يا باغي الخير أقبل، فهذا النداء هو تاج لكل مؤمن للظفر برضا الله - عز وجل.
فيك يا رمضان روعة الحَظْوة وجزيل اللطف لبطون صائمة، ولألسن شاكرة، ولعقول واعظة، فيك يا رمضان الانتصارات لأشهَرِ معارك الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في بدر يوم السابع عشر من أيام شهرك، وفتح مكة في العاشر من أيامك، والقادسية وحطين وغيرها؛ ليكون لحلاوة الانتصار بخُلُوف فم الصائم انتصارٌ آخر، وبامتزاج هذين الانتصارين هو الجهاد الأكبر والأصغر، ونعم الانتصار!
فيك أحلى وأجود وأعظم ليلة؛ ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر؟! فيها تنزل الملائكة لتَحُف مجامع المصلين والقائمين بالليل والناس نيامٌ؛ لتسجل خير الأعمال، وتنقُل أحسن الدعاء.
فيك لضيوف الرحمن في بيت الله الحرام إبداع آخر من التقرب إلى الله: «صوم وصلاة وصدقة، وأعظمها أجرًا عمرة تعدل حجة مع الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم –».
فيك الكثير من الفضل، كل هذا الإحسان في شهرك تميُّزًا عن باقي الشهور الأخرى؛ ولذلك أحزن لرحيلك ولانقضاء أيامك.
هذا العام شوقي الزائد لك له ما يُبرِّره لأدعو لإخواننا المستضعفين أن ينصرهم الله، ويؤلِّف بين القلوب، ويُوافِق بين العقول، فدعائي لإخواني وأخواتي سيكون مضاعفًا، وفي كل أيامك حتى ترحل عنا في أمان الله وسلامه، ولو أني لا أريدك أن ترحل.
سأودِّعك بنفحات البركة على أمل اللقاء بك في العام المقبل بمشيئة الله، وفي أحسن حال وأحوال في أن يكون المسلمون يدًا واحدة، وقلبًا واحدًا، وفكرًا واحدًا، وقِبلة واحدة.