لا تزال الذاكرة الجماعية تحتفظ بها الى الان. ومن خلالها عديد الاسماء التي اعطت الكثير ولا تزال للمسرح التونسي وحتى العربي، وغيب الموت البعض منها في حين لا يزال البعض الاخر على قيد الحياة ومرجعا للمسرحيين، ولان هذا الينبوع لم ينضب فقد تعددت المهرجانات والتظاهرات المسرحية التي تنتظم على مدار السنة وفي مختلف جهات الولاية. على غرار مهرجان قفصة للفرجة الحية، الذي يدرك هذه السنة دورته الرابعة، بتنظيم من مركز الفنون الدرامية والركحية، وافتتحت فعالياته مساء الجمعة 6 ماي بعرض لمسرحية «سوس» من انتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة. في حين قدمت فرقة الناقوس للمسرح بالاغواط (الجزائر) مسرحيتها «ريق الشيطان» بالاشتراك مع نادي الفنون الدرامية بجامعة الاغواط، وهي اعادة، لمسرحية «سواعد» للمسرح الوطني الجزائري.
نص واخراج هارون الكيلاني تمثيل: زروق نكاع وحنان دحو، وطاهر بن صفي الدين وخالد الوليد بن سعد وميلود بن حمزة. مكياج نعيمة طيبوني، تقني قاسم عبد الرحمان، توظيب عام ابراهيم الخليل حمام. والمسرحية طقسية في جانبها الحسي، وما بعد الدرامية في جانبها التقني، وتختصر لحظات الصراع والمس عند فتاة في مقتبل العمر (حنان دحو) مسكونة باربعة من الجن، وتسلط المسرحية الضوء على موضوع قهر المرأة في المجتمع العربي عامة، والجزائري بالخصوص، بنظرة فلسفية تأملية متناهية الدقة، وعبر أدوات سينوغرافية بسيطة، ترتكز على الكوريغرافيا للتعبير عن انشغالات هذه المرأة/ البطلة المنهكة، بسبب ضياع كل امالها وطموحاتها، ووقوعها في دوامة اليأس... وينطوي هذا العمل على اسقاط واقع يدافع بشراسة عن المرأة في مجتمعنا العربي. والمسرحية تغوص في النفسي لتعرية واقع مرير تحكمه هيمنة ذكورية من قبل المخلوقات الاخرى (الجن).