هويتنا الدينيّة: أول جمعية نسائية تونسية زيتونية «السيدات المسلمات»

في 1945 أنشأت جمعية الشبان المسلمين فرعا نسائيا لبث الوعي بين النساء ويدعى «السيدات المسلمات» وكانت تشرف عليه

السيدة سعاد ختاش عقيلة الشيخ محمد الصالح النيفر مستعينة بمجموعة ناشطة من النساء الزيتونيات أمثال السيدة درة بن عبد القادر وشريفة فقوسة والسيدة زكية بن عمار عقيلة رئيس الحكومة التفاوضية بعد 1954 السيد الطاهر بن عمار، وزهور قلاتي وزهرة بوحاجب وسارة صفر حرم بلقاضي وزينب مملوك والدكتورة حسيبة غيلب وزينب ميلادي وليلى حجوج وزينب الجبالي. ومن أنشط فروع «السيدات المسلمات» فرع المرسى المتألف من حبيبة زروق حرم الطاهر السنوسي (رئيسة)، رقية بن عاشور (كاهية)، عفيفة الأخوة (أمينة مال)، نائلة بن عاشور (كاتبة مالية)، ليلى السنوسي (كاتبة)، وسيلة القسطلي حرم الشيخ الشاذلي النيفر وزكية زروق (عضوتان). ومن إنجازات «السيدات المسلمات» إحداث صندوق للمعوزات من البنات لمواصلة دراستهن وكذلك توعية المرأة الأمية وتعليمها عبر إحياء حفلات خيرية لتمويل مشاريعها، وتأسيس مدارس إسلامية لتعليم البنت التونسية وإعانة المعوزات منهن على مواصلة التعليم. فقد كان الرأي العام التونسي يعارض بشدة تعليم البنت التونسية خشية فرنستها، ومعاهد البنات قليلة وتقتصر على العائلات المترفة بينما مدارس الراهبات كثيرة في البلاد .

فنظم الشيخ محمد الصالح اجتماعا موسعا بنهج الباشا دعا له مختلف الفئات النشيطة في البلاد وعرض عليهم مشروع إنشاء مدرسة إسلامية لتعليم البنت وإقناع الآباء بهذه الفكرة لحماية بناتهن من الجهل والضياع والتنصير وإحياء هويتهن العربية الإسلامية وشعاره في ذلك: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق

لاقى المشروع ترحيبا ومساندة وفي سنة 1947 بدأ بناء «مدرسة البنت المسلمة» التابعة للتعليم الزيتوني الاصلي بنهج السراجين وتم بعد سنتين ولازال صرحها قائما إلى الآن. وأحدث فرعا لها بباب الخضراء بنهج البشير صفر وكان يديره ابنه محمد المرتضى، وفرعين بحمام الأنف وماطر. كما أحدثت رياضا للأطفال بباب منارة وباب الخضراء. وساهم في هذا المشروع متبرعون أمثال الأخضر بن عطية وهو فلاح ثري ومحمد الصالح ختاش صهر الشيخ محمد الصالح النيفر والطاهر الأخضر المحامي وأحمد الباقوري وزير الأوقاف المصري وغيرهم. ولاحظ الشيخ محمد الصالح أن الفتاة التونسية التي احتضنها في روضة الأطفال ثم في مدرسة البنت المسلمة الابتدائية لا يمكنها أن تواصل تعليمها الثانوي مثل زميلها الشاب فسعى في 1953 مع إدارة الجامع الأعظم الذي يديره قريبه الشيخ علي النيفر لإنشاء فرع للتعليم الزيتوني للبنات وكُلِّف الشيخ محمد الصالح بإدارته وتدوم الدراسة فيه سبع سنوات تفضي إلى الحصول على شهادة التحصيل بجزئيها (ما يعادل الباكالوريا). كما سعى إلى تعصير برامج التعليم الزيتوني عموما حتى أصبحت شهادة التحصيل تسمى شهادة التحصيل العصري. وقد عرفت هيئة السيدات المسلمات بتشجيعها للمرأة المتعلمة من ذلك إقامتها لحفل استقبال للسيدة فتحية مختار مزالي أول امرأة تونسية تتحصل على الإجازة. كما احتضنت هيئة السيدات مولودا جديدا للجمعية هو «دار الرضيع» وذلك لإنقاذ الطفولة البائسة واللقيط من التنصير والإهمال ومقره بنهج الباشا. وتماشيا مع الاهتمامات الوطنية لجمعية الشبان، اهتمت هيئة السيدات المسلمات بالمناضلين من المساجين السياسيين فكانت تطبخ لهم الأطعمة وترسلها لهم في سجونهم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115