افتتاح الدورة الثانية لأيام قرطاج لفن العرائس: «الماريونات» تنبض بالحب وتغني للحياة فأنصتوا

هلمّوا الى المتعة، هلمّوا الى الجمال، هلمّوا لنضحك ونمرح ونرقص ونغني بعيدا عن كل القيود والضغوطات، هلمّوا لنعود الى الطفولة

ونسترجع لحظات الصفاء والصدق لأسبوع كامل نخرج فيه الطفل الكامن داخلنا لنترك له الحرية ليرقص ويستمتع كما يشاء ويلاعب «الماريونات» في ايام قرطاج لفن العرائس في دورتها الثانية التي انطلقت مساء الثلاثاء17ديسمبر وكان شعارها «الماريونات تنبض بالحياة» هذه الدورة انطلقت بعروض عرائسية ممتعة جمعت حولها محبي الاكتشاف والمولعين بمسرح العرائس والباحثين عن نبض الحياة في عروسة تنطق بالحب والإبداع وتدعو الطفل إلى ملاسمة عوالم الجمال داخله.

الماريونات تنبض بالحياة، الماريونات تبعث البهجة في قلوب الزوار، الماريونات احتلت كامل فضاء المدينة، الماريونات ليست مجرد لعبة او خيوط هي قصة عشق وتماه بين العروسة ومحركها، الماريونات سيدة المدينة لمدة أسبوع فهي قبلة الاطفال والكبار.
في المدخل الخارجي للمدينة، ماريونات عملاقة وهي تجسد أروى القيروانية وهي من صناعة المبدع محمد نوير تجاوز طولها 12 مترا وصممها الفنان القدير محمد نوير في ورشة المركز الوطني لفن العرائس، والتي تجسّد شخصية أروى القيروانية ابنة الخليفة الأموي أبي جعفر المنصور الذي هرب من بطش قومه إلى مدينة القيروان.
المُجسّد أو العروسة العملاقة تحفة فنيّة تنم عن شغف صانعها وولعه بهذا الفن الذي صار له في تونس منذ سنة 2018 موعد سنوي دولي يستقبل تجارب من عديد الجنسيات وكذلك من مدارس مختلفة وهو «أيام قرطاج لفنون العرائس».

الجولة مع العرائس ممتعة، العرائس بكل أشكالها عروسة الخيط وعروسة كبيرة، يجد الزائر في المدينة كل الأشكال وكل الأحجام، عرائس تحاكي ولع الفنانين بهذا الفن القريب من الأطفال الماريونات انتشرت كامل المدينة منذ البهو الخارجي الى الفضاء الداخلي من خلال عرض عرائس كانت ابطال اعمال مسرحية انجزها المركز الوطني لفن العرائس، شخصيات وأبطال لازالت تسكن في ذهن الفنان وتمتع الاطفال المقبلين على اكتشاف فن الماريونات ذلك العالم المبهر الملون بألوان الحب والاكتشاف.
أصبحت بطحاء المسارح معرضا مفتوحا للعرائس، عرائس تمثل شخصية المهرج بكل الوانه وانفعالاته، المهرج مبتسم حينا وحزين أحيانا، أبدع العرائسيون في إضفاء المشاعر الدقيقة على الماريونات التي كانت قبلة للأطفال ووجهة لمحبي الصور ففي البطحاء نسي الاطفال الاشخاص واتجهوا فقط الى الشخصيات فسحر الماريونات وبهاء العروسة ينسي الصغير التفاصيل.

للماريونات تفاصيلها المبهرة فأقبلوا
تتحدث الماريونات بلغة الجمال، عرائس ملونة تحمل الجمهور صغارا وكبارا الى تفاصيل أجمل المحركين جميعهم اشتركوا في اللون الاسود اما العرائس العملاقة التي لبسوها على الظهر كانت ناطقة بالألوان، الماريونات ترقص على موسيقى اسبانية وإيقاعات عالمية، الموسيقى تحدث الضجة في الفضاء الخارجي ثم في ساحة المسارح تواصل مجموعة «بيق دنسر» الاسبانية عرضها الالكتروني المضيء الذي يرمز لطموح الشباب في الانفتاح على العالمية وقبول الأخر والتعايش معه مهما اختلفت الألوان واللهجات والأديان، الالوان ممتعة، فكل ماريونات تشتعل بالعديد من الاضواء وللأضواء المختلفة رمزية قبول الاخر والانفتاح على الثقافات المختلفة.
هم ستّة عرائسيين عرائسهم تكتب بالضوء الياذة في الإبداع الماريونات تتقن الرقص حدّ انبهار الاطفال ومحاولة تقليدها، خطواتهم جد دقيقة ومتناسقة، الاضواء وحركات الماريونات تنسي الجمهور في المحرك لتصبح العروسة سيدة الحدث والحركة وكاتبة تلوينة الجمال.
.الماريونات ترقص لاكثر من ساعة الضوء يختلف حسب الايقاع والحركة، الموسيقى الصاخبة تدفع الاتطفال لمراقصة العرائس والاستمتاع بتفاصيلها ومحاولة لمسها وعناقها ان امكن، ثمّ تتحول الساحة الى فضاء مفتوح لعرض ازياء العرائس، عرائس باشكال والوان مختلفة تجولت في الساحة للتعريف بتاريخ فن العرائس في تونس.

المركز الوطني لفن العرائس
خلية ابداع
عشقوا العرائس بكل أحجامها المركز الوطني لفن العرائس مختبر متواصل وبحث دؤوب لصناعة اشكال وأحجام مختلفة للماريونات، عمل دءوب مثل خلية نمل لا تهدئ ، فكلما انهمكوا في صناعة عرائس الا وافنوا الوقت الكثير لانجازها لتكون في ابهى حلة، والممتع انهم صنعوا للمهرجان اركاح دائرية صغيرة مع مقاعد للجلوس لتستقبل جمهور المدينة وأطفالها.

أروى القيروانية.. وجه الماريونات جميل
مجسد ماريونات لأروى القيروانية، دقيق الصنع في الوجه وفي تفاصيله، لكن اللباس لا يرتقي الى ادنى درجات الجمال، فالقماش المستعمل يفتقر إلى الجمال ولا يمكن ان يكون فيه اسم «اروى القيروانية» تلك الشخصية التي عرفت انها اول امرأة رفضت فكرة تعدد الزوجات وأسست للصداق القيرواني؟ فأين مجسم «الصداق» ولم لم يرمز إليه مثلا بالخط القيرواني على القماش الابيض؟ وهل أن الماريونات صنعت للعرائس ام الثقافة الاسلامية؟ ام للاثنين معا في اطار «اثنين في واحد».

كندا ضيف الشرف:
تشهد الدورة الثانية لايام قرطاج لفن العرائس مشاركة مجموعة من الدول على غرار الجزائر ومصر وهولاندا والولايات المتحدة الامريكية وتكون «كندا» ضيف شرف الدورة، وقد شهد حفل الافتتاح حضور كبير من ضيوف الدورة وعلى راسهم السيد «أدي بودمجي» رئيس الاتحاد الدولي للعرائس.

السلامية في افتتاح مهرجان العرائس؟
«ماما هذا متاع كبار وإلا صغار» هو السؤال الذي طرحه أكثر من طفل جاء لاكتشاف عالم الماريونات فاستقبل بالبندير والبخور والحضرة و»حيّ» فافتتاح التظاهرة في البهو الخارجي للمدينة كان بفرقة للسلامية؟ فأي علاقة بين مهرجان للعرائس والحضرة؟ باستثناء «اختتام تظاهرة تونس عاصمة للثقافة الاسلامية؟».
والعمل بالمقولة التونسية «شاشية هذا على راس هذا».
المدينة تفتح كل فضاءاتها للماريونات
تتواصل فعاليات المهرجان إلى غاية يوم الثلاثاء 24 ديسمبر 2019 ، بحضور اثنان وعشرين مجموعة فنية، من عشرين بلدا على رأسها «كندا « ضيفة شرف هذه الدورة التي تعرف مشاركة العديد من المواهب الإبداعية المحلية والعالمية بما فيهم من جيل المؤسسين الذي سيتم تكريمهم على غرار الراحل «سمير بسباس»، العرائسي العالمي «عيّاد بن معاقل»و «محمد نوير كما ستحتضن مدينة الثقافة فعاليات المهرجان في كل فضاءاتها من ساحات وحدائق هذا بالإضافة إلى الندوات والورشات التكوينية واللقاءات الفنية والمعارض.

الفن حياة..«بلاند» مسرحية ولدت من الالم
الوجع يصنع الفنان، الوجع يصنع الابداع ويبعث في الانسان طاقة عجيبة تحوله من العجز الى الابداع، هكذا يمكن تلخيص عرض افتتاح الدورة الثانية لايام قرطاج لفنون العرائس، عرض اسمه «بلاند» لدودا بايفا من هولاندا الذي دعا مجموعة من الجمهور للصعود على الركح لإشراكهم في العرض، «بلاند» تواصل على امتداد ساعة من الزمن قدّم فيها دودا رحلة فلسفية عن الحياة والحب والفن والولادة، دخل الركح وحيدا لكنّه كان يخفي تحت سترته أربع عرائس يخرجها في مفاصل معيّنة من العرض لينقل الجمهور من رحلة إلى أخرى، رحلة فنّان ومولد فنّي يعيش خلاله آلاما تشبه المخاض، يكلّم شخصياته وتكلّمه يصارع من خلالها العمى وفقدان البصر ويحوّل السواد بياضا ويعبر عن صراعه مع الضوء يبالماريونات فكان عمل واقعي انطلق من وجع ذاتي ليحاكي الجمال الفني والابداعي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115