ومتباينة لكنها جميعا تتحد في خانة الإبداع تتواصل احتفالات الشارع بالمسرح والمسرحيين في المهرجان الوطني للمسرح التونسي وفي الشارع كان الموعد مع عرض مسرحي فرجوي وتنشيطي قدمته عصافير الشعانبي في كرنفال ملوّن يمتع البصر والبصيرة.
على العصي العملاقة يمشون ويرقصون، يحدثون المارة عن جمال مدينتهم وسحر ربوعها من خلال الالوان التي يلبسونها، من مدينة القصرين تحديدا المركز الدولي للفن المعاصر جاؤوا محمّلين برسائل التمرد والخلق والمسرح.
أبناء المبدع وليد الخضراوي وتلاميذ الفنان بلقاسم عزديني قدموا كرنفالهم الممتع، فالكرنفال ليس مجرد زينة بل عنصرا اساسيا في المشهدية الفرجوية التي تقدّم في الشوارع، للباس دلالات وخصوصيات الجهة وتاريخها، الرقصات جزء من تراث لامادي للرقص الشعبي في ربوع القصرين، وللموسيقى
حضورها مع عازفي الطبلة الذين يرافقون العصافير كلما حلّقت.
في شارع الحبيب بورقيبة، تزين البعض باللباس التقليدي التونسي مع وجود بعض الخصوصيات لجهة القصرين في الألوان الكلون كعادته يشاكس المارة ويحمل شعارات عن الحق في الثقافة وحقوق الفنانين، شارلو يتجول بماكياجه وحركاته المضحكة ليسال المارّة عن الفن والحب والثقافة والحياة، فكرنفال عصافير الشعانبي عنوان للتنوّع والاختلاف.
عصافير الشعانبي هو اسم الكرنفال، اسم لم يأت من فراغ بل له العديد من الرسائل فالعصافير عنوان للحرية والانطلاق حلم المبدعين هناك، يحلمون بحرية الفن وانطلاق الفنانين من جهاتهم ليصنعوا مواقفهم الثقافية ومشهد ثقافي في الجهة يكون متنوّعا وصادقا، والشعانبي هو ذلك الجبل الشامخ الذي يعشقه ابناء القصرين، استوطنه الارهابيون لسنوات لكنه حتما سيعود الى الحياة فعصافير الشعانبي دلالة على انّ الشعانبي والقصرين ارض للثقافة للحياة للإبداع لرسم تلوينات الجمال وليست ارض موت او ارهاب وخراب، فالفن يحاربون فكرا رجعيا وبالفن يصنعون ذواتهم ويحافظون على مجد مدينتهم.
عصافير الشعانبي حلقت في الشارع الكبير لتنثر ورود الفن والابداع، هم الملتزمون باهمية المسرح ودوره في التغيير، المؤنون انّ الفن مطية للحلم وسلاح لإنقاذ الانسان من خطر الدمغجة، تلاميذ عشقوا الفن يؤطرهم وليد الخضراوي وبلقاسم عزديني وكلاهما يشهد له انّه متمسك بحق ابناء الجهات في الثقافة والإبداع.