ونشرها في الجرائد والدوريّات ومنها جريدة «المغرب» ولعلّ مقالته عمّا سمّي بالورقة الدّوّارة أثناء انتخابات 2014 هي التي غيّرت شكل الخلوة وعمليّة الاقتراع.أمّا رواياته فكانت مواضيع جلسات نقدية عديدة تضاف إلى ذلك قصائده الشعرية ونصوصه المسرحية وغيرها.وقد صدر له مؤخرا كتاب شعري وقبله رواية.مع هذا الكاتب كان لنا الحوار التّالي حول تجربته الإبداعية وحول منظمة اتحاد الكتّاب في ظل التحدّيات التي ستقبل عليها هذه المنظمة العتيدة في السّنة المقبلة.
• بداية كيف يمكن أن تعرّف القارئ بالمولدي فرّوج الطّبيب والأديب؟
المولدي فرّوج طبيب متقاعد وكاتب، عضو الهيئة المديرة لاتّحاد الكتّاب التّونسيين.كتبت تقريبا في كل المجالات الفكرية والأدبية من شعر ورواية ومسرح وسيناريو وترجمة وتراجم ومقال سياسي وثقافي ولي تجربة سابقة في الصّحافة المحترفة وكتبت كذلك باللهجة العامية وبالفرنسية.صدر لي إلى حدّ اليوم 30 كتابا .
• وأنت تكتب الشّعر والرواية وغير ذلك من الأنماط الأدبية فهل هذا يعني أنك ما زلت تبحث عن الشكل الأدبي الذي تتناغم معه أكثر من غيره؟
في الحقيقة بدأت شاعرا ثم مشيت نحو الأجناس الأخرى بأقدام الشّعر.إذ كلّما ضاق صدره ولم يحتمل مواقفي أو آرائي تركته جانبا وبحثت عن حضن أكثر رحابة منه. ويمكن القول أن مضمون النّص هو الذي يحدّد شكله رغما عن إرادة الكاتب. فالنّثر كما تعرف أداته الفكر أمّا الشّعر فحمّال صورة وجمالية يختلف بها عن النّثر.
• في الشّعر لك 12 مجموعة شعرية ورقية و6 مجموعات صوتيّة. فما أبرز القضايا المتداولة في قصائدك؟ ولمَ هذه المراوحة بين الرقمي والورقي؟
شعري المنشور ورقيا لا يختلف عن المنشور صوتيّا فالشعراء لا يكتبون بأياديهم أو بأقلامهم وكذلك القارئ لا يقرأ أبدا ببصره وإنما بالسماع حتى وإن كان الشعر محمولا على الورق .قد تحتاج العملية إلى تفسير فيزيولوجي أدقّ ولكن هذه هي الحقيقة .أما بخصوص تجربة النشر في حدّ ذاتها فأنا معجب بالنشر الصّوتي ـ دون إهمال النشر الورقي ـ لأنّه سريع الانتشار وهو لا يكلّف مالا كثيرا وهو يسهّل على القارئ تقبّل الشعر في كلّ الحالات وأنت تدرك كسل القارئ اليوم ونفوره من القراءة .لذلك أراه يسعى إلى المنتوج السهل.هذا إضافة إلى أن الشعر المنشد أجمل بكثير من الشعر المكتوب فهو يحمل أحاسيس الشاعر الصادقة عبر نبرات صوته ويبرز مختلف انفعالاته.وهو عادة ما يقدّم على طبق موسيقيّ يزيد في حلاوته ويطرب السّامع.لقد مشيت أشواطا كبيرة في المكتبة الصّوتية التي أشتغل عليها منذ 2003 والتي تحوي أكثر من ألف قصيدة بصوت صاحبها .
• أنت عضو الهيئة المديرة الحالية لاتحاد الكتاب الذي تنتظره مناسبات مهمّة وهي احتضان مؤتمر اتحاد الكتاب والأدباء العرب في 2020 وكذلك مؤتمر الاتحاد المغاربي فما مدى استعدادكم لهذه اللقاءات المهمّة؟
يعرف اتحاد الكتاب التونسيين بجديته وبحسن أدائه كلما تحمل مسؤولية ما سواء في تونس أو خارجها. ويحظى رئيسه الأخ صلاح الدين الحمادي داخل الأمانة العامة لاتحاد الكتاب العرب بالتقدير والاحترام وهو يرأس حاليا اتحاد الكتاب المغاربة وعلى هذا المستوى نحن بصدد إعداد تظاهرة ثقافية عربية يكون محرّكها اتحاد الكتاب المغاربة.أما الأمانة العامة فتمرّ بفترة حرجة بعد وفاة أمينها العام المرحوم الحبيب الصايغ وسنكون في الموعد عندما يقتضي الأمر تدخلنا.
• تعاني عديد المؤسسات الثقافية من غياب دعم الوزارة ومن تعقيد مراحل الحصول عليه فماذا عن اتحاد الكتاب في هذا الباب؟
أستطيع القول ان هذه الأتعاب التي قد تحدثت عنها قد زالت ولن تصادفنا مستقبلا فقد أمضى السيد رئيس الاتحاد مع السيد وزير الثقافة بروتوكول اتفاق ينصّ على العمل المشترك .وعلى دعم الاتحاد في مختلف التظاهرات الثقافية التي ينجزها.
• في الماضي ألصقت بالاتحاد تسمية وكالة أسفار لكن الملاحظ في هذه الدورة التقلص الواضح والكبير في السفريات فما هي الأسباب؟
صحيح ، لم نسع خلال هذه الدورة إلى اختلاق أسباب للسفر بل سعينا إلى الحفاظ على المال القليل الذي نحصل عليه لصرفه في شؤون الاتحاد والأعضاء وحتى السفرات القليلة جدا التي قام بها رئيس الاتحاد فقد كانت للضرورة القصوى أملتها مسؤوليته داخل الأمانة العامة. وقد وصل به الأمر إلى الامتناع عن حضور بعض الجلسات لنفس الغرض وهو الحفاظ على المال القليل الذي دخل خزينة الاتحاد.
• لاتحاد الكتاب حاليا داراي نشر هما دار الاتحاد ودار المسار وقد لعبت كل دار دورها في نشر الإنتاج الأدبي لأعضاء الاتحاد والترويج له مع المحافظة على صدور مجلة «المسار» فبما يمتاز النشر في الاتحاد بالمقارنة مع دور النشر الأخرى.
أستسمحك في أن أسمّي هذه الدورة بدورة البناء .فمنذ أن تولّت الهيئة المديرة الحالية برئاسة الأستاذ صلاح الدين الحمادي أمور الاتحاد سعت إلى الإيفاء بالمطالب التي التزمت بتحقيقها وأولها الرفع من شأن الكاتب على المستوى الوطني وفي الخارج وهذا ما تحقق فعلا بفضل حرص رئيس الاتحاد على أن تكون للاتحاد كلمته في الشأن الثقافي العام وعلى أن يدعى للمشاركة في اللجان المختصة بالكتاب و بالثقافة وأن يساهم في المشاريع الثقافية الكبرى .نحن نعمل بانسجام تام وبجدّية كبيرة لنحقق مطامح الكتّاب .واصلنا نشر مجلة المسار وحافظنا على دوريتها وهذا ليس بالأمر الهين وقد أعدنا دار المسار إلى حياتها لتكون، إلى جانب دار الاتحاد ،فضاء يهرب إليه الأعضاء من استغلال المطابع وجشع الناشرين ولتكون أيضا فرصة لغربلة المنتوج الأدبي حفاظا على حدّ أدنى من الإبداع المنشور وهذا الموضوع كان رغبة من الأعضاء.أستطيع القول ان الاتحاد قد حقق استقلاليته المادية بداية من هذه السنة وهو أمر في غاية الأهمية حتى لا يتهم بالموالاة العمياء للسلطة .أما الامتياز الذي يحظى به الأعضاء عند نشرهم في داري الاتحاد فمنصوص عليه في عقود النشر التي تمنح للكاتب فرصة لا يجدها في دور النشر الأخرى
• بلغنا ان الاتحاد تمكن من استرجاع دار الكاتب ليبعث فيها الحياة من جديد .فما الجدوى من ذلك ؟
يندرج هذا أيضا ضمن البحث المتواصل عن مصادر تمويل يستفيد منها الاتحاد وهذا انجاز مهمّ إذ ليس من السهل أن تستعيد رخصة استغلال دار الكاتب بعد سنين عديدة من إغلاقها. أمكن هذا بفضل جهد رئيس الاتحاد وسعيه بين أبواب ومكاتب عديدة كللهما بمكسب يضاف إلى مكاسب الاتحاد اذ بفضل دار الكاتب وداري النشر سيحقق الاتحاد بداية من السنة القادمة استقلالية مادية تمكنه من العمل في أريحية ومن دعم جميع فروعه.ستعود دار الكاتب وستكون محترمة ومشرفة للكتاب جميعا وستكون عائداتها مخصصة لدعم فروع الاتحاد فنحن في الهيئة المديرة قلقون جدّا من الخصاصة التي عاشت عليها الفروع طيلة السنتين الماضيتين .وأستطيع القول أن القادم أحلى .ألم أقل لك إن هذه الدورة هي دورة البناء الشامل بدءا من تغيير القانون الأساسي الى تعديل النظام الداخلي إلى تركيز إدارة فاعلة ومفيدة إلى دعم دائم للفروع.
• ما هي مشاريعك الأدبية في المستقبل؟
انتظر صدور كتاب الأعضاء الذي سيكون متميزا بسجل الاتحاد الكامل.ولي مجموعة شعرية وثلاث روايات وما زلت مواصلا في انجاز المكتبة الصوتية.