النبويّات: العَفْو (3)

• نماذجُ في العفو:

إن رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: اللهم إني تصدقت بعرضي على من نالني من خَلقك

، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أين المتصدق بعرضه البارحة؟»، قال: أنا يا رسول الله، قال: «إن الله تعالى قد قَبِل صدقتَك»:
عن ابن عباسٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم القيامة ينادي منادٍ فيقول: أين العافون عن الناس؟ هلموا إلى ربكم خذوا أجوركم، وحق على كل مسلمٍ إذا عفا أن يدخله الله الجنة».
 كانت جاريةٌ لعلي بن الحسين تسكب عليه الماء يتهيأ للصلاة، فسقط الإبريق من يد الجارية على وجهه فشجه، فرفع علي بن الحسين رأسه إليها، فقالت الجارية: إن الله عز وجل يقول: «وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ» آل عمران: 134، فقال لها: قد كظمتُ غيظي، قالت: «وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ» آل عمران: 134، قال: قد عفا الله عنك، قالت: «وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» آل عمران: 134، قال: فاذهبي فأنت حرة لوجه الله.
 إذا أردت عفو الله، فاعفُ عن الناس:

•••
 سامِحْ أخاك إذا خلَطْ منه الإصابة بالغلط 
وتجافَ عن تعنيفه  إن زاغ يومًا أو قسَطْ 
واعلَمْ بأنك إن طلَبْتَ مهذَّبًا رُمْتَ الشَّطَطْ 
ولو انتقَدْتَ بني الزمانِ وجَدْتَ أكثَرَهم سَقَطْ 
مَن ذا الذي ما ساء قَطْطُ ومَن له الحسنى فقط 

ماذا عن عفو الله عز وجل؟
عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه، فقال له عمر: ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي؟ قال: «رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة، فقال أحدهما: يا رب، خُذْ لي مظلِمتي من أخي، فقال الله للطالب: فكيف تصنع بأخيك ولم يبقَ من حسناته شيءٌ؟ قال: يا رب، فليحمل من أوزاري»، قال: وفاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء، ثم قال: «إن ذاك اليوم عظيمٌ يحتاج الناس أن يحمل عنهم من أوزارهم، فقال الله تعالى للطالب: ارفَعْ بصرك فانظر في الجنان، فرفع رأسه، فقال: يا رب، أرى مدائن من ذهبٍ وقصورًا من ذهب مكللةً باللؤلؤ، لأي نبي هذا، أو لأي صِدِّيقٍ هذا، أو لأي شهيدٍ هذا؟ قال: هذا لمن أعطى الثمن، قال: يا رب، ومن يملِك ذلك؟ قال: أنت تملكه، قال: بماذا؟ قال: بعفوك عن أخيك، قال: يا رب، فإني قد عفوت عنه، قال الله عز وجل: فخذ بيد أخيك فأدخله الجنة»، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: «اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم؛ فإن الله تعالى يصلح بين المسلمين»

 •••

وصية عملية:
اعفُ عن الناس حتى يعفوَ الله عنك، وتجاوز عنهم حتى يتجاوز الله عنك؛ فالإحسانُ جزاؤه الإحسان.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115