قبل العرض: مسرحية قصر السعادة للمخرج نزار السعيدي: على الركح لا وجود للممنوع

المسرح فعل متمرد، تجربة حياتية متطورة، مبحث تجريبي يتطور بتطور الفكر والموضوع وتحولات المجتمع فالمسرح ابن عصره ووليد اللحظة،

المسرح فكرة ناقدة ومطية للصراخ ضد المجهول ضدّ الظلم والتطرف ومعالجة القضايا الاجتماعية التي نعايشها وعلى الركح ينقلها الممثلون ليطرحوا الاسئلة، يعرّوا الواقع ومشاكله ويقدموا الحلول فالمسرح وسيلة للسؤال والإصلاح هكذا يقول المخرج نزار السعيدي عن المسرح.

ولعشاق الفن الرابع لقاء يوم غد الاثنين 26نوفمبر مع العرض الأول لمسرحية «قصر السعادة» نص وإخراج لنزار السعيدي إنتاج المسرح الوطني، وتمثيل كل من جمال ساسي وانتصار العيساوي وآمال كراي وحمودة بن حسين وعلاء الدين شويرف وفاطمة عبادة أما السينوغرافيا فهي لصبري العتروس، والكوريغرافيا لملاك زويدي، والموسيقى والتدريب الصوتي لرانيا الجديدي.

«قصر السعادة» مبحث جديد وتجربة أخرى تضاف إلى تجارب المخرج الشاب نزار السعيدي، مسرحية تنقد غول الإدمان المنتشر في صفوف شريحة واسعة من الشباب التونسي، تطرح الموضوع بطريقة تجمع بين الكوميديا والتراجيديا وتسلط الضوء عن أسباب انتشار هذه الظاهرة وتأثيراتها على الشباب وتقدم جانبا من الحلول التي وجب اتخاذها لردع انتشار هذا الغول.

ويقول المخرج أنّ المسرحية تناقش موضوع الإدمان على المخدرات، «الذي أتى على شبابنا وفتك به، ونحن للأسف غير واعين بحجم الخطر، إذ ثمة خطر كبير، جعل الشباب أو نسبة منه مدمنة، جراء الهروب من وهم وفراغ وحالة إحباط، وخاصة عند الشباب التلمذي الذي اشتغلنا على عينة منه».

وعلى الركح يسألون عن السبب والعلة فـ«السبر هو السبب والدين والعوايد هي السبب والدنيا هي السبب ، والأب هو السبب والمجتمع هو سبب»، على الركح ينقد الممثلين هذه الظاهرة يشرحون أسبابها وتفاصيلها ويحاولون توعية المتفرج عله ينقذ ثقريبا او صديقا من خطر الإدمان، ومن الإدمان إلى قضايا الوطن تتدرج أحداث المسرحية التي تندرج ضمن عروض الفرجة الحديثة التي تجمع المسرح بالموسيقى والرقص، كما هو معمول به في المباحث الأخيرة في المسرح العالمي، وهذا دورنا كجيل مسرحي جديد تتلمذ على أجيال سابقة من علي بن عياد مرورا بالجعايبي، وصولا إلى منير العرقي وغيرهم من ممثلي الأجيال المتعاقبة، واليوم علينا أن نقدم جماليات جديدة، تستفيد منها الأجيال القادمة وتطورها كما يقول المخرج نزار السعيدي.

«قصر السعادة» تجربة مسرحية جديدة تدخل الى عوالم المدمنين، تفتت افكارهم وتشرّح طريقة تعاملهم مع المجتمع وقوانينه، عمل يعاكس الجانب النفسي ويدخل الى تفاصيله وتمفصلاته، مسرحية ناقدة لاذعة تؤمن بأن الفن ليس الحياة الواقعية، «بل أنه ليس صورتها المنعكسة، إن الفن في ذاته قوة مبدعة خلاقة، وهو يخلق حياته الخاصة، إنه جميل في صورته المجردة، وهو فوق الزمان والمكان» وعلى الركح يبدع ممثلون سبق وان عاشوا تجربة النجاح مع نزار السعيدي في مسرحية انتلجنسيا، ممثلون تشاركوا في الأمل والألم، تشاركوا في الوجع والفرح، تشاركوا الخوف ونشوة الانتصار ليكونوا حلقة من التواصل والإبداع رغم اختلاف وجهات النظر والمواقف لكن عشق الخشبة جمعهم حول فكرة ان المسرح حياة وهم يخوضون تجربة الحياة بكل ثقلهم والممثل من وجهة نظر المخرج وحسب التجارب المسرحية السابقة ليس مجرد مؤد وليس مجرد أداة فنية، بل هو شريك في صنع العمل الفني، وهو أيضا -شأنه شأن المخرج وشأن المؤلف-، يعمل على ترك بصمته على الركح، بصمته التي تؤكد وعيه وإدراكه بما يقوم به.

و«قصر السعادة» تجربة جديدة لكنها لم تولد من الفراغ بل مواصلة لسلسلة من المباحث والتجارب التي يخوضها السعيدي منذ عرض «ناس» الى عرض «سوس» الى «انتلجنسيا» فقصر السعادة تتواصل التجربة ويتواصل البحث عن مفاهيم جديدة وصور متجددة للمسرح التونسي، تتواصل التجربة الاخراجية المختلفة ومعها دراسة الواقع ومحاولة تقديم مسرح ناقد بفرجة معاصرة ولجمهور قاعة الفن الرابع موعد مع فرجة مختلفة يصنعها ممثلون مبدعون عشقوا الخشبة وعاشوا مع كل تفاصيلها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115