إصدارات: عصر الظلمات الجديد لـ«بولس سركو»: عندما تدمر الشعوب أوطانها بدعوى الديمقراطية

الحرب هي اخطر ما يهدد كيان المجتمعات وطمأنة الناس وحياتهم وممتلكاتهم وفي المظاهرات سنة 2011 كانت النوبة

المتوحشة للعولمة الأمريكية تقود الناس (المتظاهرين /الثائرين) اقتيادا مذهبيا وطائفيا وعرفيا الى المجزرة الكبرى وهم يظنون أنفسهم ثوار حرية وكرامة . هو عدوان همجي على شعوب العالم وعلى البلدان العربية الإسلامية خاصة .

واللافت في هذه المظاهرات «ثورة الياسمين في تونس» وفي غيرها من المظاهرات التي عرفتها بقية البلدان هو حجم التاثير الهائل لتلك الحرب على الراي العام وهي حرب خطيرة تم خلالها استخدام وسائل الاتصال بهدف التأثير في عقول وعواطف كتل بشرية وإغرائها وجرها لتحويل اتجاهها وقيمها بما يخدم سياسات اقتصادية وعسكرية لمنظمي تلك الحرب الذين اختلقوا اكاذيب حولوا عن طريقها الشعوب الى أدوات تدمير ذاتي لمكوناتها وأوطانها .

إن منظمي او صانعي الثورات العربية هو حراس امبراطوية رأس المال لان هذه الثورات لم تكن ظاهرة نشأت من تلقاء نفسها كذلك فإن انصراف الشباب عن الاحزاب ومقاطعتها ومقاطعة أفكارها وبرامجها لم يكن ردة فعل عفوية من قبل الشباب بل كان نتيجة ناجمة لمنهج مخطط له لاستهداف الوعي العام. فقد خيل لهؤلاء الشباب انهم يقومون بثورة ولكنهم في الواقع ضحية للغش والخداع .

هذا وغيره من الحقائق المدهشة والمذهلة حفل بها كتاب «عصر الظلمات الجديد» او «ملفات التلاعب بالعقول» للكاتب (بولس سركو) الصادر مؤخرا عن «ديار للنشر والتوزيع» بالمنزه الخامس بتونس وقد ركز المؤلف على التلاعب بالعقول ودوره في الحرب على سوريا ولكنه كتاب مهم في السياسة جاء في 150 صفحة وضمنه مؤلفه إلى جانب المقدمة ستة فصول وهي على التوالي : غافروش المنتحر بسكين الثقافة / خفافيش عصر الظلمات الجديد/ نهايات ظلامية مخجلة للنخب المأجورة من اليسار / بعض كبار المنظرين للمجازر في سوريا وشبكاتهم/ وضاعة المغتصبين على أرصفة العولمة المتوحشة /الليبراليون الجدد وحوش تتقنع بالحقوق المدنية

لقد ذكر المؤلف بولس سرك ان وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أرادت عن طريق فوضوي اليسار قطع الطريق على نزعته الاستقلالية وقد فضح غوردون توماس في كتابه (الكتاب الاسود لوكالة المخابرات الامريكية) تدخل الوكالة لتغيير المسار التاريخي لدول كل العالم . وأكد «هيربرت شيلر» الناقد الامريكي وعالم الاجتماع وأستاذ الإعلام في جامعة كاليفورنيا في كتابه «المتلاعبون بالعقول» ان التضليل هو الأداة الأساسية للهيمنة وان أجهزة الاعلام المختلفة نجحت في جعل الجماهير منقادة ومقيدة ومسيرة وفي الكتاب تفاصيل عن صناعة المعرفة في الولايات المتحدة وعن كيفية التلاعب بالعقول حيث يقول « إن الإعلام الأمريكي يصوغ مواقف العالم واتجاهاته ويقدم وعيا تم إعداده مسبقا في اتجاه واحد لبرمجة عقول البشر وتطويعها لخدمة المصالح الامريكية

لقد ظهرت الليبرالية الجديدة مكشرة عن أنيابها فانقضت على السياسات الاجتماعية معيدة قيمها الكلاسيكية وأصبحت رمزا للتوسع الاستعماري الجديد والهيمنة الأمريكية على العالم .

خلاصة القول هي أن كل مؤلفات وافكار الليبراليين العرب الجدد باختلاف عناوينها وأساليبها تصب في هاجس اعلى وهو إحداث انقلاب مفاهيمي عاطفي في وعي شعوب المنطقة العربية يقوم على على محو الأساليب الحقيقية للحروب من مصالح اقتصادية وأمنية ورأسمالية وما حملته وخلقته من كراهية للسياسات الأمريكية واستبدالها بكراهية بغيضة مصطنعة داخل انسجة المجتمعات العربية بحجة أمريكية المصدر تعتبر ان غياب الديمقراطية في المنطقة يخلق البيئة الملائمة لظهور ونمو الإرهاب .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115