بنزرت: افتتاح المهرجان الوطني للمسرح التونسي

عاشت مدينة بنزرت يوم الثلاثاء 15 اكتوبر أجواء احتفالية استثنائية بمناسبة ذكرى الجلاء وافتتاح مهرجان المسرح التونسي

وتدشين مركز الفنون الركحية والدرامية ببنزرت.. مناسبات هامة امتزجت فيها المشاعر الوطنية الفياضة في مدينة النصر بالفن والانتصار لارادة حب الحياة..ونهض خلالها المسرح بدور حشد الصفوف من اجل غد أفضل فتلك المدينة الهادئة المستلقية في اطمئنان في احضان البحر الأبيض المتوسط استفاقت على اصوات الموسيقى والاهازيج التي امنتها مجموعة نقر الطبول بالمحرس ومجموعة الخرجة للجمعية الاورومتوسطية للثقافة والترفيه.. رقص الشارع وتقاسم الناس الشعور بالفرحة والابتهاج..

ومن اهم الفقرات التي شدت الاهالي ضمن فقرة فنون الشارع فقرة «الكوميديا دي لارتي» التي امنها بامتياز الفنان المسرحي القدير نوفل عزارة حيث ساعد شباب المنطقة على ابداع مسرحية تم عرضها في الشارع تتحدث عن الأجواء الانتخابية بطريقة كاريكاتور ية عجيبة وهي نتاج ورشة في التكوين المسرحي قدمها عزارة ضمن مهرجان المسرح التونسي .

ندوة الهياكل الدرامية: الماسسة والتاسيس
واستهلت فعاليات المهرجان اكاديميا من خلال ندوة فكرية هامة واكبها جمهور بنزرت تمحورت حول «الهياكل الدرامية المأسسة والتأسيس» أشرف عليها الاستاذ عزالدين العباسي والدكتور سامي النصري وادارتها مديرة مركز الفنون الركحية والدرامية ببنزرت الاستاذة المسرحية جميلة التليلي التي افتتحت الندوة بالتذكير بمعركة الجلاء التي خلدت انتصار تونس في الذود عن سيادتها واكدت ان معركة التحرير والتنوير متواصلة في مجال الثقافة موضحة ان دلالة اختيار افتتاح المهرجان وتدشين المركز في يوم الجلاء مثقلة بالدلالات والمعاني.

ومن جهته قدم الاستاذ عزالدين العباسي مداخلة عميقة شدت الحضور بعيدا عن اللغة الخشبية كانت ثرية بالامثلة التاريخية التي عاشها خلال مشواره في مجال التكوين والتنظير المسرحي ونبه العباسي الى مخاطر الفراغ التشريعي لهذه الهياكل التي لا تقوم على قانون تأسيسي وضرب عديد الامثلة لهياكل فنية مماثلة منها الفرقة المسرحية لبلدية مدينة تونس وقال ان الفنان المسرحي القدير عمار بوثلجة مثلا يتبع قانونيا وزارة الفلاحة وان القدير عيسى حراث صفته القانونية عامل بناء..

وعدد العباسي اسباب غياب قانون يحمي الهياكل الدامية وينقذ الفنان من هشاشة وضعيته الاجتماعية معتبرا ان اهم الاسباب رفض الادارة المركزية في وقت سابق لتنظيم هذه الهياكل بسبب تغليب المصلحة الفردية لبعض المسؤولين وشدد العباسي في المقابل على اهمية الفعل المسرحي منذ اثينا وقال بنبرة جدية: «المسرح يرسم لك معالم الطريق المستنير حين يعم الظلام» ومن جهته قدم الدكتور سامي النصري مداخلة نقدية بامتياز حول فعل المأسسة في مجال الهياكل الدرامية تستقي اهميتها من التجارب المسرحية التي خاضها والصعوبات التي واجهها كفنان ثم كمسؤول بوزارة الشؤون الثقافية..

واعتبر النصري ان تجربة الهياكل المسرحية عموما لم تكن رهينة البناء الداخلي فيما كانت مرتبطة بالضرورة بالتحولات السياسية والمراحل التاريخية التي عاشتها بلادنا واقر بصعوبة تأطير الفعل المسرحي وسجنه داخل هياكل رسمية نظرا لخصوصية الفن المسرحي المتمرد على الاشكال والقوالب حسب قواعد اللعبة المسرحية ودعا النصري الى مراجعة عديد المسائل في مايخص التأريخ لظهور هياكل مسرحية واندثار أخرى واقر بفشل مشروع الهياكل الخاصة معتبرا ان قرار غلق الفرق الجهوية للمسرح كان قرارا سياسيا سلطويا لم يخدم المسرح واكد على ضرورة التشبث بالمنجزات الثقافية والهياكل الدرامية الناشئة رغم كل النقائص والتحديات مشيرا إلى ضرورات ملحة في الوقت الراهن على غرار تجاوز الاشكال القانوني وتجديد الخطاب المسرحي بعيدا عن تقليد تجارب مسرحية مثلت سلطة بالنسبة لكثير من التجارب الشابة والتفطن الى التحولات التي شهدها الوعي المجتمعي ومواكبتها والاعتراف الرسمي والاعلامي والاجتماعي بالفن المسرحي باعتباره فن مقاومة. .

وكشف النصري في نهاية المداخلة ان وزارة الشؤون الثقافية قد رصدت خمس مليارات لميزانية 2020 لهذه المراكز الدرامية مما مثل الخبر السعيد للحضور.

افتتاح مركز الفنون الدرامية ببنزرت
ومع انطلاق فعاليات الافتتاح الرسمية دشن والي بنزرت رفقة الدكتور سامي النصري والدكتور عبد الحليم المسعودي ومندوب الثقافة السيد شكري التليلي ومديرة المركز السيدة جميلة التليلي مركز الفنون الركحية والدرامية ببنزرت الذي اتخذ من كنيسة اثرية ساحرة الجمال مقرا له ثم تجول الحضور في ارجاء المكان للتمتع بمعرض صور ووثائق لاول جمعية مسرحية ببنزرت هي جمعية النهضة التمثيلية بمعية صاحب العرض الفنان لطفي التريكي وخلال حفل الافتتاح تم اسناد شهادات مشاركة لجميع الفنا نين والعاملين ضمن مهرجان المسرح التونسي واثنت مديرة المركز على اداء وتعاون مندوب الثقافة شكري التليلي لانجاح التظاهرة ثم قدمت الممثلة الهاوية آمنة غرسلي مونولوغ «انفرا روج»من اخراج سيف الدين الاديب وكان بمثابة بوح مسرحي يسرد وجع فتاة رحل والدها..

و تم اختتام فعاليات الافتتاح بعرض كوريغرافي بعنوان» لا مفر»لامال العويني واستمتع الحضور بالاداء الراقص لهذه الفنانة الشابة التي اثبتت جدية مواهب الشباب في مدينة بنزرت في انتظار ان ينهض مركز الفنون الركحية والدرامية الناشئ بالمنطقة بتأطير وصقل تلك المواهب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115