وينتصر عليها بتغيير عاداتها الاجتماعية السيئة، وأعرافها الغذائية المتعبة ، فيدخل في ترتيب جديد يحمله لو اتعظ على تغيير كل السلبيات الضارة .
• ويشعرك الصيام بتركيب سياج معنوي لا يكاد أن يرى من جراء الصيام المخبت النزيه ومصداق ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين ( الصوم جُنة ) أي وقاية، وفي المسند ( يَستجنّ بها العبد من النار ) ولن يكون جُنةً في الآخرة، حتى يكون جنة في الدنيا يؤثر ما عند الله على المتاعِ الزائف والشهوة الزائلة ..!
• وفي حديث مشهور( حُفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات ) والصيام هنا تطبيق عملي لهذا الحديث، بما فيه من التزام شرعي وانضباط أخلاقي .
• فمن صام بإحسان، وأقبل على الذكر والقرآن، وكف اللغو واللسان، فقد خطا خطوات الانتصار، وصعِد إلى مراكب العلا والإنجاز .
• وفي هزيمة النفس هزيمة للهوى وقهر للشيطان ، لا سيما وشروط الهزيمة متاحة من خلال تضاعف الرحمات وتصفيد الشياطين وإيبلاسهم إبلاسا شديدا وفي الحديث ( وصُفدت مردة الجن والشياطين ).
• وخلائق الصوم العجيب كثيرةٌ/فلا تنتهي تقوى وقد عظُم الصبرُ.... وفيه جهادٌ للنفوس ومتعةٌ/ وفيه تراتيلٌ وما نقص الأجرُ...!
• قال ابن القيّم- رحمه الله تعالى: (جهاد النّفس على أربع مراتب:
الأولى: مجاهدتها على تعلّم الهدى ودين الحقّ.
الثّانية: مجاهدتها على العمل به(أي بالهدى ودين الحقّ) بعد علمه. الثّالثة: مجاهدتها على الدّعوة إلى الحقّ . والرّابعة: مجاهدتها على الصّبر على مشاقّ الدّعوة إلى الله، وأذى الخلق، ويتحمّل ذلك كلّه لله.
• وهذه المراتب تكاد تجتمع في رمضان لكثير من الصائمين فيحملون نفوسهم على تعلم الصيام وأحكامه والتباعد عن الشهوات جهادا وصبرا، ونشر هذا الخير بآدابه وأخلاقه، واحتساب ما يواجه من أذى وكلمات في سبيل إيصال هذا النور للناس، وقال تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) سورة الزمر .