فضاء «منيرفا تياتر» في سبيطلة: لا الرحلة انتهـت ولا الأحـلام تموت ...

تمسكوا بالهامش لازالوا ينحتون في صخور النسيان ويصنعون عالمهم الملوّن الجميل... مقداد الصالحي فنان آمن بالمسرح

وقدرته على التغيير فخاض تجربة انجاز اول فضاء ثقافي خاص في مدينة سفيطلة ومنذ 2012الى اليوم لازال الفضاء يقاوم الصعوبات ومازال ينتج أعمالا مسرحية للأطفال والكهول ولازال منيرفا يحرس الذاكرة المسرحية بسبيطلة ويزرع بذرة الفنون في أنفس رواده من الأطفال.

«منيرفا تياتر» فضاء للفنون لصاحبه مقداد الصالحي فضاء يعمل على التكوين وانتاج عروض مسرحية ذات رسائل تنادي بالحق في الثقافة ودعوة الطفل للحلم والعمل، فضاء هو حارس ابدي للجمال في الملاجي يحرس الفن والابداع ويقدم للاطفال عالما ملونا يؤكد انّ المسرح مقاومة وأن المسرح حياة.

منيرفا حارس أبدي للحلم
يحرسون الحلم، يحرسون الحق في الثقافة لاطفال الداخل، ينشرون التربية المسرحية عند اطفال الاحياء الشعبية ويقدمون مادة فنية دسمة تشبع الروح والعقل معا وهناك يدافعون عن حق الأطفال في المسرح، يجدّون ويبحثون في تجارب مسرحية مختلفة لإمتاع أطفال الجهة وتوفير مادة مسرحية تحترم الجمهور وتوفر له متعة وفرجة.

فضاء منيرفا تياتير كما طائر المنيرفا ينتصب في حي شعبي هو الملاجي ليكون عنوانا لبهجة الأطفال الحي والاحياء المجاورة، الوانه مبهرة من رسم فنان من ابناء الجهة، لوحات تشكيلية وألوان وحركات تؤكد ان هنا فضاء للجمال للفن للحياة وللمسرح ذلك الفن العظيم والمقدّس عند المشرفين على الفضاء ورواده.

هنا سفيطلة الجميلة، سفيطلة الرومانية بحضارتها الشاهدة على عراقة المكان، فضاء ثقافي قاوم كل الصعوبات ولازال قائما متماسكا يدافع عن المسرح داخل الجمهورية، جدران عالية وحيطان موشاة بابهى الالوان، الحيطان تتحدث عن المدينة عن المرأة وعن الانتماء الى القارة السمراء، رسومات احيت الجدران من صمتها وبعثت فيها بصخب الألوان حياة تعاند سحر منيرفا الذي يبعث من رماده كلما احترق كذلك منيرفا تياتر يبعث من وهنه كلما اشتدت الصعوبات.

هنا سبيطلة من ولاية القصرين، في حي شعبي غير بعيد عن السوق الاسبوعية يوجد فضاء منيرفا تياتر فضاء منذ تاسيسه في 2012 الى اليوم ظل يحرس المسرح خاصة مسرح الطفل في ربوع سبيطلة، فضاء يحتضن عروضا مسرحية للطفل وينتج المشرفون عليه اعمالهم المسرحية ويتنقلون في المدارس الابتدائية في القرى والارياف لعرضها كما يقدون اعمالا للكهول ايضا نذكر منها «طش ورش» و«مرا في صف الرجال» و«الحرقة» و«كيرتاج» ومسرحية «الكراسي»، فضاء يحرس الابداع والحلم ويفتك حق الثقافة لاطفال الداخل وحقهم في فرجة مسرحية تتوفر فيها كل شروط الابداع.

حلم آخر ورسائل متجددة
المسرح مقاومة، المسرحة حركة ابدية للتشبث بالحلم هو وسيلة لتعريف الطفل بحقوقه وواجباته، المسرح رسائل عديدة توجه الى الطفل بطريقة سلسلة وذكية ليعتبر ويطلق العنان لخياله ليلعب ويمرح هكذا هو مسرح الطفل وهكذا يقدمون رسائلهم الى الطفل في اعمالهم المسرحية.

حلم جديد وعمل مسرحي اخر يضاف الى قائمة الاعمال التي سبق أن قدمها فضاء منيرفا تياتر لجمهوره من الاطفال العطشى للفنون على غرار «منقذة تحت الارض» و«بينوكيو»، وهو عمل آخر يندرج في خانة مسرح الاشياء، عمل جديد يقدم مجموعة من الدروس للمتلقي الطفل، عمل سلس نصه ممتع للمبدعة زينة مساهلي واخراج مقداد الصالحي.

المسرحية تحمل الطفل الى عالم الكتاب وصراعه مع الحاسوب، ينقل من خلال الماريونات المصنوعة يدويا قصص الكتاب وتاريخه وصموده مقدما العديد من المعلومات التي تفيد الطفل في دراسته وأغلب الأعمال تخضع لمنهج بيداغوجي تعليمي فهي ترفّه عن الطفل وتعلّمه في الوقت ذاته ويكون «السيد كتاب» عنوان المعلومة في المسرحية الجديدة، ومن جهة أخرى يقدم للحاسوب والصراع بينهما «فالسيد حاسوب المغرور، يغتر بذاته ويرى انه أكثر حظوة من بقية الأدوات المدرسية، قبل أن يصيبه «فيروس» حينها تتحد الآنسة مسطرة والسيد بركار والسيد كتاب لإيجاد الحل بين صفحاته لإنقاذه وإعادته إلى العمل» وبعدها تنفرج أحداث العمل ويعتذر السيد حاسوب لجميع الأدوات ويعبر عن رغبته بصداقتها.

الأحداث تبدو بسيطة لكنها عميقة المعنى تدعو الطفل إلى عوالم الخيال من خلال الموسيقى ولعبة الأضواء والأغاني الممتعة التي تخترق عقل الطفل وقلبه كما أنها تقدّم له العديد من الرسائل التعليمية ومنها حاجته الى كل الأدوات المدرسية دون إقصاء فالكتاب يبقى سيد المكتبة وانّ وجد الحاسوب الذي لا يمكن الاستغناء عنه، في المسرحية يعلمون الطفل معنى الصداقة وقبول الاخر وان اختلف عنّا وعدم الحكم على الاخرين من خلال مظهرهم فالكنز الحقيقي للإنسان أخلاقه لا مظهره البرّاق.

منيرفا تياتر فضاء للمسرح للإبداع والتكوين، فضاء علّم أبناء الملاجي معنى الفنون وعلمهم ان المسرح مقاومة، فضاء اغلب رواده من الحالمين، زرع في نفوس الأطفال الرغبة ان يكونوا مسرحيين ومنذ تأسيسه إلى اليوم ومع حلقات التكوين والورشات والأعمال توجّه عدد من التلاميذ إلى دراسة المسرح بعد الباكالوريا وبعضهم أصبح من ممارسي الفن المسرحي في الجمعيات فما يقدمه منيرفا نحت في صخر التهميش لتكوين جيل يؤمن أن الفن حياة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115