نادي أحباء الشيخ إمام في فضاء «مسار» الأغنية الملتزمة نبراس أبدي للحرية ...

جمعتهم الأغنية الملتزمة والكلمة الصادقة، اجتمعوا على أفكار الثورة وقيم الحرية التي تبنتها الأغاني وصدحت

بها علنا ولم تخفهم الآلات القمعية ولا ديكتاتورية الأنظمة المستبدة، اجتمعوا على أغاني الشيخ إمام وتقاسموا وجع الوطن والفكرة والأحلام المجهضة التي تقولها الأغاني وانتصروا لقيم الثورة وتغنوا ببسالة الشعب وقدرته على تغيير موازين القوى متى اتّحد حول الوطن « ما اعجبك، ما انجبك، ما انبلك، يا شعب يا نبض الوجود، الخلد لك، والملك لك، والحكم لك، الحكم لك» كما تقول الأغنية.
«همّا مي نواحنا مين، احنا قرنفل على ياسمين» هكذا يمكن وصف من اغرموا بكلمات الشيخ امام واغانيه وقرروا خوض غمار حفظها وتقديمها والاستمتاع بكل حرف قاله وغناه في نادي الشيخ إمام بفضاء مسار بباب العسل الذي يجمع عشاق الكلمة الصادقة مساء كل اربعاء انطلاقا من السادسة مساء.
الشيخ إمام عيسى غادرنا جسده منذ سنوات لكن روحه وأغانيه لازالت ترفرف هنا في قلب كل من عشق الوطن وعشق الأغنية الملتزمة والثائرة وآمن بقدرة الكلمة على التغيير.
وإيمانا بأهمية الأغنية الملتزمة وضرورتها يجتمعون في الفضاء الثقافي مسار للغناء، لشحذ همم الأطفال وتعليمهم انّ الفن لا يموت والحرية فكرة تأبى الأفول، ففي النادي عدد محترم من الأطفال الذين أحبوا الشيخ إمام ويحفظون اغانيه ويرددونها بكل تلقائية وحب، وفي «مسار» يجتمعون للغناء والنقاش.
«نادي أحباء الشيخ امام» ناد مفتوح للجميع هو فرصة للغناء دون وجل أو خجل فرصة للصراخ عاليا بأغاني الحرية والثورة والدعوة المستمرة للمطالبة بالحقوق، فقد تتغير الأنظمة الديكتاتورية ويخفت بريق آلات التعذيب والزنازين التي كان يقاد اليها كلّ مطالب بالحرية، لكن اغاني الشيخ إمام لا تموت والأغاني التي تنادي بحرية الإنسان الأبدية لا تخفت. فالحرية لا ترتبط بفترة زمنية محددة بل هي فكرة براقة دوما، كما تقول أغلب الأغاني المنحازة للإنسان وان تغيرت الأنظمة وتغير رأس النظام وطريقته في العمل لازالوا «هما الأمراء والسلاطين والمال والحكم معاهم» ولازلنا «الأرض حطبها ونارها، أحنا الجيش إلي يحررها، أحنا الشهداء في مدارها منتشرين أو منتصرين» ولا زال هناك ظلم وحيف سياسي واجتماعي واقتصادي يعيشه الإنسان في كل الوطن العربي.
كان فضاء «مسار» منذ انبعاثه يساند الفن البديل ويساند القضايا العادلة ويدعو للمواطنة والنضال بالثقافة، في فضاء ينحاز للمهمشين والمستضعفين ويعلم أطفال الأحياء الشعبية كيفية المطالبة بحقوقهم والتمسك بمواطنتهم اجتمعوا ليغنوا ويلتزموا بكلمات الأغاني أثناء حفظها ونقاش معانيها، جمعهم الشيخ إمام حول فكرة الثورة والحرية.
اختلفت أعمارهم من الطفل إلى الشيخ، واختلفت انتماءاتهم الفكرية والسياسية وتباينت مهنهم من الحرفي إلى الإداري إلى العاطل عن العمل إلى الأستاذ والمغني لكنّهم اجتمعوا حول أغان خالدة أغان لا تأفل بل هي متجددة دوما، اجتمعوا ليغنوا «سايس حصانك» و «ابجد هوز» و«يمامواويل الهوى» و«نيكسون مانديلا» و«جيفارا مات» و»يا فلسطينية» وغيرها من الأغاني الثائرة التي كتبت لملحمة الإنسان في مواجهة الظلم والاستبداد فبدت الصورة فسيفسائية جميلة في تعبيرة تونسية عن ثراء الزاد المعرفي والتنوع الثقافي للإنسان التونسي.
في «مســــار» يفترشون القاعـــة، لينصتوا إلى عازف العود والآلات الأخرى قبل أن تبدأ رحلة الغناء، النادي يشرف عليه الثنائي سوسن اللواتي وعمر بن ابراهيم، من أبجديات النادي توزيع كلمات الأغنية التي سيقع حفظها في الحصة قبل إعطاء مساحة حرة للجميع للنقاش أو اقتراح أغنية أخرى.
كما أن نادي أحباء الشيخ إمام لا يقتصر على حفظ الأغاني بل هناك دعوات دائمة لفنانين طالما اثّثوا المشهد الفني بأغان ملتزمة قاومت الظلم والديكتاتورية، فاستضاف خميس البحري وغنوا ّيا نخلة واد البي» تلك الأغنية التي كانت عنوان للتمرد عنوان لرفض النظام وسلطته وآلته الحديدية، وفي استضافة خميس البحري اهديت الأغنية للمبدعة آمال الحمروني وفي مسار غنوا:
«مليت بالود كاسي
و بليت ريق الأحباب
و حلفت أنا نقص راسي
لو ذلّ فوق الأعتاب
و ناديت يا حر ناسي
الشعب غلاب
تزول الجبال الرواسي
وما يزول شعبي ف يوم»
وللشاعر كاتب
«نحن نرعى الزهور، ونحب الجمال، ونريد الطيور حرة في العال، وإذا ما الربيع، لم يكن للجميع، قسما لن نطيع، غير صوت الحمم»
النشيد الطلابي الذي كان زاد الطلبة للمطالبة بحقوقهم والانتصار لانسانيتهم أمام آلة بوليسية قمعية كان له نصيب في النادي فكان ادم فتحي ضيف احد حلقات النقاش وغنّى ما كتب كطفل يلامس لعبته المفضلة.
كما استضاف النادي الشاعر خالد الحمروني والمجموعة المصرية «اسكندريلا» و الفنان المصري عمر العياط، وأسماء أخرى كتبت للاغنية الملتزمة وغنت للانسان والحرية والأوطان الحرة والأنفس الثائرة.
نادي أحباء الشيخ إمام أصبح حلقة مهمة في المهرجانات في كامل الجمهورية التونسية فللنادي أعضاؤه القارّون الذين أصبحوا بمثابة الفريق الواحد يؤثثون للسهرات الفنية الملتزمة ضمن مهرجان «البطحاء» الذي ينظمه فضاء «مسار» بالإضافة إلى عروضهم في قرقنة وصفاقس ومدينة الثقافة وابن رشيق وغيرها لان النادي بات عنوانا للاغنية الملتزمة ينحاز أبناؤه للكلمة الصادقة ويؤثثون التظاهرات الثقافية التي ترسخ للثقافة البديلة وتتوجه إلى المهمشين والمحرومين في الفعل الثقافي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115