علاء فرشيشي كاتب النص: مسرح الطفل أملنا في مسرح أفضل ...

مبدع مسرحي، يعمل في مدينة قعفور ويحوّل ياس الاطفال المحرومين من الثقافة إلى أمل وإبداع علاء فرشيشي

صديق الاطفال ورفيق الخيال مختلف ومتفرّد هو الذي يشرف على نادي المسرح في المدرسة الابتدائية الطيب المهيري بقعفور وبفضل ايمانه بقدرة أبنائه أصبح هؤلاء من اهم الممثلين الذين يفوزون في كل المسابقات في المسرح المدرسي، بعد العرض التقت المغرب كاتب النص وكان الحوار التالي:

• كيف تقدم مسرحية توبي الدوامة؟
العرض مقتبس على نص اصلي لهانز وهو تجربتي الاولى في مسرح الاشياء و اختيار النص كان بسبب اهتمامي بمسرح الطفل وكاتب عاش الألم و«الحڤرة» هذا التهميش نشعر به لاننا نواجه نفس الوجع والألم والتهميش خاصة الفنانين الذين يعملون في الهامش بعيدا عن ضوء التلفزة، الكاتب الاصلي عانى الكثير لذلك اردنا تكريمه والقول ها اننا في العام 2019 ولازال المبدع الحقيقي يعاني من ألم يحوّله الى فعل مسرحي.

• توبي الدوامة؟ ما الذي اردتم تقديمه من خلال العمل؟
توبي الدوامة ليس مجرد مسرحية بل مشروع متكامل من خلاله اردنا ان نقول للطفل ليس المظهر كنز الانسان الحقيقي، إذ يجب النظر الى داخل الانسان وتلك رسالتنا الى الأطفال .
في الاحداث ظهرت شخصية توبي الدوامة الذي يبحث عن صديق يقبله دون تغيير وحين تعرّض للرفض انطلقت رحلته لإثبات ذاته، وحين اثبت ذاته كان رجع الصدى على بقية الشخصيات، في المسرحية اردنا ان نعلم الطفل المقاومة تماما كتوبي الذي يتشارك مع بقية الشخصيات في فعل الرفض لكنه قاوم هذا الرفض ليثبت ذاته بينما بقية الشخصيات لم تحاول مطلقا وخنعت، فكان توبي مميزا.
أردنا أن تكون المسرحية دعوة حقيقية إلى أن نغير وأن نحلم، دعوة للفعل والاجتهاد لأننا قادرون على التغيير، لا تحاسب الناس فقط بالمظهر، ومتى شعرت انك مهمش او مقصي، أعمل وأسع لتفرض ذاتك فمتى اعترفت بدونيتك ستموت والموت هنا موت معنوي.

• ماذا عن المجموعة؟
نحن اصدقاء طفولة منذ المسرح المدرسي، اجتمعنا حول فكرة الصداقة والتعاون رغم كل الصعوبات التي نواجهها، نحن نحتاج إلى أناس يؤمنون بالمشروع والفكرة، نحتاج إلى من يدعمون ويدافعون عن مسرح الطفل وذلك واجب الممثلين والصحفيين وكل الصادقين الذين يعملون لترويج رسائل تعنى بالطفل الانسان، لتكون المسرحية ألما ذاتيا نتقاسمه انا ككاتب نص ومحمد سليمة كممثل وشادي المخرج، الم ذاتي عبرنا عنه بمسرحية، كما انّ جميعنا نشترك في سؤال لماذا من يعملون بصدق يظلون في الهامش بينما يتمّ الاعتراف بمن لا يحترم عقل الطفل؟.

• منذ بداياتك تكتب للطفل وتدافع عنه؟ لمَ كل هذا الاهتمام؟
«خاطر كنت محروم» اذ عشت فقرا شديدا «حتى لعبة أو قصة لم قادر على اقتنائها»، عشت في غرفة فقط امامي التلفاز واشاهد الرسوم المتحركة ومنها تعلمت لغتي والخيال الذي اكتب به اليوم من مخزون ذاكرتي وما شاهدته في الطفولة وكان لي تعامل مع طارق العربي طرقان الذي قدم كتابي «احلام شهد» واؤمن ان الانسان يجب ان يكون صاحب رسالة.
و ظللت اراهن على الطفل وأقدم رسائل صادقة اؤمن بها، وما يدفعني للمواصلة ايماني الشديد انّ صاحب الرسالة لا يموت فالرسائل الصادقة لا تتيه و«ياما ناس تعب لأجل الكلمة الحقيقية». ومتمسك بحلمي لان لا اريد ان يحرم اطفال اليوم من المسرح كما حرمت فترة طفولتي.

• لك كتابات عديدة للطفل؟ هل كتاب الطفل يجد حظّه في تونس؟
في الحقيقة لا، وكم اود ان اعبر عن وجعي ووجع من يكتبون للطفل سواء المسرح او الاغنية او الكتاب، فنحن نعاني من التهميش والإقصاء ، لا اعرف لم يتمّ التعامل معهم كفئة مهمشة في الحقيقة صدمت امام ردة الفعل الباهتة تجاه اصدار كتاب عرائس الليل للاطفال ومنذ البدايات وجدت ان ان من يكتبون للاطفال يعانون الكثير من الوجع والصعوبة في الاصدار والتوزيع، شخصيا لي عمل عنوانه « ارض الوعود» مدعوم من وزارة الشؤون الثقافية منذ مايزيد عن السنة والنصف ولازلنا ننتظر ان يصل الدعم ليصدر الكتاب ويرى النور.

• منذ انجاز نادي المسرح بالمدرسة الابتدائية الطيب المهيري وانتم تقدمون اعمالا متميزة هل هناك تجربة جديدة؟
بالفعل التجربة المسرحية مع التلاميذ ممتعة ومميزة ولنا مشاركة في الفترة المقبلة بعمل جديد اسمه «حدث بيدبا قال» وقد ترشح من الجهوي الى الوطني ويوم 17 نوفمبر سنمثل الجهة، هو توليفة بين ادب الطفل الحالي ومصدر أدبي قديم «كليلة ودمنة»، عمل يطرح السياسي لأننا نؤمن أن التربية والتوعية السياسية تبدأ منذ الصغر، عمل نناقش فيه الحاكم الظالم مع دفاع عن فكرة الحرية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115