افتتاح «افروديت» أوّل فضاء ثقافي متنقل: يا عشّاق الفنون اجتمعوا على حبّ الفن والأرض

فكرة اخرى ومشروع ثقافي اخر يرى النور في ارياف ولاية القصرين، تجربة اخرى تقترب الى المواطنين وتذهب

اليهم لتدافع عن حقوقهم في الثقافة والحياة والابداع فكرة مميزة هي الاولى في الجمهورية التونسية واسمها «افروديت».

هو اول فضاء ثقافي متنقل لبلال علوي، مشروع يدافع عن لامركزية الثقافة افتتح نشاطه في قرية حدودية هي الصخيرات اولاد مرزوق من ولاية القصرين بحضور والي الجهة وعبد القدوس السعداوي كاتب الدولة للشباب وفنانين من القصرين واهالي اولاد مرزوق التي أعلنت فيها شارة انطلاق افروديت.

افروديت: لامركزية الثقافة فعل مقاومة
تونس، القصرين، رحلة طويلة، رحلة تبعث في النفس السؤال عن الهناك، عن سكان القرى والارياف وعلاقتهم بالفنون والابداع، من العاصمة بكل مؤسساتها وجدرانها وافكارها تنطلق الحافلة الى الصخيرات اولاد مرزوق تلك القرية الحدودية المترامية المنازل وحدها المدرسة البعيدة عن القرية تجمع اطفال القرية وأحيانا مقام الولي «سيدي مرزوق» يجمعهم فترة «الزردة» لكنّهم اجتموا هذه المرة حول الثقافة والفنون وشهدت قريتهم ولادة اوّل ثقافي فضاء متنقل حمل اسم الهة الجمال والحب افروديت وفي القرية حذو المقام و الجامع الصغير نصبت الخيام الملونة تنادي الكل ان اجتمعوا على الفن والحب فأرضكم ارض لميلاد الجمال.

من تونس الى قرمبالية الى النفيضة فكندار فالبشاشمة ثم الشبيكة والحاجب ثمّ سبيطلة والشرايع فبوزقام ثمّ القصرين الى تلابت ففريانة ثمّ الماجل فطريق شبه متقطعة الى يسارك اشجار الزيتون متمسكة بالحياة والى يمينك النباتات البرية الجبلية تقاوم الصخور وتنبت وخضرتها تبعث في النفس الهدوء، طريق طويلة لان اغلب اجزائها «كلاته كراهب الكنترة» كما يقول سكان القرية.

من بعيد تظهر مجموعة من الخيام ملوّنة ،اخضر فبرتقالي وازرق وبنفسجي واصفر، اختيار الالوان الزاهية كان الهدف منه بعث الحياة في المكان وبعث الوان الامل والجمال في نفوس الاطفال على حدّ تعبير صاحب المشروع بلال علوي، فاروديت قرية ثقافية متنقلة او فضاء ثقافي متنقّل افتتح نشاطه في قرية الصخيرات اولاد مرزوق واساسها الورشات، اذ يشرف مجموعة من المؤطرين على ورشات المسرح والموسيقى والماريونات والفن التشكيلي والسينما وتدوم الورشة من ثلاثة ايام الى اسبوع حسب المكان وتفرّغ المؤطرين ثمّ يكون الموعد مع تقديم انتاجات الاطفال بغاية بثّ حبّ الابداع فيهم وتمكينهم من حقّهم في الثقافة فاطفال الريف واطفال القرى المنسية في هذا الوطن يحتاجون لتلوينات الثقافة ليحلموا ويعرفوا انهم تونسييون فعلا وليسوا مجرد ارقام في الاحصائيات الدورية.

افروديت ربة الجمال فتحت احضانها لكل الحالمين، في هذه القرية الحدودية نصبت خيام الابداع وكانت فرصة ليحلم الاطفال ويتعرفوا على الفنون عن قرب وذلك هو الهدف من مشروع افروديت «الثقافة للجميع وفي كلّ مكان».

علّم الاطفال وهم يلعبون
ازرعوا الأرض حبّا، انثروها أملا علّها تزهر جمالا يبهر الجميع، أحرثوها بالفن والثقافة والإبداع وستينع أطفالا ومواطنين يؤمنون انّ الدفاع عن الأرض واجب وحب الوطن عقيدة والإيمان بالفنون إلياذتهم الأبدية، اقتربوا منهم ولامسوا أفكارهم وحولوا أحلامهم حقيقة وحينها ستجدونهم أزهارا يانعة لا أشواكا قاسية هكذا يمكن وصف المشهد العام لتفاعل الأطفال مع ما قدّم لهم من مادة ثقافية متنوّعة.

من بعيد تشدك ألوان الخيام الموشاة بأبهى الألوان، وكلّما اقتربت أكثر وصلت شحنة غريبة تجمع الخوف وحبّ الإطلاع وفرحة تراها في عيون الأطفال وهم يلعبون، قبل الافتتاح الرسمي لافروديت كان لقاء الاطفال مع الألعاب، اذ وفّر أصحاب افروديت مجموعة من الالعاب لاطفال بعضهم يرى «ماناج» لاول مرة «نريده عرسا ثقافيا، نريد ان نشعر بسعادة الاطفال فتلك الابتسامة التي نراها على وجوههم تزيدنا إصرارا لنعمل لذلك اردنا ان نشاركهم ساعات من اللعب قبل الفنون» حسب تعبير المسرحي بلال علوي، الاطفال كانوا جدّ منتظمين كلّ ينتظر دوره ليلعب ويبتهج ويخطف سويعات من السعادة.

الثقافة للجميع...الثقافة عنوان للانسانية
الصخيرات اولاد مرزوق، قرية حدودية تعيش عرسا ثقافيا عرسا سمّاه البعض «الزردة» لانها اكثر مناسبة احتفالية تجمع سكان القرية واطفالهم في مكان واحد يجتمعون فيه حول الفرحة لتكون افروديت فرحة للكبار قبل الصغار.

بعد انتهاء موعد اللعب دقت ساعة الفنون وأعلنت انّ لازال وقت قليل للاعلان عن ولادة الحلم «افروديت» في قريتهم وبين اطفالهم وامام نظرات الامتنان من الشيوخ والامهات، الموسيقى الجميلة تدفع الأطفال للرقص والتفاعل الكبير مع موسيقى وتنشيط مع حيدر القاسمي ومجموعة «عمي حيدور» ومجموعة من «الماسكوت» لسلاحف النينجا وبعض ابطال الكرتون التي يشاهدها الأطفال عادة في التلفاز، المبدع حيدر القاسمي كان جزءا من احتفالية بولادة افروديت وجزء من حلم الأطفال بالمتعة.

بعدها كان الموعد مع كرنفال عصافير الشعانبي للمبدع وليد الخضراوي الذي انطلقت معه الفعاليات ليعلن للجميع أن «أرضنا ارض للإبداع، مدننا وقرانا موطن للفنون، الكرنفال هو تعبيرة أنّ عصافير الشعانبي ستتحرّر من الإرهاب، جبلنا سيعود بهيا كما كان، وبالكرنفال وألوانه الجميلة نخبر الجميع أننا نعشق الحياة ونقبل عليها بالفنون» كما يقول الخضراوي.

مشاهدة العصيّ الطويلة يبهر الأطفال إلى حدّ أنهم يتساءلون هل «عباد كيفنا والا عمالقة كيما في القصة» لكن السؤال والحيرة لا تتواصل مع انطلاق حلقة الرقص التي ينخرط فيها الأطفال بشغف طفل يفتقد كل الفنون.

يا باحثا عن الحياة خيام افروديت تناديك لاكتشاف اسرارها فهلّا جئت لنبدأ جولتنا، ها انت في الخيمة صفراء اللون، لون الحب، لون يجلب انتباه الطفل هي اوّل الخيم التي انطلقت داخلها الورشة، الأطفال اجتمعوا وتحلّقوا حول الأوراق البيضاء واقلام الرصاص وأطلقوا العنان لأيديهم لتبدع وترسم، ورشة الفنون التشكيلية والخطّ العربي اوّل الورشات التي بدأت نشاطها والتي اقبل عليها الأطفال بأعداد غفيرة فالطفل عاشق للون بطبعه وبفطرته يريد الرسم والتزيين، ورشة اشرف عليها المبدعون كرامة بن عمر وعبد الستار عبيدي، الاولى انطلقت من تونس محمّلة برغبة شديدة في إسعاد أطفال الريف والثاني جاء من حيدرة يسكنه هاجس مشاركة الامل مع اطفال أولاد مرزوق واجتمعوا مع الأطفال وأبدعوا لوحات حملها الأطفال إلى منازلهم لتبقى ذكرى ممتعة.

الى جانبها الخيمة الخضراء، خضرة اشجار الجبل خيمة زينت من الداخل بالات موسيقية مثل القيثارة والعود والكمنجة، خيمة الموسيقى وورشة يؤطرها الفنان خيري قراوي ابن مدينة ماجل بلعباس، خيمة ميزتها مشاركة الأطفال وأمهاتهم في فكرة الغناء وإطلاق العنان ليغنوا ويلمس بعضهم للمرة الاولى في حياته آلة موسيقية حقيقية وخيري قراوي من فناني مدينة الماجل أستاذ موسيقى يعلّم الأجيال أبجديات الموسيقى والتمسك بالفن لأنه وسيلتهم للحياة.

تتواصل المتعة ويتواصل شغف الاطفال بالورشات ويتواصل تنقلهم من خيمة الى اخرى، الخيمة الزرقاء خصّصت لفن الماريونات، مجموعة من العرائس علّقت في الخيمة ليتعرف اليها الأطفال في إطار معرض من قبل المركز الوطني لفن العرائس بتونس، العرائس المتفاوتة الأحجام والأشكال لفتت انتباه الأطفال اغلبهم يحاول لمسها وتقبيلها والتعرّف على خصوصياتها وتفاصيلها وتحريكها وذلك ما فعله المبدع بلقاسم عزديني في الخيمة الزرقاء تلك التي كان جمهورها مختلفا لاّنه جمع الامهات والعجائز والفتيات والاطفال جميعهم أرادوا اكتشاف تلك «العروسة» وحاولوا تحريكها وركزوا مع كل تفصيلة يقولها الأستاذ المؤطر.

الخيمة الزرقاء خيمة الماريونات كلّ الحضور اجمعوا انهم لم يحضروا مسرحية من قبل ولاّول مرة يشاهدون ماريونات امامهم باستثناء واحدة شاهدتها في التلفاز، الاقبال على الشرح والتركيز مع الاستاذ كان ممتعا ومميزا يكشف شغف سكان المنطقة والحرمان الذي يعايشونه وافتقارهم للفنون.

هنا اغلبهم يريد تحريك الماريونات لم يمنعهم عدم معرفتهم من التقدم والمشاركة لتحريك تلك العروسة ومحاولة التفاعل معها، ورشة نجح بلقاسم عزديني منذ اللحظات الاولى في امتاع الجمهور ودعوته ليكون جزءا منها، فالماريونات ذلك الشيء المجهول اصبح ممتعا وتحريكه ممكن بالنسبة لجمهور يلامس للمرة الاولى في حياته عروسة ماريونات.

دع جمهور الماريونات يستمتع بتحريك العروسة ومحاولة صناعة عروس القفاز، فهناك أصوات لأطفال تأتيك وهم يعدون ويرددون الأرقام، خيمة مفتوحة لونها برتقالي بداخلها حلقة اجتمعوا يلعبون، هي خيمة ورشة المهرج التي اشرف عليها احمد نصرلي، خيمة اجتمع فيها أطفال يسألون عن المهرّج فكلهم لا يعرفونه باستثناء واحدة سبق وان زارت صفاقس وشاهدت المهرج في الشارع، خيمة أو ورشة جلبت انتباه الأطفال حول الطريقة السلسلة التي يوصل بها المؤطّر المعلومة فتعرفوا على المهرج وتعرفوا على سرّ انفه الأحمر.

لازال اليوم ممتعا، لازال الاطفال يلعبون في الساحة ولازالت الورشات قائمة، الخيمة الاخيرة، هادئة مغلقة لا وجود لأثر التشويش ولا الاصوات، هي خيمة السينما ويشرف عليها سيف سعداوي، أُغلقت ليشعر الطفل بالجو العام لقاعة السينما ، في الداخل أطفال افترشوا المرقوم وأمامهم شاشة كبيرة يشاهدون فيلما تحريكيا، والأجمل هو نقاش ما بعد الفيلم ورغبتهم في الإجابة على كل الأسئلة وربما المبهر هو تلك الفرحة في عيونهم حين لمسوا الكاميرا وانطلقت عملية التصوير فهمّ لا يعرفون الكاميرا ولم يشاهدوا ابدا فيلما وهم مجتمعون وعلاقتهم بالسينما كبقية الورشات فقط «التلفزة».

كلّ الخيم سكنها اطفال يسكنهم الشغف وحبّ الاطلاع والابداع ليعرفوا ما معنى مسرح وسينما وتصوير، كل الورشات جاءها اطفال حالمون رسموا تعابير السعادة على وجوههم وهم يكتشفون الورشة ويلامسون تفاصيلها، شمس اليوم الاول بدأت تميل الى المغيب ليكون الموعد الاخير مع الموسيقى ومجموعة من العازفين الشباب من ابناء المنطقة جمعهم حبّ الموسيقى فاجتمعوا وامتعوا جمهور اولاد مرزوق بنوتات الفرح قبل ان يغادروا المكان تاركين الخيام منصوبة لتكمل الورشات حلما يولد صغيرا ويتشكل تدريجيا نصه انّ على هذه الارض ما يستحق الابداع.

أحمد نصرلي: ورشة المهرج
يجب ان ندافع عن حق الطفل في الحياة


الفنان المسرحي احمد نصرلي مدير فضاء «فن الحياة» هو المشرف على ورشة فن المهرج التي تمتد على ثلاثة ايام، وهي موجهة لاطفال قرية اولاد مرزوق الموجودة في الحدود التونسية الجزائرية، الهدف الاول تعريف الطفل بمعنى المهرج، ثم محاولة تعليمهم الابجديات الأولى لتحرك ورسائل المهرج قبل ان وضع ماكياج ولباس المهرج لاطفال لم يقابلوا قبل «كلون» حسب تصريحه.

في الورشة وجدت منهم شغفا وتفاعلا كبيرا مع «الكلون» رغم عدم معرفتهم به، لكن رغبتهم في المعرفة كانت مميزة وحقا يجب المواصلة ويجب ان نعود الى اولاد مرزوق لنواصل ما بدأناه، فهنا أطفال شغوفون بالفنون فقط ينقصهم التاطير وذلك واجبنا تجاههم، ويضيف احمد نصرلي انّ وجود فضاء ثقافي متنقل ضروري جدّا يجب ان نتحدّى كل الصعوبات لنشر ثقافة الفكر والحياة ومقاومة التطرف والدفاع عن حقوق الطفل بكل التلوينات الفنية.

بلال علوي: افرديت ليس آخر الاحلام


افروديت ليس آخر الأحلام ولا اوّلها هو مشروع ثقافي ،واول فضاء ثقافي متنقل في الجمهورية التونسية ننجزه بدعم من وزارة الشؤون الثقافية، هو فكرة اخرى لندافع عن حقّ ابناء الريف في الثقافة، فكرة متمردة بعد «فينوس» اول فضاء ثقافي في ماجل بلعباس و»الكميون الثقافي» و»التياترو موبيل» تأتي افروديت لتأخذ من اسمها الكثير من الجمال الذي تزرعه الفنون في اطفال الريف.

هنا في اريافنا وقرانا البعيدة عن المركز لا يستطيع الانسان مطلقا أن يتوقف عن الحلم، نرى غالبا خلال وجودنا أحلامنا تخيب، ورغباتنا تحبط، لكن يجب الاستمرار في الحلم وإلاّ ماتت الروح فينا، وأنا مازلت أحلم ومازلت متمسكا بحب المسرح وحب هذه المدينة، وشعاري هو ان كل احلامي ستتحقق مادمت املك الشجاعة لمطاردتها وافروديت جزء من هذه الاحلام.

افروديت افتتح نشاطه في اولاد مرزوق لكنّه لن يتوقف سنكون في حيدرة في المرة القادمة وسنواصل مشوار التجوال بفضائنا المتنقّل لنقول للجميع انّ القصرين فضاء للحياة، مع افروديت والورشات التي نقدمها للاطفال نسعى إلى أن نزرع فيهم بذرة الفن ونريد ان نشاركهم حبّ الحياة ونشاركهم لحظات من السعادة الحقيقية، هنا الثقافة سلاحنا لنقاوم ونفتكّ حقوقنا ونرسّخ فعلا للامركزية الثقافية وشعارنا الابدي «الثقافة للجميع وفي كلّ مكان».

وللاشارة «افروديت» ليس بلال علوي وحدة مجموعة من الشباب المؤمن بالفنون هم الرفاق والداعمون الاوائل لنجاحها وهم اسامة اللطيفي ومحمد السعيدي وزهر الدين شعباني ولا يمكنني نسيان قائد الرحلة محمّد الخامس العباسي منقذنا الذي اوكلت له اغلب المهمات الصعبة وهكذا يكون افروديت حلمنا جميعا لتكون الثقافة حقيقية في أريافنا.

سيف الدين سعداوي: ورشة السينما
ابهرني شغف الاطفال وسأعود مرة اخرى


سينمائي شاب، حالم في رصيده مجموعة من الافلام الوثائقية والروائية، ينطلق في افلامه من المحلي ليقدّم القصرين كما تراها عدسته، مدافع شرس لتكون في ولايته القصرين قاعة للسينما، سيف الدين سعداوي المشرف على ورشة السينما أكد لـ«المغرب» أن «انبهرت باقبال الاطفال على الورشة وخاصة اثناء النقاش واجابتهم عن الاسئلة وربما الموقف الاكثر وجعا وفرحا اثناء ملامسة الأطفال للكاميرا في فترة التصوير» ففي الورشة وبعد مشاهدة الفيلم يكون للأطفال لقاء مع الكاميرا ومحاولة التصوير لتكون العلاقة المباشرة مع الكاميرا مذهلة بالنسبة لي ولهم ويضيف محدثنا متعة الاطفال عايشتها واحسست انني طفل مثلهم، شغفهم ممتع وحتما سأعود إلى أولاد مرزوق لأتمم ما بدأته فيكفي أن نخرج بطفل أو اثنين يحبون السينما لنشعر أننا أنجزنا واجبنا تجاه أطفال الريف.
وأشار محدثنا أن منطقة أولاد مرزوق معروفة بالتهريب لانها حدودية فما الذي نتوقع من طفل ينشأ على كلمات «ارهاب» و«تهريب» لكن متى ذهبنا اليه بالفنون والسينما حينها يمكن ان ننقذه. وأكد السعداوي أن «افروديت» كفضاء ثقافي متنقل فرصة مميزة للقاء مع أطفال حالمين وفرصة لنشر ثقافة الحياة وثقافة القرب.

بلقاسم عزديني: ورشة الماريونات
فلنتشارك في الحلم وسننجح


بلقاسم عزديني فنان مسرحي له العديد من التجارب الابداعية في المناطق الحدودية قدم ورشة الماريونات التي اقبل عليها جمهور من مختلف الاعمار واكد المسرحي انّ التفاعل مع الورشة كان مميزا فهناك رغبة جامحة في اكتشاف الماريونات ومحاولة لمسها وتحريكها واكد ان بداية الورشة كان بتعليم المشاركين كيفية تحريك الماريونات والتفاعل معها وقد وجدت تفاعلا ممتعا من قبلهم.

ويضيف محدثنا انّ المشاريع الثقافية التي تعمل على ثقافة القرب جدّ مهمة لانها تذهب بالفنون الى الطفل المواطن أينما وجد لتنقذه من خطر الارهاب والتهريب ، واردف محدثنا قائلا «أطفال أو ناشئة المناطق الحدودية أو النائية تحرمهم ظروف البعد من ممارسة هواياتهم (مشاهدة المسرحيات الافلام وممارسة أنشطة فنية و رياضية) سنجدهم غدا جنودا في طرقات ايطاليا البرية او معابر التهريب الحدودية) ، ويضيف محدثنا «علقت بذهني مقولة شفتها في التلفزة» لكن للاسف تغيب البرمجة الثقافية الحقيقة عن تلفزتنا اليوم خاصة الموجهة للاطفال.

وأكد انّه يشارك الحلم مع هؤلاء الاطفال وسينجحون في ارساء فعل ثقافي حقيقي متى توفرت الارادة والرغبة التي تفتقدها السلطة لكنها تسكن الفنان.

عبد الستار عبيدي: ورشة الفنون التشكيلية
افروديت تحيي الروح الفنية لأطفال الريف
فنان تشكيلي واستاذ للتربية التشكيلية بمعهد حيدرة، ينشط في المجتمع المدني عن التظاهرة يقول محدثنا «افروديت منذ المصطلح السيميائي لافروديت الهة الحب والجمال حبّ هذا الوطن وجعله جميلا أكثر مما يكون من هنا تنطلق الورشة.

ويضيف فكرة بلال علوي جميلة جدا لأنها تخرجنا من لامركزية الثقافة وتحملنا الى كل الارياف والقرى لنحيي ونرسم الابتسامة على وجوه الاطفال.

ويشير الفنان المبدع الذي تحلّق حوله الاطفال منذ الصباح انا مكلف بورشة الفنون التشكيلية و الطفل يقبل على الورشة لانّه فنان في داخله سأسوق حكاية تقول انّ «بيكاسو في افتتاح احد معارضه في احد الروضات، حين افتقدوه وجدوه مع الاطفال وحين سأل أجابهم انا اتعلّم» فنحن نتعلم من الاطفال لان الطفل يتعامل مع الورقة بكل براءة فليست للطفل حسابات مع الورقة والقلم هو يرسم بالفطرة والحب وهذا الحب نتشاركه في الورشة مع الأطفال.

ثم ان الطفل يقبل على اللون ويقبل على الزينة ونحن كفنانين نسعد لذلك الشغف عند الطفل، كما أن إقباله ينم عن افتقاد للفنون في محيطه.

وافروديت كفضاء ثقافي متنقل هو فعل حقيقي للمقاومة و لإعادة إحياء روح الفن عند الاطفال لانهم محرومون من اللعبة من الكلون من المسرح وهذا العطش الثقافي ترويه مثل هذه التظاهرات ،والفن في الأرياف مهم لأنه قبس للحلم ويحيي الروح الفنية في الأوساط الريفية.

القصرين: تراث وإبداع
القصرين المدينة التاريخية، القصرين مدينة المقاومة المستمرة والحضارات المتعاقبة هكذا يقدمها أبناؤها وفي الفضاء المفتوح وبمناسبة افتتاح افروديت قدّم للزوار معرضان الاول يقدم التراث المادي للجهة من خلال عرض للادوات الفلاحية والمنزلية التقليدية مثل «الزنبيل» و«المذرة» و«الطاجين» و«الخيمة» واللباس التقليدي، ولأن القصرين ارض للفروسية كان للجمهور موعد مع فقرة قدّم فيها الفرسان عرضا مبهرا بلباسهم المميز وحركاتهم الجميلة مع احصنتهم عرض فرجوي ينطلق من تراث الجهة.

المعرض الثاني كان للصور الفوتوغرافية له بعد تاريخي من خلال تقديم بعض المعالم في جهة القصرين على غرار صور لمحطة القطار للقصرين في الستينات (لاوجود لقطار في القصرين الان) ونزل كومرس في تالة اثناء الاستعمار وفريانة قبل 1920 وصور من الحرب العالمية الثانية وأحداث توثق لمقاومة جهة القصرين للاحتلال.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115