اختتام تظاهرة تونس عاصمة للثقافة الإسلامية

«نال تونس شرف احتضان موسم الاحتفاء بالحضارة الاسلامية دينا و علما و صناعة و مهارة وفنا و تراثا و أدبا و ذاكرة عبر الأزمان،

وهو المشترك بين الدول الإسلامية و هو السياق المنفرد لما يمثلها وهي تونس التاريخ و الزمان و المكان. وتونس عاصمة الثقافة الإسلامية 2019 عن المنطقة العربية مسلك طال جميع الجهات بالبلاد و جمع الوعي بالروح و العلم بالوجدان فكان اختزالا للمعنى البشري في تجذره الديني و سؤاله للفكر و التأويل و المجتمع و العمران و المعمار و الأدب والفنون، هي تونس كما بلغتها الحضارة العربية الإسلامية منذ سنة 50 هجري عندما بنيت القيروان على يدي عقبة بن نافع وهي تراكم الأثر الحضاري و الفعل الانساني، تحتفي هذه السنة كذلك تزامنا مع اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية 2019 بمرور 40 سنة على تسجيلها و تسجيل قرطاج على لائحة التراث العالمي، ومرور 10 سنوات على الاحتفاء بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية، ومرور 63 سنة على استقلال تونس ومرور سنة و نصف على افتتاح مدينة الثقافة، وهي قطب الأقطاب الفكرية و الفنية التي تولد صيغ المتجدد في علاقته باليومي. ولذلك كان الاحتفال استثنائيا، وهو أبهى و أجمل و أفضل بسخي حضوركم و طيب مقامكم و نبيل مشاعركم. و أملنا طيب اللقاء القريب، جعل الله أممنا و شعوبنا تتوق نحو الأفضل و الأبقى و الأجدى، فكل عام و انتم أهل الخير و صحبه.»

بهذه الكلمات أعطى الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية شارة انطلاق حفل اختتام تظاهرة «تونس عاصمة الثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية لسنة 2019» في سهرة حضرها عديد السفراء وممثلي البعثات والوفود الرسمية والهيئات الديبلوماسيّة والشخصيات الوطنية والعربية من مثقّفين وفنانين ووسائل إعلام عربية ووطنيّة ودولية انتظمت يوم الثلاثاء 17 ديسمبر 2019 بمسرح الأوبرا وحضرها الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الذي أشاد في كلمته بالعناية الفائقة التي أولتها الحكومة التونسية ممثّلة في وزارة الشؤون الثقافية مؤكّدا في نفس الإطار أنه من بواعث السعادة أن الأنشطة والفعاليات الثقافية لم تقتصر على تونس العاصمة فحسب وإنما امتدت لكافة مناطق الجمهورية التونسية، مشيرا إلى أن تونس قدمت نموذجا يحتذى به، ويجعل من الصعب منافسته من قبل العواصم الثقافية اللاحقة.

تكريمات قبل تسليم المشعل الى القاهرة
انطلق الحفل في جزئه الأوّل بعدد من التّكريمات التي قدّم أوّلها وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين درع الوزارة للدكتور سالم بن محمد المالك مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الذي قدّم له بدوره درع الاعتراف بنجاح تنظيم هذه التظاهرة الكبرى وتقلّد تونس منصب عاصمة الثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية لسنة 2019 لتتالى بعدها التكريمات التي قدّمها الدكتور سالم بن محمد المالك مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لكلّ من الدكتور حاتم بن سالم وزير التربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي بالنيابة، أحمد عظّوم وزير الشؤون الدينية، الشاذلي بوعلاق والي تونس، الدكتور فيصل بن محمد صالح وزير الثقافة في جمهورية السودان ورئيس المؤتمر الإسلامي العاشر لوزراء الثقافة، الطيب البكوش الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، السيد محمد الغماري مدير أمانة المجلس التنفيذي والمؤتمرات الوزارية المتخصصة بالإيسيسكو والسيدة حياة قطاط القرمازي مديرة الثقافة بمنظمة الألكسو.
وبهذه المناسبة، نقلت تونس (ممثّلة في وزارة الشؤون الثقافية) إلى مصر (القاهرة) مشعل عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي عن المنطقة العربية لسنة 2020، كما سلّمت «سلطنة بروناي دار السلام» إلى «بخارى» (أوزباكستان) مشعل عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي عن المنطقة الآسيوية لسنة 2020 .

«المشايخ».. التراث الصوفي بتوزيع اوركسترالي
أن ينطلبعد التكريمات كان الموعد مع الموسيقى عرض «المشــايخ» لمحمد الأسود وهو عرض موسيقي يحتفي بالتراث الصوفي الذي تتوزع جذوره على مختلف المناطق التونسية من خلال « المشايخ «الذين تركوا بصمتهم من خلال إبداعاتهم التي لا تزال محل دراسة وبحث الى اليوم. عرض من تصور المايسترو محمد الأسود والفنان «محمد البسكري» بمشاركة الفرقة الوطنية للموسيقى، الأركستر السمفوني التونسي وأركستر وأصوات أوبرا تونس والفنانين : أحمد جلمام، حسن سعدة، آية دغنوج ومحرزية الطويل.
يذكر أن هذا الاحتفال انطلق في السابعة مساء بزيارة مفتوحة أدّاها الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية مرفوقا بالدكتور سالم بن محمد المالك مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) وعدد من وزراء الثقافة عن العالم الإسلامي ومجموعة من الوفود المشاركة إلى المعارض والعروض التنشيطيّة التي توزّعت على مختلف فضاءات مدينة الثقافة وهي عرض تنشيطي دمية عملاقة «أروى القيروانية» بمدخل المدينة، عرض صور mapping للأعمال الفنية وصور أشغال تحضيرات الافتتاح الرسمي للمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر و عروض تنشيطية للفرقة الوطنية للفنون الشعبية بساحة المسارح.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115