«تراكن المدينة» في مدنين: ويتواصل الحلم والمقاومة بالفنون

يقاومون التطرف والتطرف العنيف بالفنون، يرتفع صوت الموسيقى لكسب ثقة الجمهور وتصرخ الحناجر بالفنون للدفاع عن قضايا المرأة العاملة

وحقوقها وتتدافع الكلمات تكتب افكار الاطفال وترسم احلامهم امام المجتمع والدولة، هناك يحلمون ويكتبون احلامهم في شكل تلوينات فنية تناصر الانسان وتنتصر لحقوقه وكرامته، احلام باتت تضيء «تراكن المدينة» واحياءها.
وتراكن المدينة مشروع ثقافي يحط الرحال في هذه الفترة في «منزلة مقر» ببني خداش بعد جولة في احياء مدنين، وهو مشروع ثقافي حقوقي نتج عنه تجارب فنية مميزة كما انّ التراكن ولد من رحمها فضاء مخبري جديد هو «مخبر الفن» الذي سيفتتح ابوابه قريبا في مدينة مدنين. وشعار القائمين عليه «لأننا نؤمن بأن الثقافة شعبيّة أو لا تكون ، إخترنا الهامش ونستمر».

التراكن تشع ابداعا وحقوقا
تركنا تراكن فن، تراكن تراكن للابداع، تراكن المدينة فضاء للفنون للمسرح للموسيقى ولتفعيل فكرة ثقافة القرب ولا مركزية الثقافة، فالتراكن والازقة والاحياء باتت في مشروع «مخبر الفن» فضاء لتلوينات الحياة ينشرون فيها ثقافة الحياة انطلاقا من ايمان مجموعة من مثقفي مدنين بضرورة ارساء ثقافة القرب ثقافة الاحياء والازقة.
وعن مشروع تراكن فن يقول خالد اللملومي ان الهدف من المشروع تاسيس لمفهوم ثقافة الاحياء من خلال خلق شراكات مع مختلف مؤسسات الدولة الى جانب المنظمات الوطنية والدولية التي تعمل على مقاومة التطرّف والتطرّف العنيف ومكافحة الفساد والجريمة من خلال الفنون، واكد محدثنا ان المشروع يقطع مع الاحتفال المناسباتي داخل القاعات المغلقة التي تضبطها بروتوكولات لم تعد تستهوي نسبة كبيرة من الفئات التي يستهدفونها اي الشباب (خاصة العاطل عن العمل) و الاطفال والمرأة ويؤسس لمفهوم الثقافة البديلة والحقيقية التي تنطلق من المواطن واليه تعود.

تراكنا، تراكن للفن، مشروع ثقافي وحقوقي مشروع يدافع عن حقوق الانسان بالثقافة، يكتب هواجس المواطنين بالفنون، في تراكن الفن يكون النشاط متنقلا في فضاءات عديدة جميعها مفتوحة للمواطن، اينما كان الجمهور يذهب اليه محمّلا بـ«حسّ» الموسيقى من خلال «حس التراكن» حيث تكون الموسيقى الوسيلة لرفع الوعي بالتعددية والتنوع الثقافي والتسامح ويخصص نشاط هذه الورشة لتقديم موسيقى تعترف بالحوار بين الثقافات والتماسك الاجتماعي، في التراكن يكون «السلام والكلام» عنوانا للكلمة الصارخة ضد كل اشكال الاستغلال والعنف.

تراكن مدينة عاشت على وقع الفنون منذ اشهر، مشروع يكون فيه لمسرح الحوار حضوره ودوره من خلال انجاز عروض مسرحية تفاعلية تعرف بمشاكل المدينة او الحيّ والبحث عن حلول من خلال المسرح.

ولانّ احياءنا تحتاج الكثير من الحب وتحتاج الوانا لتبدو اجمل ويقبل عليها ابنائها للتراكن «تخربيشة» تميزها وهو لقاء الريشة واللون، تجربة تعطي الفرصة لابناء الاحياء ليرسموا ويزينوا حيطان احيائهم ومينتهم ويبعثوا فيها الحياة وسط عتمة الابيض المائل الى الصفرة الذي نراه في كل شوارعنا.

التراكن حلقة من سلسلة الحلم المتواصل
تراكن الفن مشروع ثقافي حقوقي، مشروع يوجه الى الفئات المهمشة والمنسية في ربوع مدنين، مشروع يقرّب الفعل الثقافي للاحياء المهمشة التي لا يعرف سكانها دار ثقافة او قاعة سينما، تراكن الفن مشروع ثقافي هو فكرة للبناء والتغيير انطلق منذ اشهر ليصبح اليوم مخبرا للفنون، مخبر تولد داخله تجارب ابداعية تدافع عن حقوق التونسيين في الثقافة وتدافع عن حقوقهم الشمولية بالمسرح والسينما والموسيقى.

«التراكن» فكرة للمقاومة المستمرة، مقاومة للشح الثقافي في مدنين، مقاومة «الشهيلي» الذي اتعب الاجساد لكنه لم ينهك الارواح الحالمة، والمخبر سيكون مساحة للقاء والتخابر واقتراح تجارب فنية جديدة في جهة مدنين على حد تعبير المسرحي خالد اللملومي.
ويضيف محدثنا ان مخبر الفن ليس فقط شركة بل مشروع يطرح رؤية تشاركية للجهة تنطلق بالاساس من تجارب حية لمعاناة المواطنين في الاحياء و الارياف و من خلالها نخلق رؤية جديدة تمش جديد يقتضي مراحل معينة بعيدة على منطق تنشيط الاحياء والمهرجانات النوفمبرية.
والمخبر سيضمّ قاعة اجتماعات ومكتبة رقمية للمراجع الادبية والفلسفية ومن خلالها سيتم بعث نواة للدراسات القائمة على الظواهر الاجتماعية والثقافة الموجودة في مدنين ويشرف عليها اساتذة مثل يوسف بن موسى وطارق غزال وسيفتتح المخبر في شهر سيبتمبر.

وخالد اللملومي مسرحي من بني خداش مدنين هو فنان يحلم بالتغيير وارساء ثقافة بديلة تنطلق من المواطن، مسرحي قاوم التصحر الثقافي وكان فاعلا في مجموعة من الافكار الناقدة والصارخة، ليكون مخبر الفنون حلقة اخرى من حلقات الحلم المتواصل ذلك الذي ولد منذ اعوام بمحاولة لفتح قاعة سينما مدنين (التي سبق وان وعد الوزير الحالي بافتتاحها يوم دشن ساحة الفنون التي اصبحت باركينغ مميز)، ثمّ افتتح فضاء الحوش الثقافي بعده تواصلت التجربة وعملية الخلق ليكون الوليد الجديد مخبر الفن، وعن اصرارهم على التمسك بالجهة رغم كمّ من الجحود يقول اللملومي «نحن نعمل لجهتنان ونحلم لتصبح مدنين مدينة تزينها العدالة الاجتماعية ويكسوها الفرح الثقافي الحقيقي رغم «الشهيلي» مدينتنا ستغري عشاقها بالوانها وهواجس شبابها وانتمائهم لثقافة الحياة».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115