القرآنيات: ولعلكم تشكرون (1)

إن الشكر نصف الإيمان؛ فالإيمان نصفان: نصف صبر، ونصف شُكر، وبتأملنا في آيات الصيام، نرى أن الله سبحانه وتعالى ختم الآية التي تتحدث

عن شهر رمضان بالشكر، فقال: « وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ «البقرة: 185 وفي هذا لفت الأنظار لكل من صام وقام، وكل من أكرمه الله بشهر رمضان: أن يشكُرَ الله على تلك النعمة؛ فقد حرم منها غيرك، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا أن نقول بعد كل صلاة، كما علم معاذ بن جبل حين أخذ بيده وقال: «يا معاذ، والله إني لأحبك، والله إني لأحبك»، فقال: «أوصيك يا معاذ: لا تدعن في دبر كل صلاةٍ تقول: اللهم أعني على ذِكرك، وشكرك، وحسن عبادتك».

أَوْليتَني نِعمًا أبوح بشُكرِها 
وكفَيْتَني كلَّ الأمور بأَسْرِها
فلأشكُرَنَّكَ ما حَيِيتُ وإن أَمُتْ
فلَتَشْكرَنَّك أَعْظُمي في قبرِها

الشكور: اسمٌ مِن أسماء الله عز وجل، وقد وصف نفسه فقال»إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ» فاطر: 34، ولما كانت صفة الشكر من أحب الصفات، كان المتصف بها من الخَلْق مِن أحب الناس إليه.

الشكر في القرآن الكريم:
إن الله قرن الشكر بذكره، فقال: «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ» البقرة: 152] كما قرنه بالإيمان، فقال: «َا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا» النساء: 147، ووعَد الله بالمزيد لمن شكره، فقال: «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد» إبراهيم: 7، وقال: «وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ» آل عمران: 144 وقال: «وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ» آل عمران: 145، وأخبرنا أن رضاه في شكره: «وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ» الزمر : 7.

وأن الشكر هو الغاية من الخلق: «وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» النحل: 78، وأول وصية من الله للإنسان: «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ» لقمان: 14.
إن مِن المهام التي يقوم بها إبليس اللعين قطع الطريق على الشاكرين؛ «ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ» الأعراف: 17.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115