افتتاح الدورة الثالثة للملتقى العالمي شكري بلعيد للفنون: « الثقافة والفن في مجابهة العنف»

احتفاء بالذكرى السابعة لإغتيال الشهيد شكري بلعيد، وبحضور الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية،

السيد نورالدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل والسيد محسن مرزوق الأمين العام لحزب مشروع تونس والسيد الشاذلي بوعلاق والي تونس وعائلة الشهيد شكري بلعيد افتتحت الدورة الثالثة للملتقى العالمي شكري بلعيد للفنون الذي يتواصل الى غاية يوم الاحد 16 فيفري 2020 تحت شعار « الثقافة والفن في مجابهة العنف « وذلك يوم الخميس 06 فيفري 2020 بمدينة الثقافة.

سبع سنوات مرت على اغتيال الشهيد شكري بلعيد الرجل الذي آمن دائما بالثقافة والفن في تكوين المواطن وهو الذي حذّر مرارا وتكرارا من عواقب العنف فهو الفنان المحب للشعر والكاتب المؤمن دائما بأن القلم هو السلاح لمقاومة الفكر الظلامي قبل ان يكون المحامي والسياسي الشرس في الدفاع عن كرامة المواطن وعن حقه في العيش في بلد آمن يخلو من التطرف والعنف والظلم ومازال الاوفياء له يرددون في كل ذكرى: «حياك بابا حياك».. اغنية الشهيد المفضلة مما جعل الرجل ايقونة فكر وثقافة وسياسة في المخيال التونسي.. من هنا انبثقت فكرة هذا الملتقى الذي خرج من المحلية الى العالمية بمشاركة فنانين تشكيليين من تسع عشر دولة البرازيل وكولومبيا وتركيا والهند ومصر والسودان والبحرين والمغرب وصربيا والكويت وفرنسا وألمانيا وايران واسبانيا ونيجيريا وإيطاليا ولبنان والسعودية وليبيا وحوّل منطقة جبل الجلود مسقط رأس الشهيد شكري بلعيد الى ساحة للتعبير الفني ومساحة للنقاش من خلال أعمال الغرافيتي التي شهدت جداريات 500 منزل في المنطقة. انطلاق الاحتفالية الذي كان بورشات في الرسم ببهو المدينة تحت عنوان «شكري بلعيد المثقف في صراعه مع العنف». أثثها مائة رسام من تونس والخارج ومجموعة من الأشعار والاغاني المسجلة التي كتبت في شهيد الكلمة الحرة شكري بلعيد و مداخلات كوريغرافية قدمها الكوريغراف هارون العياري صحبة مجموعة من الراقصين

. كما تم تدشين المعرض الخاص بالشهيد تحت عنوان « شكري في كلمة وصورة « الذي تضمن المعرض لوحات فنية رسمت من قبل العديد من الرسامين إضافة إلى معرض توثيقي يجمع بين الصور الفوتوغرافية والأشعار المكتوبة . «شكري حّي بيننا، نحن نحتفي اليوم بفكر شكري بلعيد، هذا العمل هوعمل شكري بلعيد لا عمل وزارة الشؤون الثقافية ، فنحن نسير على دربه ، فهو من رسخ في الاذهان ضرورة مقاومة الإرهاب بالثقافة والفن، حربنا ضد أعداء الحياة والإرهاب قائمة الى اليوم وسلاحنا الأقوى للمقاومة هو الفن والتعبير الحر» بهذه الكلمات افتتح الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية الدورة الثالثة لـ«الملتقى العالمي شكري بلعيد للفنون» مشددا على ضرورة الاقتداء بأفكار الشهيد في الانفتاح على الجهات في كل المجالات وخاصة في الثقافة وهو ما تعمل عليه الوزارة من خلال دعم اللامركزية الثقافية وان الفن والثقافة حق الجميع دون استثناء لأنه السلاح الأقوى لمقاومة التطرف والاستبداد مقدما جزيل الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه الاحتفالية التي أهداها لروح الغائب جسدا والحاضر روحا بيننا شهيد تونس شكري بلعيد. من جهته شدّد السيد نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل على ضرورة الوفاء والالتزام بالوعود التي قطعت بالدفاع عن كرامة المواطن، كما أشاد الطبوبي بالدور الكبير التي لعبته منطقة جبل الجلود في الملحمة التاريخية في معركة التحرر الوطني وهي جزء كغيرها من العديد من المناطق الشعبية التي انجبت العديد من المثقفين والمناضلين آملا ان تكون الذكرى السابعة للاغتيال نقطة التحول السياسي في توحيد العائلة الديمقراطية لمواصلة درب النضال للوصول بتونس الى بر الأمان والخروج من الوضع الخانق الذي تعيشه البلاد.

وبتأثر شديد عبّر عبد المجيد بلعيد المدير الشرفي للملتقى عن فخره وسعادته لما رآه من حماس وحب من الشباب للفنون والحياة مؤكدا ان الامل مازال قائما في مقاومة الإرهاب بعقلية الشباب الذي يتوق إلى التحرر من الفكر الظلامي مقدما جزيل الشكر للدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية على دعمه للامشروط لإنجاح هذه التظاهرة العالمية. وبعد كلمة الترحيب انطلقت الامسية الافتتاحية التي قدّمها الإعلامي الحبيب الطرابلسي بقراءات شعرية آمنها على مدى خمسة واربعون دقيقة الشاعر منصف الوهايبي والشاعرة فاطمة بن فضيلة والشاعر مبروك السياري والشاعرة سلوى الراشدي القاسمي التي اهدت مداخلتها الشعرية لروح المناضلة لينا بن مهني والفنانة الفلسطينية ريم البنا. اما مسك الختام فكان مع المجموعة العالمية «سينوج « التي تتكون من 7 عازفين من مختلف الجنسيات اسبانيا ونيجريا وإيطاليا بقيادة المايسترو «العربي ساسي» بمشاركة الفنانة التونسية «شيراز الجزيري» على مدى ساعة كاملة عاش الجمهور مع الأجواء التونسية الممزوجة بالطابعين الافريقي والغربي مع حضور آلة الساكسفون والباتري رفقة البندير في عزف وأداء لاجمل الأغاني التونسية بروح افريقية غربية تفاعل معها الجمهور الحاضر في مسرح الاوبرا . وتتواصل أنشطة الملتقى الى غاية يوم 16 فيفري 2020 بين أعمال الغرافيتي بمنطقة جبل الجلود والعروض التنشيطية والموسيقية والندوات الفكرية بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة. .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115