع تحميل الأفلام لمدة أسبوعين من 8 الى 21 جوان 2020، وستتم هذه العملية بالوسائل التقنية الخاصة بالمهرجان من خلال نشر برنامج الافلام من منصتنا المستقلة بالكامل وبدون صبغة تجارية..
وللتذكير فقد نشأ وثائقي المتوسط من رغبة وإيمان بتعريف التونسيين على السينما الوثائقية الإبداعية من خلال تعزيز اللقاءات مع الأعمال السينمائية ومخرجي الأفلام الذين يتعاملون مع الموضوعات المتعلقة بالسياق المتوسطي ويساهم المهرجان في ترسيخ سمعة مشروعنا التونسي: بحثًا دائمًا عن أكثر الأفلام إبداعًا واستقلالية وتنوعًا والتزامًا، كما تتنوع البلدان المدعوة من خلال الأفلام التي يسمح الانفتاح على الثقافات الأخرى وأنماط الحياة المختلفة ويلهمنا أن نعرف، وأن نوقظ عقولنا للجمال، وقبل كل شيء أن نرفع مستوى الوعي بالقضايا العادلة و جعل المآسي الماضية والحالية أكثر وضوحا حسب تعبير فتحي السعيدي..