النبويّات: حرَّمَ الله النارَ على مَنْ قال: لا إله إلا الله- 3 -

فضْل كلمة التوحيد: لا إله إلا الله:
شهادة أن لا إله إلا الله: أصلُ الدِّين وأساسه، ومعناها لا معبود بحقّ إلاّ الله، وفضلها عند الله عزّ وجلّ عظيم،

وممّا امتن الله تعالى به على هذه الأمة هو دخول الجنّة لمن مات منهم وهو يعلم ويؤمن أنه لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وقد قال الله تعالى»إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ» سورة النساء: 116، قال السعدي: «وأما ما دون الشرك من الذنوب والمعاصي فهو تحت المشيئة، إنْ شاء الله غفره برحمته وحكمته، وإن شاء عذب عليه وعاقب بعدله وحكمته».

ومما يدلُّ على فضل كلمة التوحيد «لا إله إلا الله» في موقف النبي صلى الله عليه وسلم رداً على ما قيل عن مالك بن الدُّخْشُن بأنه منافق: «لا تَقُلْ، ألا تراه قال: لا إلهَ إلا الله، يريد بذلك وجهَ الله»، ثم قال صلى الله عليه وسلم:»فإن الله حرَّم على النار مَنْ قال: لا إله إلا الله، يَبْتَغِي بذلك وجهَ الله».

والأدلة على فضْل كلمة التوحيد من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأحاديثه كثيرة، فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة» رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: «.. فمن لقيتَ من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله، مستيقنًا بها قلبه، فبشره بالجنة» رواه مسلم. وفي حديثٍ لمسلم أيضاً قال صلى الله عليه وسلم»أشهد أن لا إله إلا الله وأنِّي رسول الله، لا يلقي الله بهما عبد، غير شاك فيهما، إلا دخل الجنة».

فمن مات على التوحيد موقناً أنه لا إله إلا الله غير آت بشيء من نواقضها فهو من أهل الجنة، وقد يدخل النار فيُعَذَّب بما عليه من الإثم وقد يَغْفِرُ الله عز وجل له، وإن عُذِّب بما عليه فمآله إلى الجنة في نهاية المطاف، فعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما مِنْ عبدٍ قال: لا إلهَ إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخَلَ الجنة، قلتُ: وإن زنى وإن سَرَق؟ قال: وإن زنى وإن سَرَق، قلتُ: وإن زنى وإن سَرَق؟ قال: وإن زنى وإن سَرَق، قلتُ: وإن زنى وإن سَرَق؟ قال: وإن زنى وإن سَرَقَ على رَغْمِ أنفِ أبي ذرٍّ. وكان أبو ذرٍّ إذا حدَّثَ بهذا قال: وإن رَغِمَ أنفُ أبي ذرٍّ» رواه البخاري.

السيرة النبوية بأحداثها ومواقفها تحمل بين ثناياها الكثير والكثير من الدروس التربوية والآداب والأحكام شرعية، والمتأمّل في حياة وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم يرى فقهه وحكمته في تربية النفوس وإصلاح وعلاج ما بها من خلل وخطأ، ومن ذلك موقفه صلى الله عليه وسلم مع أصحابه حين قال أحدهم عن مالك بن الدُّخْشُن رضي الله عنه: «ذلك منافقٌ، لا يُحِبُّ اللهَ ورسوله»، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تَقُلْ، ألا تراه قال: لا إلهَ إلا الله .. فإن الله حرَّم على النار مَنْ قال: لا إله إلا الله، يَبْتغِي بذلك وجه الله».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115