كانت تحمل نساء مسلمات، أرسلهن ملك جزيرة الياقوت، هدية إلى الحجاج بن يوسف، فصاحت امرأة من تلك النسوة، وكانت من يربوع: يا حجاج، وبلغ الحجاج ذلك، فقال: يا لبيك، فأرسل إلى (داهر) ملك السند، يسأله الإفراج عن النسوة، فقال: أخذهن لصوص، لا أقدر عليهم، فأرسل الحجاج عبيد الله بن نبهان إلى الديبل (كراتشي) فقُتل، فكتب إلى بديل بن طهفة البجلي، وهو بعمان، يأمره أن يسير إلى (الديبل) لكن الهنود استطاعوا محاصرته وقتله أيضاً، فأدرك الحجاج أن فتح السند، وتحرير الأسيرات المسلمات يحتاج إلى قائد فذّ شجاع، وجيش كبير، ذي قوة وحنكة وشدة، فاختار محمد بن القاسم،
الذي لم يتجاوز عمره وقتئذٍ سبعة عشر عاماً، ثم بعد ذلك أتم الله لهم فتحها، وغنموا أموالاً كثيرة. ونظر الحجاج فإذا هو قد أنفق على محمد بن القاسم ستين ألف ألف، ووجد ما حُمل إليه عشرين ومائة ألف ألف، فقال: شفينا غيظنا، وأدركنا ثأرنا، وازددنا ستين ألف ألف درهم، ورأس داهر ..كتاب « فتوح البلدان (ص: 419 - 423)، والعبر، لابن خلدون (3 /77».