افتتاح الدورة الحادية والأربعين للمهرجان الدولي للواحات بتوزر: المعرض التشكيلي.. بالفن يحولون الباهت إلى مشرق

عشقوا الفن التشكيلي والفوتوغرافي، أحبوا الصحراء وتماهوا مع ملامحها وارادوا اكتشاف اسرارها فأسرتهم بجمالها، شاكسوا ألوانها

وقصصها وصنعوا منها اجمل اللوحات التشكيلية والمنحوتات الفوتوغرافية ليعترفوا ان للصحراء بهرجها لها بريقها الخاص الذي حاولوا اختزاله في اعمال فنية مميزة.

في الدورة الحادية والأربعين للمهرجان الدولي للواحات للفن التشكيلي حضوره من خلال معرض مفتوح على الطريق الرئيسي معرض قدم مجموعة من ابداعات من احبوا الصحراء ومنهم زياد حميدي ومخلص كرايفي ولزهر كرايفي وثلاثتهم ابدعوا في خطّ تفاصيل جمال الصحراء.

صور زياد حميدي: الكاميرا تختزل الذاكرة
الصورة تختزن الذاكرة تغوص في تفاصيل التاريخ تنقل المكان بروحه ورائحته لتشبع رغبة الزائر في الاكتشاف، تحمله الى خفايا المكان واسراره، مع الصورة الفوتوغرافية تختزل الاف السنين من العمارة، تختزل قصص الاولين عبر عدسة مصور عشق الكاميرا واختارها لتكون صوت مدينته ومطية الزائر لاكتشاف توزوروس وفي معرض الفنون

التشكيلية والفوتوغرافية الموجود في الشارع الرئيسي ازدان الحائط بأجمل الصور، صور تجسد العمارة والتاريخ وتحمل المارة لاكتشاف سحر توزوروس عبر عدسة زياد حميدي.
هو عاشق للكاميرا تلتقط عينه البسيط لتحوله الى تحفة فنية، منازل شبه معتادة ومشاهد يومية يصنع منها لوحة تشكيلية مبهرة تلتقطها عدسة الكاميرا فتظهر الألوان اجمل واكثر بهاء حتى التفاصيل الصغيرة تنقلها ويلتقطها المصور عاشق توزوروس، زياد حميدي سلاحه الكاميرا يوثق ما تراه عينه الفنية المختلفة، يوثق للعمارة في توزر يصور المعالم

التاريخية والاثرية وينقل تفاصيل الواحة القديمة وبعض المشاهد الحياتية، تفاصيل تراها لما تزور المكان لكنها في الصورة جد مختلفة حدّ السؤال «هل زرت هذا المكان» فجمال الصور يبعث في النفس السؤال والحيرة وتلك ميزة الصورة الفوتوغرافية الفنية.

زياد حميدي المصور الفنان عدسته تجوب تفاصيل المكان تغوص في الذاكرة تعود بك الى ازمان غابرة وانت تلامس سحر الجامع الكبير او تستكشف بهاء قرية سيدي بوهلال او يمتعك بامتداد الصحراء في حزوة وخصوصية براطيل الكوفة الصغرى وحمامات الحامة عبر تفاصيل ابدع في التقاطها او يتجول بك في أسواق توزر وقصص اهل الجريد لتمتع عينيك بسحر الألوان، ألوان الصحراء الذهبية وخضرة اشجارها وبهاء غروبها وعشق الشروق من خلف الكثبان، كاميرا زياد حميدي عنوان للثقافة في ربوع توزر فهي التي توثق لكل التظاهرات والمهرجانات، كل التلوينات الإبداعية أبدع في التقاطها مصور برتبة قناص فنّان تبهر صوره المتفرج وتحمله عنوة لإعادة اكتشاف المكان ومزيد استنشاق عطر الحلم في مدينة الحلم توزر.

الجريد يصبح أيقونة مع مخلص كرايفي
عشق النخلة والهمته كل تفاصيلها وجزئياتها، احب صاحب مقولة «اذا ما طمحت النفوس الى غاية فلا بد ان يستجيب القدر»، هام بتوزر سحرته واحاتها ونخيلها، لعب بثمارها واستمتع بهدوء الواحة وموسيقاها التي تعزفها لكل العاشقين، خزّنت ذاكرته الكثير من التفاصيل واعترافا لها بجميلها حول جريدها المهمل والمرمي الى لوحات تشكيلية تسحر لبّ المتفرج وتأسره للعمل والنخلة معا.

رسام شاب عشق الألوان والريشة لكنه اختار الرسم والحفر على الخشب تحديدا خشب النخيل، هو مخلص كرايفي الفنان المخلص للنخلة ولجمالها ومنها يصنع لوحاته ويبدع ويجدد في الرسم والتعامل مع جريد النخل المنسي والمهمل، الجريدة تصبح لوحة تشكيلية مميزة، لوحات تحمل صور بورتريه لعظماء الجريد على غرار أبي القاسم الشابي الذي قال في الواحة «عذبة انت كالطفولة كالاحلام» واعماله تشاكس الحلم وتنافس الامل في الجمال.

لوحاته مستمدة من الواقع تحاكي جمال توزر وتعايش تفاصيلها، فهاهو المنزل الجريدي بابوابه البنية ونقوشه البربرية في لوحة عملاقة يبدو وكأنه مجسد حقيقي يدعوك لفتح الباب والانصات الى أحاديث الصحراء واهازيج النسوة وهن يحضّرن لحفل زفاف فتعلو الأغاني التي تبعث في النفس الفرح وترقص لها الروح نشوة، وتلك نقش للنخلة تميل ليستظل بها الفلاح والعامل فيخلد الى الراحة بعد تعب العمل وتظلله اغصانها وجريدها الباسق لتتحول من مجرد شجرة الى امّ تحمي وليدها وترعاه كاننا امام قولة الشاعر:
انظر إلى النخل للأردان نافضة
كأن في كل أعلى نخلة فيلا
مثلُ السواري تدلَّى حملُها نسقًا
كأنما علَّقوا فيها قناديلا
كأنما سعفٌ منها تُطرّحُه
عواصِفُ الريحِ تشبيها وتمثيلا
غيدٌ على طربٍ من شربِ صافيةٍ
رقصنَ لهوًا وطوَّحنَ المناديلا

في لوحات مخلص كرايفي تركيز على التفاصيل فالوجوه منحوتة بدقة كذلك تفاصيل الأمكنة والمناظر الطبيعية، لوحات نحتت على الجريد وذلك أكثر صعوبة من الرسم على الورق الأبيض فالجريدة كمحمل جد حساسة ولكل خط وحركة حساب دقيق يتقنه جيدا ابن الواحة ذلك الذي امتلأت ذاكرته بصور الواحة وتشبّع بتفاصيلها منذ البداية فاحبها وحول جريدها وسعفها الى ايقونات تشكيلية تؤكد ان الفن لا يلتزم بأعراف او تقاليد فالفن كما الكون منفتح لا حدود له كذلك عشق مخلص الكرايفي للنخلة.

لافريقيا بهاؤها في لوحات لزهر كرايفي
هنّ السحر لهنّ كل الجمال، ريشة الفنان ابدعت في الغوص في اعماقهنّ فرسمهن وبدت الرسومات تنبض بالحياة كأنها اخذت من دقات قلب صاحبها وبعثت الحياة فيها بعد انهاء اللون والرسم، الفنان البهي والرسام المبدع لزهر كرايفي له حضوره في المعرض التشكيلي من خلال مجموعة من اللوحات التي تحاكي الجمال الافريقي وتنقل بهاء الصحراء وحكايات الحب فيها.

النساء الافريقيات ببشرتهنّ السمراء الداكنة كما الشوكولاطة وملابسهن الموشّات بالوان الحب والحياة، الوان ابدع الفنان في نقلها ومحاكاة جمال المرأة الافريقية، لوحات انطلقت من الواقع ونقلت تفاصيل الحياة اليومية لأحدى القبائل الافريقية نقلت شموخ المرأة وجمالها وبهاءها، لوحات تمازجت فيها الألوان، حبكة درامية ممتعة بين اللون والخط لتظهر اللوحة كأنها قصة تراها امامك وتعايش احداثها بكل شغف والشغف للرسم هو ميزة الفنان الرسام لزهر كرايفي المبدع الذي افنى السنين الطويلة يبعث الحياة في الورق الأبيض ويكتب قصص الصحراء بريشته والوانه.

هو الصحراوي المحب للصحراء وعاشق تفاصيلها، سمرته تحاكي سمرة الرمال وقت غروب الشمس، فنان صنع نفسه موهبته ومن العدم قدم الكثير من اللوحات، عاشق للريشة ولقصصها، يترك لها العنان لتنطلق وتخط اجمل الرسومات قبل ان ينفث فيها من روحه، لزهر كرايفي تشكيلي من ارض الجريد احب الرسم واحب الألوان ولوحاته تنقل الزائر الى عالم سرمدي ممتع تتماهى فيه تفاصيل اللون مع تفاصيل الروح الفنان المتشوقة للحياة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115