عرض «يوفا» لنصر الدين الشبلي ضمن أيام قرطاج الموسيقية: حلــم تــونسي جـديـد

حلم اخر يولد كبيرا، حلم جديد بالتجديد في الموسيقى الشعبية التونسية والعمل على الترويج لايقاعاتها والبحث المتواصل في ايقاعات واصوات اخرى

تنطلق من المحلي الى العالمي، حلم اخر يخوضه الجريء نصر الدين الشبلي لتقديم تجربة موسيقة جديدة تحمل اسم «يوفا» وتغوص هذه المرة في التراث الاثيقاعي الصوفي.
«يوفا» عرض موسيقي بتلوينات فنية والات ايقاعية جديدة، تجربة اخرى تنزاد للمشهد الموسيقي التونسي قدمها نصر الدين الشبلي عاشق الايقاعات مع المعلم عبد المجيد سيالة عازف المزود ومحمود لحبيب وببوشة وغازي غريبي وصالح طرابلسي ونبيل ورغي وسيم زقية تجربة موسيقية تونسية الروحية عالمية الهوى شعبية الايقاعات.

الايقاعات سيّدة الموسيقى
مبدع مختلف، يصرّ على النجاح والبحث في الايقاعات الشعبية التونسية وتقديمها الى الجمهور، فنان متمسك بحلمه ويسعى الى تحقيقه وايصال نوتات شعبية تونسية ويمزجها بموسيقى عالمية ليمتع الجمهور، فهو يدعوك حينا الى استرجاع لحظات الحنين وما تختزنه الذاكرة من ذكريات الطفولة ورائحة المدن العتيقة و»الحوم الشعبية «من خلال موسيقاتها ويرحل بك احيانا لتتجوّل في ربوع موسيقات العالم بكل تلويناتها واختلافاتها ليصنع بالموسيقى عالما يمثّله عالم تكون فيه موسيقى الالات الايقاعية سيدة المكان والحلم هكذا يقدّم نصر الدين الشبلي موسيقاه وتجاربه الفنية من فلاقة1 وفلاقة2 الى عرضه الاخير «يوفا».
الطبل الكبير سيّد المكان،سيد الموقف والموسيقى، تلك الالة الايقاعية تكون عنوانا للعرض وليست رديفا وسندا للالات الايقاعية، لدقائق يعزف نصر الدين الشبلي على الطبل لتكون الدخلة بايقاع الفزاعي ليعلن عن انطلاق عرض «يوفا» ومعه رحلة موسيقية متجددة في موسيقى الايقاع.

الطبل عنوان العرض سيّد الحلم والفنّ معه انطلقت احلام الفنان في الموسيقى ولازالت بحوثه الموسيقية متواصلة بخصوص موسيقى تلك الالة القديمة جدا قدم التاريخ، فالطبل الكبير عنوان للفرحة وموسيقاه عنوان للصخب والقوة ايضا،

الطبل تلك الالة المقدسة في الحضارات القديمة، الالة التي كانت تقدّس كما الالهة ويجعل لها حرّاس دائمون يحرسون حصون موسيقاها المنيعة نجد اليوم موسيقيين ومختصين يحرسونها ويعترفون بدور الالات الايقاعية في الموسيقى وضرورتها وقدرتها ان تشكل عرضا موسيقيا مميزا ومتكاملا وفي «يوفا» يكون الموعد مع الة الطبل التي يفتتح بها نصر الدين الشبلي عرضه الجديد ثم تتوزع النوتات والموسيقات بين بقية الالات الايقاعية مثل «البندير» و«الدربوكة».

الجديد في عرض يوفا الة «القصعة» أو hang drum الالة الايقاعية التي صوتها مختلف مميز يشبه كثيرا الموسيقى التقليدية لدول اروبا الشرقية.

تماهت الايقاعات والنغمات التونسية الشعبية مع موسيقات من العالم انبعثت من الدرامز والقيثار باص فكان مزيجا موسيقيا ايقاعيا جديد ومميّز يجمع الشعبي التونسي وموسيقى الاندر جراوند، مزيج ممتع يدغدغ الذاكرة ويدعو المتفرج إلى الانخراط في حفلة رقص شعبي تونسي، وفي «يوفا» يكون الصوت مختلفا ذلك التماهي العجيب بين الالات يصنع فرجة موسيقية مختلفة تمتع الاذن وتكون بلسما للروح والجسد معا لتكون التجربة الجديدة مختلفة وناجحة لفنان يؤمن بأن للموسيقى الشعبية التونسية قدرة على منافسة موسيقات العالم وتجاوز الحدود الجغرافية لتونس.

«يوفا» الموسيقى الصوفية بتوزيع متجدد
تجربة جديدة، ايقاعات الطبلة يرادفها صوت القيثارة والباص، موسيقى شعبية تونسية تصنع مجدها الة المزود التي عزفها المعلم عبد المجيد سيالة والتي تتماهى مع نوتات الدرامز وايقاعاتها الصاخبة، صوت القصعة يكون لينا كانه الوتر الرقيق الجامع بين التلوينات الموسيقية المختلفة العوالم.

«يوفا» تجربة موسيقية جديدة لنصر الدين الشبلي المختص في الايقاعات، بعد فلاقة1 وفلاقة2 التي بحث فيها الشبلي في الاغاني ذات البعد الوطني ثم اغاني الحب والغزل يكون موعد الجمهور في «يوفا» مع الاغاني الصوفية الاغاني التي تتغنى بالاولياء الصالحين وقدراتهم الخارقة بنوتات جديدة و»صوت» متجدد يبحث فيه الشبلي بطريقة متواصلة.
على ركح مسرج الجهات كانت الانطلاقة الموسيقية تونسية الروح والكلمة قبل الرحيل في عالم الموسيقى الصوفية ليقدم الثنائي عبد المجيد سيالة ومحمود لحبيب اغاني «يا سيدة» و سيدي محرز اه يا رجالة» و»نعطيك برية» و»نورو سباني» و»جاني منامي و»هيا يا بابا» اغان تغنت بالسيدة المنوبية وسيدي محرز وبولبابة وبوسعيد الباجي وغيرهم من رموز الحركة الصوفية التي ميزت الزويّ ثم الاغاني الصوفية التي يحفظها الصغار ويتداولونها جيلا بعد جيل، الجديد هو التوزيع وتقديم هذه الاغاني بصوت موسيقي جديد، موسيقى تمتزج فيها نوتات الاندرجراوند مع آلتي المزود والبندير لتقدم لونا موسيقيا مختلفا.

«يوفا» عرض موسيقي جديد على كل المستويات صوتا وموسيقى وتوزيعا وألحانا، وفيه أشياء لم تطرق إلى اليوم في لون معاصر وقراءة موسيقية جديدة، وهذا المشروع قابل للتوزيع والترويج،كما يقول صاحبه نصر الدين الشبلي، في «يوفا» المجموعة الموسيقية قليلة العدد فقط 8 عازفين على عكس العروض السابقة التي كانت تضمّ عددا كبيرا وقد يكون الهدف من تقليل العازفين القدرة على التجوّل بالعرض وتقديمه حتى لا تسقط المجموهة في هوّة «عدم الحضور في المهرجانات» بتعلة العدد الكبير للعازفين وعدم قدرة المهرجانات على شراء العرض.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115