صفاقس تحتفي بالسينما المتوسطية: السينما مطية للسفر في التاريخ والذاكرة...

تحتفل عاصمة الجنوب بالفن السابع وتحتفل بالموروث المتوسطي لتونس وبالموروث الثقافي والحضاري لبلاد يعود تاريخها

الى قرون عديدة، تحتفل صفاقس بمن يصنعون بالكاميرا عالما خاصا ومختلفا وتحتفي بالفكرة المتيزة والفيلم المختلف.

ضمن فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للسينما المتوسطية الذي تنطلق فعالياته مساء اليوم 9نوفمبر وتتواصل الى غاية 14نوفمبر ومهرجان السينما المتوسطية تنظمه جمعية مهرجان صفاقس الدولي، ومن ابجديات المهرجان ربط كل دورة بحقبة تاريخية معينة من تاريخ تونس لتكون السينما مرآة للتاريخ ولقصص الاولين وذاكرة لا تموت.

السينما وسيلة لاكتشاف التاريخ
السينما توثيق وتأريخ بالسينما يمكن السفر في حقبات تاريخية غابرة وحضارات متباينة، بالسينما يمكن ان نرحل، نسافر نتجوّل في ربوع دول اخرى وافكار اخرى نستمتع برمال الصحراء ونعانق جبال الثلج ونستمتع بجمال وبهاء العديد من الامكنة التي تحملنا اليها الافلام، بالسينما نعود الى الذاكرة، الى التاريخ لتكون الفترة الرومانية هي محور هذه الدورة من مهرجان السينما المتوسطية الذي تحتضنه عاصمة الجنوب صفاقس.

افتتاح المهرجان يكون اليوم السبت 9 نوفمبر في حدود الساعة السابعة مساء، بحضور ثلّة من ضيوف الشرف من تونس والمغرب وسوريا وإيطاليا والذين سوف يرتدون ملابس رومانية مستوحاة من اللوحة الفسيفسائية الفريدة من نوعها في العالم والتي تمّ العثور عليها في صفاقس (270كلم جنوبي العاصمة).

وتأتي هذه الباردة حسب المنظمين في «سياق التوجّه العام للمهرجان في رحلته للتغني بالموروث المتوسطيّ لتونس، حيث يُثمّن المهرجان في دورته الثالثة اِلتحاق الحضارة الرومانية بفسيفساء الثقافة التونسية عبر التاريخ.

بالسينما يثمّن التاريخ وفي صفاقس ستكون للجمهور رحلة في تاريخ تونس عبر عدد من المحاور وهي محور الموروث الحضاري القديم ورهانات الحاضر حيث تتراكم الحضارات، ويفرض رهان المحافظة على الموروث نفسه في حاضرٍ تتزاحم فيه الهويات والخصوصيات الثقافية. ويقترح المنظمون باقة من الفقرات الفكرية في المهرجان تتناول مختلف رهانات الحضارات الثلاث المثمنة خلال هذه الدورة، من ذلك تجربة منتدى نيويورك للأفلام الامازيغية في معالجة الموروث الامازيغي أمام جمهور غريب عن هذه الحضارة، المقاربة البيداغوجية الموظّفة في ذلك، وخصوصيات التفاعل والانطباع لدى الجمهور او المجتمع المتلقّي (الذي يتميز بخاصية ثقافية اجتماعية فريدة من انطلاقه كمجتمع هجين إلى مجتمع يبحث عن المشترك الذي يُوحّده، فضلا عن الارشيف السينمائي ومشروع رقمنته، وماهية المكتبة السينمائية ونماذج إنجازاتها، بالإضافة إلى تكريم النخبة التونسية التي عزّزت الروابط الثقافية السينمائية مع شتى دول المتوسط.

وحسب المنظمين فإنّ المحور الثاني الذي سيكون منطلق بحث ونقاش هو الموروث الروماني والبعد المتوسطي. وخُصّصت له مائدة مستديرة يؤثثها فريق من نخبة العاملين في الأفلام الايطالية والتونسية حول محور «الحركية الإنتاجية السينمائية التونسية-الايطالية في خدمة الموروث الروماني» إلى جانب تجربة استعراضية يعيشها

الجمهور ويسوّق لها الضيوف من خلال الديكور الفني في الافتتاح المستوحى من الحضارة الرومانية.

أما المحور الثالث فيخصّ البعد المتوسطي، من خلال يوم لعروض برمجة المكتبة السينمائية على متن باخرة بحرية لإضفاء الرونق البحري بأجواء المهرجان.

السينما في كل مكان
السينما لقاء مفتوح مع ثقافات متعددة بالسينما إذ يمكن للمتفرج ان يسافر الى عوالم عديدة وذلك ماتوفره الافلام التي ستقدم في المهرجان في اكثر من فضاء على غرار دور الثقافة ودور الشباب والمؤسسات السجنية، كما يقوم المهرجان بعديد الورشات في التصوير السينمائي والإخراج السينمائي وكتابة السيناريو في دار الثقافة باب بحر، بالإضافة إلى «ماستر كلاس» أول والذي يتمحور حول الموروث الروماني في الانتاج التونسي-الإيطالي بمشاركة رضا التركي ومنصف حقونة و»ماستر كلاس» ثانٍ حول المقاربة البيداغوجية لمنتدى نيويورك للأفلام الامازيغية ومعالجتها للثقافة الامازيغية في المجتمع الأمريكي بمشاركة حبيبة بومليك وسبيكة بحري وسمير الزغبي فيما يكون التنسيق العلمي لليلى بن رحومة.

وتستقبل صفاقس ضيوفا من تونس والمغرب والجزائر وسيكون ضيوف شرف هذه الدورة كل من عبد المنعم عمايرية وقيس نجيب الشيخ من سوريا وحسن كشاش من الجزائر وسميّة توفيق من المغـرب وFrancesco Castiglione وKatia Greco ومن إيطاليا فضلا عن ضيوف من تونس على غرار الممثلة دليلة المفتاحي، وسيقام عرضا لأزياء مع حصة تصوير فوتوغرافي صباح اليوم الثاني في المسرح الأثري بالجم في إطار برنامج المهرجان.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115