قبل الافتتاح : عرض «حدائق تتكلم» لتانيا الخوري: حين يكون جسد الفنانة صوت الشعوب

جسدها فكرة، وافكارها لا تموت، جسدها وعاء للانسانية ووسيلة للخوض في شؤون الداخل والخارج ومطية للدفاع عن حقوق الانسان وتسليط الضوء

على بشاعة الانظمة المستبدة في ظلمها لشعوبها، من خلال حركات جسدها سيتعّرف الجمهور التونسي على جزء من معاناة السوريين ابان الثورة.

فهل لك ان تتخيل ان حديقتك ستصبح مقبرة؟ هل بامكانك ان تعيش في منزلك وان تعرف انه يضم جثث اهلك وذويك كيف ستتعامل مع حديقتك وهي تخفي تحت تربتها اجساد من تحب، اولئك الذين قصفتهم الحرب واضطرّ الاهالي إلى دفنهم في منازلهم؟ ماذا لو تكلمت الحدائق الخاصة والعامة وأخرجت من جوفها قصص المدفونين فيها؟ ماذا لو صرخت الحدائق وحادثت الجمهور بحكايا وجع شباب انتفضوا على الاستبداد فقتلوا ودفنوا سرا في حدائق البيوت؟ اسئلة عديدة تطرحها الفنانة تانيا الخوري انطلاقا من فكرة اللجوء والموت في عملها «الحدائق تتكلم» الذي سيكون يوم الجمعة4اكتوبر في افتتاح تظاهرة دريم سيتي في المدينة العتيقة بتونس.

«طالما كنتُ أتصوّر أننا إذا وضعنا آذاننا على الأرض، يمكننا أن نستمع إلى قصص المفقودين» هكذا تقول تانيا الخوري عن فكرة العمل، العمل الذي ينطلق من وجع السوريين وينقل بطريقة فنية تعتمد على التفاعل المباشر مع الجمهور قصص المفقودين ويكون جسد الفنانة وعاء يحمل حكاياتهم ووجعهم واسئلتهم التي لن يجدوا اجابات عنها وأحلام لو أمهلهم الموت القليل من الوقت لاستطاعوا تحقيقها.

«الحدائق تتكلم «عمل تفاعلي انطلقت فكرته اساسا من تعليقات وكتابات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص الحدائق التي اصبحت مدافن ومنه انطلقت تجربتها والسؤال المستمر كيف يصبح المنزل مدفنا؟ كيف يكون الموت جزءا من الحياة اليومية ويفتك بجانب من معاني الحياة؟ قبل ان تنطلق عملية البحث الميدانية ومقابلات بعض العائلات التي غادرت سوريا الى لبنان وعائلات سورية اخبروها عن الحدائق التي اصبحت مدافن.

«حدائق تتكلّم» عرض تفاعلي تصطحب تانيا الخوري المُشترِك في العرض إلى سراديب الحرب في سورية وتبعاتها على حياة الناس؛ إذ يتناول العمل عشر قصص لسوريّين قُتلوا مع بداية الانتفاضة ضدّ النظام، واضطرّ أهلهم إلى دفنهم سرّاً في حدائقهم المنزلية أو في حدائق عامّة لأسباب عديدة، من بينها عدم قدرتهم على الوصول إلى المقابر، أو بسبب استهداف وقصف الجنازات من قبل النظام» كما كتب في العربي الجديد بعد عرض حدائق تتكلم في نيويورك.

وتانيا خوري لبنانية الجنسية تعمل بين لندن ولبنان، فنانة تنتمي أعمالها إلى الفنّ التفاعلي أو الحي، وقد حقّقت من خلالها نجاحات محلّية ودولية. إنها أعمال يمكن الاشتراك فيها ولا يمكن، غالباً، اقتناؤها أو جمعها وتكديسها في بيوت الأغنياء أو المتاحف كما كتبت الصحافة البنانية، في هذا السياق، تقول أنها تحرص على أن يكون هناك نتاج يمكن استخدامه للمصلحة العامة من قبل نشطاء أو صحافيّين أو أشخاص عاديين، حتى بعد انتهاء العرض.هي فنانة ملتزمة بقضايا الشعوب ومشاغلها في الداخل اللبناني وخارجه، امرأة تؤمن بقدرة الفن على التغيير لذلك قدمت أعمالا تسلط الضوء على بؤس السلطة على غرار «السباحة في مياه الصرف الصحي» و«فنانين أحياء في المسرح» و«سيناريو الثورة المتنازع عليها» وحدائق تتكلم الذي سيعرض في دريم سيتي وهو عرض لاقى نجاحا عالميا قبل ان يحط رحاله في تونس، وتانيا الخوري فائزة بجائزة الإبداع الفن الحي في فنلندا وهي الجائزة الوحيدة دوليا المتخصصة في الفنون الحية.

ودريم سيتي تظاهرة مفتوحة على فنون الشارع، تظاهرة تخرج المدينة العتيقة من صمتها تدخل الى منازلها المغلقة لتحتلها ثقافيا وتبعث فيها اشعاع الفن والابداع، تظاهرة موجهة الى المواطن اغلب العروض تعبر عن شواغله وافكاره هي تجربة فنية مختلفة يردد صداها في المدينة العتيقة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115