النبويّات: حفظ الجوارح عن المعاصي في رمضان وغيره

 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُتِب على ابن آدم نصيبُه من الزنا مُدرِكٌ ذلك لا محالة،

فالعينانِ زناهما النظر، والأذنانِ زناهما الاستماع، واللسانُ زناه الكلام، واليدُ زناها البطش، والرِّجل زناها الخطى، والقلبُ يَهوَى ويتمنَّى، ويُصدِّق ذلك الفرجُ ويُكذِّبه» متفق عليه.

• يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى: يجبُ على المؤمن أن يحفظَ أعضاءه مِن فعل الحرام؛ حتى لا يقع في الزنا الحقيقيِّ، وبخاصةٍ في هذا الشهر الكريم، وقد نبَّه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث إلى أنواع؛ منها:

- أولها: زنا العينين: وهو النظرُ إلى المحرَّمات كلِّها، وبخاصة ما يُؤدِّي إلى الوقوع في الزنا.

- ثانيها: زنا الأذنين: وهو الاستماعُ إلى الحرامِ؛ كاستماع الأغاني المحرَّمة وغير ذلك.

- ثالثها: زنا اللسان: وهو الكلام المحرَّم؛ كالنطق بالكلام الفاحش ومعاكسة النساء ونحوه.

- رابعها: زنا اليدين: كإيذاءِ الناس باليدين؛ كالبطش بهم وضربهم، وكل منكر يُرتكب باليدين، وبخاصة ما يوصل إلى الزنا الحقيقي؛

- خامسها: زنا القدمين: وهو استعمالها في معصية الله تعالى؛ كالمشي بهما في المعاكسات، أو للزنا الحقيقي، أو المشي بهما للإفسادِ في الأرض وانتهاك الحرمات.

 الفائدة الثانية: سَمَّى النبي صلى الله عليه وسلم هذه المعاصي زنا؛ وذلك للتنفير منها وتقبيحها، وبيان خطرها؛ حتى لا يتساهل الناس فيها؛ ومنها: أنها قد تؤدي إلى الزنا الحقيقي، فما كان موصلًا إليه ووسيلة للوقوع فيه، استحق أن يسمَّى باسمه.
 الفائدة الثالثة: قد يجتمع أنواعٌ من زنا الأعضاء في بعض الأعمال وبخاصة في عصرنا هذا؛ فمن ذلك:

أولًا: استخراج الصور الموجودة في الجوَّالات عن طريق البرامج المتخصصة، فيجتمع في هذا زنا اليدين والعينين، كما أن فيه تجسسًا وكشفًا للعَوْرات، وإشاعة للفاحشة، ونشرًا للرذيلة، وإيذاءً للمؤمنين.
 
ثانيًا: نشر الصور المحرَّمة المخلَّة بالأدب والسلوك، وتوزيعها عن طريق المجلات أو الفضائيات أو الجرائد بأنواعها، أو عن طريق البلوتوث أو الشبكة العنكبوتية، وكل هذا حرام لا يجوز فعله.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115