المكتبة السينمائية.. مهرجان الفيلم البيئي في تونس: السينما أداة للتحسيس بمشاكل البيئة

السينما وسيلة للتعريف بقضايا الشعوب والامم، السينما وسيلة للغوص في تفاصيل المجتمعات ومشاكل الدول، السينما ليست مجرد فرجة

أو ترفيه بل أداة لتقديم ما يعيشه العالم من صراعات ومشاكل قد تؤثر على البسيطة، هكذا السينما هي فرصة ليعرف المتفرج العالم ويكتشف خصوصياته وهو في مكانه، ولانّ البيئة والتغيرات المناخية والتحولات الطبيعة جدّ مؤثرة في العالم يكون اللقاء من 14 الى 20مارس مع الدورة الثالثة لمهرجان الفيلم البيئي.
المهرجان عبارة عن سلطة للدفاع عن البيئة، وهو وسيلة لتقديم التحولات البيئية وتعريف الانسان بمشاكل محيطه، مهرجان يفتح الباب للنقاش حول المشاكل البيئية انطلاقا من افلام عالمية اهتمت بها الموضوع لان» التغيرات البيئية والمناخية اشد خطورة من الحروب» حسب تعبير هشام بن خامسة في ندوة صحفية عقدت صبيحة أمس في قاعة الطاهر شريعة لتقديم برنامج المهرجان.
8 أشهر من السينما و13مدينة تستقبل المهرجان
جمعتهم السينما والبيئة، اختاروا الدفاع عن لبيئة من خلال الكاميرا، فالكاميرا توثق لكل الانتهاكات التي يسببها الإنسان للطبيعة، والكاميرا تكون صوت الطبيعة وصوت كل التحولات البيئية والمناخية التي قد تؤثر سلبا على الإنسان المتسبب الأول في تلك الكوارث، وقد اجتمع المشاركون على الدفاع عن الحقوق ومنها الحق في بيئة سليمة لذلك كان مهرجان الفيلم البيئي هدفهم ووسيلتهم للمقاومة.
شمعة ثالثة ودورة أخرى للمهرجان الوليد، الذي كبر وبات مدافع شرس عن البيئة، فمؤسسي المهرجان أرادوا تقديم تجاربهم البيئية وخبراتهم في وقت تطرح فيه المسالة البيئية كتحدّ هام للسنوات القادمة في المستويين الشامل والمحلي وذلك بصفتهم منظمي أحداث ثقافية وكذلك اتصاليين قصد حثّ الجمهور الواسع وخاصة الفئات الشبابية على نشر الوعي الثقافي والبيئي ومناقشة الإشكاليات البيئية عبر منصة سينمائية لتبادل الأفكار والآراء.


مهرجان الفيلم البيئي يتمثل حسب هشام بن خامسة في تنظيم مهرجان للأفلام على أساس اختيار شركاء ذوي انتشار وطني مثل وزارة الشؤون الثقافية ودولي مثل الاتحاد الاوروبي والمعهد الفرنسي بتونس والمكتبة السينمائية بالإضافة إلى منظمات تابعة للامم المتحدة على غرار جمعية الامم المتحدة للبيئة ومنظمة الهجرة الدولية وسفارات بريطانيا وكندا التي ستسهل عملية اقتناء حقوق تاليف الأفلام العالمية التي ستعرض.
لن يقتصر المهرجان على عرض الأفلام، بل سيفتح نقاشا مع خبراء في البيئة ومع الجمهور وسيتولى الخبير نور الدين بن نصر عملية تقديم بعض المعطيات الخاصة بالبيئة خلال نقاشات الافلام.
في الدورة الثالثة ينفتح المهرجان على 12مدينة تونسية، من مارس الى اكتوبر، وستنطلق الجولة أولا من العاصمة في مارس ثمّ صفاقس والرديف في افريل، فالمرسى وجربة في شهر جوان، وفي جويلية تكون الوجهة بنزرت والمنستير، ثم قرقنة والهوارية في أوت ويحط المهرجان رحاله في قابس في شهر سيبتمبر وتختتم الرحلة السينمائية بتوزر وتطاوين في شهر اكتوبر، 12مدينة ستستقبل المهرجان والعروض السينمائية العالمية، 12لقاء مع الجمعيات المهتمة بالبيئة في الجهات لمناقشة واقعها ومشاكلها وسيختلف كل لقاء عن الآخر حسب خصوصية الجهة.
«من الدبوزة للعروسة» وللاطفال نصيبهم
الأطفال حراس البيئة، هم سفراؤها اليوم، وتعليم الأطفال كيفية الحفاظ عن بيئتهم ومدى تاثير البيئة السليمة عليهم سيكون من ضمن فقرات المهرجان، فللأطفال نصيبهم من مهرجان الفيلم البيئي من خلال ورشة تفاعلية، سيقدمها المسرحي فارس لعفيف، الورشة من اقتراح المركز الوطني لفن العرائس وهي عبارة عن تحويل للقوارير البلاستيكية الى ماريونات، ثم إنجاز عرض قياسي بالعروسة، العرض سينطلق من حكاية للحكواتي هشام درويش، هنا تجتمع الحكاية مع المسرح والماريونات جميعها تقدّم للطفل الذي سيكون سفير البيئة.
«من الدبوزة للعروسة» فكرة بسيطة ومختلفة، تقدم للطفل طريقة سهلة لاعادة استعمال القارورة البلاستيكية وإخراج عمل فني منها بالوسائل الموجودة في البيت، وكذلك يهدف إلى تعليم الطفل آليات خلق وإبداع متجددة كما تحفز خياله على البحث لتقديم ماريونات مختلفة، وأكد المسرحي والعرائسي فارس العفيف انّ اختيار الحكاية والعروسة سيختلف من مدينة إلى أخرى، حسب خصوصيات المدينة التي سيحلون بها، والتجربة العرائسية هي الثانية بعد نجاح تجربة العرائس الطينية في العام الفارط، واكّد فارس العفيف انّ الطفل قادر على الخلق دوما، وأن الورشة ستعلمهم أبجديات العملية الإبداعية فقط.
القرية البيئية في المدينة
القرية البيئية هي احدى اهم فعاليات مهرجان الفيلم البيئي في دورتيه السابقتين وفي الدورة الحالية ستكون القرية البيئية في مدينة الثقافة، وستفتح ابوابها امام الجمهور للقاء ناشطين من المجتمع المدني الملتزمين بقضايا البيئة والفاعلين في مجال الانشطة الثقافية.
فيلم «الحائط الاخضر الكبير» في الافتتاح
تفتتح الدورة الثالثة لمهرجان الفيلم البيئي بشريط «الحائط الأخضر الكبير» (THE GREAT GREEN WALL)، وهو وثائقي بريطاني للمخرج Jared P. Scott ويدوم عرضه 90 دقيقة الفيلم رحلة موسيقية-بيئية تبدع في نحت معالمها المغنية المالية Inna Modja التي استعملت الموسيقى لتقديم الصراعات البيئية والثقافية في افريقيا.
وتتمحور أحداث هذا الفيلم حول مشروع طموح لزراعة جدار من الأشجار بطول 8 آلاف كيلومتر يمتد من السنغال إلى أثيوبيا. ويهدف هذا المشروع البيئي الضخم إلى مقاومة التصحر التدريجي في المنطقة بسبب تغيّر المناخ وتجنب النزاعات المتزايدة والهجرات الجماعية، الفيلم يكشف عن مدى تاثير التغيرات الطبيعية في افريقيا على العالم.

جميع الأفلام المعروضة عالمية
يقدم المهرجان لجمهور السينما سبعة أفلام عالمية، بعضها يعرض للمرة الاولى في تونس، فيلم الافتتاح هو «الحائط الاخضر الكبير» وفي البرنامج ايضا عرض الافلام التالية:
OUR PLANET
HUMAN ELEMENT
THE CLIMATE LIMBO
WASTED
THIRST FOR POWER
الأعمال السينمائية التونسية تغيب عن المهرجان
يقدم المهرجان سبعة افلام بيئيية عالمية، في المقابل تغيب الافلام التونسية عن هذه الدورة ويعود ذلك إلى عدم جاهزية أعمال للعرض حسب تصريح هشام بن خامسة مضيفا أن بقية العروض المبرمجة ذات جودة فنية وتتناول قضايا بيئية كبرى.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115