Print this page

بعد أكثر من 20 عاما من الغياب عن قائمة اليونسكو: هل تعيد جزيرة جربة تونس إلى التراث المادي العالمي؟

لئن كانت تونس «هبة المتوسط» فإن جربة هي مدينة التعايش وجزيرة الأحلام التي لا تنام وواحة الجمال والخيال...

ما بين البحر والصحراء، تمسك جربة الساحرة بأسرار حضارة تجاورت فيها الأديان في سلام وتعايشت فيها المذاهب والشعوب في أمان لتبقى عنوان التنوّع والتعدّد والتحضر.

قدمت مؤخرا اللجنة الفنية لإعداد الملف العلمي لإدراج جزيرة جربة ضمن التراث العالمي النسخة الأولية للملف وذلك خلال يوم إعلامي نظمته جمعية صيانة جزيرة جربة بإشراف وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين.

أكبر جزيرة في شمال إفريقيا على أعتاب اليونسكو
بفضل تجذّر موقعها التاريخي والجغرافي وأهمية مكانتها الحضارية والثقافية، فقد تمّ ترشيح جربة -باعتبار أنها أكبر جزيرة في شمال إفريقيا- منذ سنة 2012 ضمن القائمة التمهيدية أو القائمة الأولية لمواقع التراث العالمي. ولكن بقي الملف قيد الانتظار ليتأخر تسجيل أي عنصر من عناصر التراث المادي لسنوات طويلة. فمنذ 22 سنة، غابت تونس عن قائمة التراث المادي حيث كانت مدينة دقة من ولاية باجة آخر ما تم تسجيله في قائمة اليونسكو سنة 1997.

بعد أن نجحت تونس في تسجيل عنصر المعارف والمهـــــارات المرتبطة بفخار سجنان في قائمة التراث اللاّمادي في العام الفارط، تستعد بلادنا إلى تقديم ملف جزيرة جربة لتكون ثروة أخرى مرشحة للحفظ والصون في سجل التراث العالمي المادي.

تقديم ملف جربة في نوفمبر 2019
وقد قدمت هذه الأيام اللجنة الفنية لإعداد الملف العلمي لإدراج جزيرة جربة ضمن التراث العالمي النسخة الأولية للملف الذي ضم أكثر من مائتي صفحة ورقية أتت على مختلف التفاصيل المنهجية والتقنية والفنية والعلمية... قصد التحاور والتشاور وإبداء الرأي.

ومن المنتظر أن يعرض ملف إدراج جزيرة جربة في نسخته الأولية على أنظار اليونسكو في موفى شهر أكتوبر القادم لاطلاع ورفع الملاحظات قبل تقديمه في صيغته النهائية في شهر نوفمبر 2019.

وفي انتظار إدراج جربة بقائمة التراث العالمي كاعتراف دولي بها تحت يافطة عاصمة التعايش الحضاري والتجاور الديني، تنتظر مواقع أثرية عديدة ومدن تاريخية أخرى دفع ملفاتها للحاق في قائمة اليونسكو على غرار شبكة قنوات مياه زغوان و مدينة صفاقس والموقع الأثري شمتو بجندوبة...فهل ستجد طريقها إلى أبواب التراث العالمي؟

المشاركة في هذا المقال