لما حالف الصليبيِّين، فعارضه وأصدر فتوى شهيرة بعدم جوازِ ما فعله الأمير، مما دفع الصالح إسماعيل الأيوبي لعزله عن القضاء وحَبسِه، وكذلك موقفه مع أمراء المماليك حيث أفتى بعدم جوازِ توليتِهم؛ لأنهم عبيدٌ، لما جاء مصر في عهد الصالح نجم الدين أيوب، ولقب بعد هذه الحادثة الشهيرة ببائع الأمراء.
وترك العزُّ تراثًا علميًّا ضخمًا في علوم التفسير والحديث والسيرة والعقيدة والفقه وأصول الفقه، وكتبًا في الزهد، منها: «الفوائد في اختصار المقاصد»، «تفسير العز بن عبد السلام «تفسير القرآن»، «قواعد الأحكام في مصالح الأنام»، «الإمام في بيان أدلة الأحكام»، «الفتاوى المصرية»، «الفتاوى الموصلية»، «الغاية في اختصار النهاية»، «الإشارة بالإيجاز إلى بعض أنواع المجاز».
تُوفِّي العز بن عبدالسلام (رحمه الله) سنةَ 660هـ/ 1261م، عن ثلاثٍ وثمانين سنة.
• الكتاب:
جاءت هذه الرسالة على صغرها شاملةً لمقاصد الصوم في فصول عشرة، مبينًا فيها وجوب الصوم، وفضائله، وآدابه؛ من تعجيل الفطور وتأخير السحور، وحفظ اللسان عن الجوارح، وفيما يجتنبُ فيه من الوصال، والحجامة، والقُبلة، والكُحل، والمبالغة في الاستنشاق أثناء الوضوء.
كما تناولت الرسالة التماسَ ليلة القدر، وما ورد فيها من أقوال، وترجيح الإمام العزِّ بن عبدالسلام أن تكون ليلةُ القدر هي ليلة الحادي والعشرين مع ذكر الدليل على ذلك، وفضل الإنفاق في رمضان، وقراءة القرآن، وما ورد في فضل الاعتكاف في العشر الأواخر منه، وفضل إتْباع رمضان بستٍّ من شوال، وما ورد في صيام التطوُّع؛ كصيام تاسوعاء وعاشوراء، وعشر ذي الحجة، ويوم عرفة، وصوم المحرم، والأيام البيض، والاثنين والخميس.
كما أورد النهي عن الصيامِ في يوم الشكِّ، والصوم بعد انتصاف شعبان، واستقبال رمضان بيومٍ أو يومين، وصوم يوم الجمعة منفردًا، وصيام أيام التشريق.
وجاءت عناوين الفصول العشَرة على النحو التالي:
• الفصل الأول: في وجوبه.
• الفصل الثاني: في فضائله.
• الفصل الثالث: في آدابه.
• الفصل الرابع: فيما يجتنب فيه.
• الفصل الخامس: في التماس ليلة القدر.
• الفصل السادس: في الاعتكاف، والجُود، وقراءة القرآن في رمضان.
• الفصل السابع: في إتْباع رمضان بستٍّ من شوال.
• الفصل الثامن: في الصوم المطلق.
• الفصل التاسع: في صوم التطوع.
• الفصل العاشر: في الأيام التي نُهي عن صيامها.