في ذكرى ملحمة 7 مارس: هل خفت بريق الملحمة والذكرى ثقافيا؟

تستعد «البليدة» للاحتفال بالذكرى الرابعة لملحمة البطولة التي خاضها أبناؤها، تستعد البليدة للاحتفال بذكرى المقاومة والوطنية للملحمة التي راح ضحيتها العديد

من الشهداء لإعلاء الراية الوطنية وكنس محبي الموت الذين اعتقدوا أن بإمكانهم رفع راياتهم السود في البليدة فوجدوا القوات العسكرية والأمنية والشعب بالمرصاد لهم لحماية الديار.
تحتفي بن قردان بالذكرى الرابعة لملحمتها، ملحمة البطولة والوطنية، الملحمة التي تهمّ أبناء ومتساكني البليدة وحدهم بل هي فخر كل التونسيين وشامة عزة على جبين كل من يؤمن بالعلم الوطني ويؤمن بمدنية الدولة التونسية، ولان الثقافة فعل للمقاومة والحياة تكون البرمجة الثقافية الاحتفالية جزء من هذه الذكرى الملحمة؟

العروض الخصوصية لها الجمهور الأكبر
البليدة تصبح أجمل أثناء الاحتفالات بذكرى الملحمة، في البليدة الكل يحدّث الزوار عن المعركة عن تفاصيلها ويحاول اصطحابه إلى كل شبر شهد اطلاق الرصاص، يتجولون بالزائر من أمام الثكنة إلى ساحة المغربي إلى وسط المدينة حيث انطلقت أول رصاصة الى نهاية الملحمة.
يحدثونك بكل فخر عن المدينة وتاريخها، فالملحمة هناك عنوان للعزة، وفي الأعوام السابقة كان للملحمة بريقها أكثر من حيث الاحتفالات الثقافية، فذكرى الملحة كانت لها ميزتها الخاصة لان الملحمة تختلف عن بقية الاحتفالات الثقافية، في الدورة الأولى «هبطت الطامة والعامة» وكان الملعب طيلة أيام الاحتفال يعجّ بالجمهور، في الذكرى الأولى كان لقاء أبناء الجهة مع عرض محلى بصيغة وطنية هو «ام البدايات» ذلك العرض الحدث الذي جمع فنانين من مختلف ربوع الجمهورية اجتمعوا في عرض اخرجه يوسف مارس، العرض الحدث انذاك حقق اقبالا جماهيريا منقطع النظير فالكل اقبل ليرى ملحمة البليدة أمام جمهور من مختلف أنحاء ولاية مدنية ومن كل أنحاء البلاد أيضا، الذكرى الأولى انذاك مازالت الملحمة «جديدة» كانت كلفة الاحتفالات 700الف دينار تقريبا.

ولانّ للملحمة قيمتها الفنية والوطنية، ولانّ احتفالات الملحمة تختلف عن غيرها من التظاهرات لخصوصيتها، تراجعت منحة دعم احتفالية ذكرى الملحمة في الدورة الثانية الى 300الف دينار، وقدمت التظاهرات باقة من العروض المسرحية والموسيقية والشعرية ولعل أكثر العروض اهتماما من حيث الإقبال الجماهيري والموضوع عرض «شهادة وشهود» العرض الذي جمع ثلة من الفنانين الذين آمنوا بالمشروع والملحمة على غرار صالح الجدي وفرحات دبش وصياح بوراس وضو حداد في الشعر مع مجموعة من الأطفال أبناء نادي المسرح، جميعهم قدموا عرضا ناقدا صاحب الشهداء في أسئلتهم عما جنته البليدة بعد استشهادهم نص ساخر، نقد السياسيين وبسخرية من كل المتلهفين على السلطة أمام المصلحة العامة، فهل دفع يوسف مارس ثمن مشاكسة السياسيين؟ ليرفض عمل «الصبايحية» للدورة الحالية؟.

«الصبايحية» عرض مشاكس ترفضه وزارة الشؤون الثقافية؟
تستعد بن قردان للاحتفال بذكرى الملحمة، تتزين المدينة لاستقبال زوارها واكتشاف خصوصياتها والاستمتاع بأحاديث أبناء المدينة عن ذكرياتهم في 7مارس 2016، وبخصوص الملحمة والاحتفالات، تراجعت قيمة الدعم مرة أخرى الى 70الف دينار تقريبا وللإشارة فان العروض التي لاقت حضورا جماهيريا كبيرا في الدورات السابقة هي العروض التي ينجزها أبناء الجهة، لأنها تشبه المدينة وتتحدث باسمها، ولكن في الدورة الثالثة ورغم تصريحات الوزير السابق وتاكيده على « على ضرورة إشعاع هذه التظاهرة محليًا ووطنيًا ودوليًا ومزيد دعمها لما تحمله من ذكرى ورمزية للدفاع عن تونس، كما أكد الوزير على ضرورة العمل على بلورة برنامج فني يبرز تنوع الموروث الثقافي والحضاري لبن قردان» في اجتماع بتاريخ17فيفري 2020، نجد أن الوزارة ترفض العرض الملحمي «الصبايحية» وهو عرض ناقد للسياسيين أيضا، عرض جاء في تقديمه «في الذكرى الرابعة لملحمة 7 مارس 2016 يشرفنا تقديم مقترح عمل ملحمي يشترك فيه عدد من أبناء بن قردان ووالية مدنين) تلاميذ وطلبة وعّمال ومبدعون وفنانون (وعدد من فناني تونس من مسرحيين ومغنين يأتون لتخليد الذكرى ولشكر أهلها على ما قدموه من بطولات لحماية تونس كاملة».

وعن «الصبايحية» يقول يوسف مارس، هي تجربة إبداعية أخرى أردناها أن تخلد ذكرى الملحمة وتجمع فنانين ومبدعين من كافة انحاء البلاد، عمل احتفالي يخرج عن المالوف، عمل مشاكس وناقد للخروج من خانة الاحتفالات الروتينية.
ويضيف محدثنا في تقديمه للعمل «قصّة العالقين والمتعلقين بالمال والسلطة المنزوين في انتظار ما ينتجه الصراع لتحديد ّ المواقع والاقتراب من الغنائم..تلك قصة عملنا المقترح «الصبايحية» فهل رفض العرض لاسمه؟ ام لمضمونه؟
«الصبايحية» العمل الملحمي الذي رفض يجمع ثلة من الفنانين والممثلين ومنهم كمال التواتي ودليلة مفتاحي وسعد الثابت وعبد العزيز عون وعلي بوقديدة والجليدي العويني والصياح بوراس وسفيان هلال، جميعهم آمنوا بالفكرة المختلفة و آمنوا أنّ الفن وسيلة للنضال والفن وسيلة لاعتزاز ابناء البليدة بذكرى ملحمتهم.

بن قردان تحتفل
لبنى نعمان في الافتتاح ولطفي بوشناق في الاختتام
تحتفل مدينة بن قردان بالذكرى الرابعة لملحمة7مارس، الاحتفالات تتوزع بين دار الثقافة محمد الناصر ومركب 7 مارس، وفي البرنامج الذي انطلق أمس الاثنين لقاء مع لبنى نعمان، ويوم غد الأربعاء موعدان الأول موسيقي مع فرقة أولاد المناجم والثاني مسرحي مع سفيان الشاهد، أما الخميس فيخصص اللقاء للتراث مع سهرة تراثية عربية، ليكون الموعد يوم الجمعة 6 مارس مع أمسية شعرية عربية، ويكون الاختتام مع حفل للفنان لطفي بوشناق في مركب7 مارس.
وبمناسبة الذكرى، هل سيكون لبن قردان مسرح هواء طلق؟ ليكون فضاء للعروض وقبلة أبناء المدينة للفرجة والمتعة فبن قردان كتبت درس في الصمود في التاريخ الحديث وتستحق أن تكون لها مؤسسات ثقافية تلبي رغبات الجمهور وانتظاراته.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115