افتتاح الدورة 3 لمهرجان «راس انجلة» ببنزرت: لا نكتفي بالحلم لكننا نسعى إلى تحقيقه

تجربة مختلفة، تجربة شبابية تؤمن بالاختلاف وتقبل على البديل لتقدمه الى المتفرج وتصنع منه فرجة تتكامل فيها كل عناصر الابداع،

فضاء آخر للحلم والابداع ، شمعة أخرى تنضاف الى المشهد الجمالي لبنزرت عنوانها مهرجان راس انجلة الذي أوقدت شمعة افتتاحه في الميناء مساء 22 أوت 2019.
في فضاء غير الفضاء كان اللقاء الافتتاحي لقاء وزع فيه الياسمين احتفالا بانجاز المهرجان الذي انتظره الجمهور طويلا وتاجل عدة مرات لعدة اسباب واليوم ترى فعالياته النور لتنطلق شرارة الابداع في ميناء بنزرت والميناء القديم ثم تم التوجه الى اقصى نقطة في شمال افريقيا راس انجلة للاستمتاع ببهاء الطبيعة وجمال الموسيقى والفكرة التي لا تموت.
صابرين الجنحاني:

تجربة موسيقية مختلفة وممتعة
كلمات تخترق القلب، كلمات عن الحب والوطن، كلمات اغانيها تكتبها بنفسها تنفث فيها عصارة الوجع والحب، تونسية عشقت الموسيق وشغفت بها إلى حدّ الوله فاختارتها مطية للحلم والتألق وفي ظرف وجيز صنعت لنفسها طريقا قد تكون مختلفة وعرة لكنها واصلت فيها بكل الحب فالحب زادها للإبداع وللنجاح.
صابرين الجنحاني التي عرفها الجمهور التونسي مع تجربة «يوما» تعود إلى الجمهور بمشروع البوم غنائي جديد، «من هنا» بدأ الحلم ومن «هنا» بدأت تفاصيل العشق والجمال «من هنا» انطلقت شرارة الابداع و من «هنا» هو عنوان إحدى الأغاني التي يضمها مشروعها الجديد «زي».

«زي» هو المشروع الموسيقي الجديد لصابرين الجنحاني، هو اسم الالبوم ايضا، او ميني البوم قدمته في جانفي 2019 ويضم اربعة اغان هي «ميسرة» و«داويتني» و«سرك في بير» و «من هنا»، و«زي» كلمة تونسية الروح والمنشإ بمعنى «الفردة» أو «الخرص» وتعني ايضا الواحد وربما هو توجه صابرين الجديد للغناء «زي» بعد ان كانت «ازواز» (اثنين).
نسمة بحرية تنعش الروح، هواء نقي وانعكاس الضوء على الماء يصنع لوحة فسيفسائية تسر الزائر وتزيد الفنان بهجة، بلباس اسود بسيط اعتلت الركح في ميناء بنزرت يصحبها عاشق الكونترباص ماهر القروي وساحر القيثارة ايوب الرقيق، عازفون وفنانة صنعوا متعة جمهور اقبل لاكتشاف الموسيقى البديلة وهو شعار المهرجان.

تماهت الموسيقى الرقيقة مع الكلمات، اغانيها تكتبها وتقوم بتلحينها وغنائها فتكون الكلمة صادقة تخرج من قلب عاشق لما يقدم، عن الحب غنت «تداويني» وغنت «فلوكة» ليصحبها الجمهور في رحلة عشق، رحلة تجمع حبيبين في بحر الحب و«فلوكة» العشق تبحر بهما، فتكون الموسيقى هادئة حينا لتعبر عن صفاء البحر وهدوء موجه واحيانا تصرخ القيثارة بنوتاتها الصاخبة فيشتد هيجان البحر الحب، بحر مخيف لكنه ممتع متعة الموسيقى، من المعجم البحري الى الفلاحي وكأننا بالفنانة تجوب بكلماتها ربوع هذا الوطن من فلوكة الحب الى «الميسرة» وهي الكلمة التي يطلقها الفلاح عادة عن موعد موسمه الفلاحي و«صابة» الغلة التي تنتظر القطاف كذلك في الحب «ميسرة» للجمال للحياة للسحر ولضحكات العاشقين الصادقة وكما الشمس تحرق وجه الفلاح كذلك شمس الحب تحرق قلوب العشاق قبل ان تطفئها برودة العشق.

صابرين جنحاني فنانة شغفت بالموسيقى تكتب كلمات تخترق القلب تتماهى مع موسيقى القيثارة فتصنع موسيقى شبابية ممتعة، فنانة شغفت بالفن ومنذ 15عام بدأ يراودها حلم ان تكون فنانة فمزجت الفن التشكيلي بالموسيقى وانطلقت في تجربة ممتعة، كلماتها تعبر عنها وتنطلق منها وللوطن غنت في ميناء بنزرت «من هنا» ونقلت بكلمات لذيذة ما يعيشه كل تونسي يوميا من صراع بينه وذاته حول مغادرة البلاد من عدمها لتصرخ ان انا تونسية وباش نبقى تونسية، نغني بالتونسي ونتكلم بالتونسي» وللجمهور المختلف فتحت صابرين قلبها واجنحة الحلم ليرافقها محبو الموسيقى الى عوالمها الخاصة التي تزينها نوتات متمردة.

الموسيقى البديلة عنوان للاختلاف
ليست للحلم حدود، ليس للموسيقى حاجز او حد، هي مسيرة اللامتناهي سيرة تتجاوز الزمان والمكان، وفي مكان غير المكان كان اللقاء الذي انتظره ابناء المدينة بشغف بعد تغييرات عديدة في موعد مهرجان راس انجلة ببنزرت
الذي ينظمه نظمه كل من معهد موسيقى الزهراء والمركز الثقافي للشمال «الماجستيك» في بنزرت وجمعية الثقافة البديلة «ضجة» بدعم من تفنّن التي تسعى الى ديمومة المهرجان فتفنن تدعم الديمومة حد تعبير السيدة مريم سيالة.
لقاء كان في حفل الافتتاح مع صابرين الجنحاني التي قدمت البومها «زي» لقاء ممتع مع جمهور انتظر بشغف الاطفال المهرجان، الذي تاجل كثيرا مرة لقلة الدعم واخرى لاشاعة وفاة رئيس الجمهورية ثم الحداد بعد وفاة رئيس الجمهورية وأخيرا انجز المهرجان وافتتحت فعالياته رغم اخبار وتحذيرات المعهد الوطني للرصد الجوي بنزول امطار وزوابع رعدية في المناطق الساحلية لكنهم اصروا على انجاز المهرجان وكانت انطلاقته عنوان لارادة قوية على النجاح.

مهرجان راس انجلة في دورته الثالثة هو تظاهرة ينجزها شباب عاشق للفن ومؤمن بحق الجميع في الثقافة، مهرجان يقبل على الموسيقى البديلة للتعريف بالتجارب البديلة المختلفة وتقديمها الى الجمهور، لا ينتظر المهرجان مجيء الجمهور بل يذهب اليه ليقدم في الميناء القديم ببنزرت باقة من اجمل العروض التي تلامس كل الموسيقات العالمية والمحلية.راس انجلة ليس تظاهرة بل هو مشروع يسعى الى الديمومة حسب تعبير ضياء فالحي مدير الدورة الحالية، مشروع يؤمن بالموسيقى الشبابية ويسعى الى تقديمها في ركح مميز وظروف محترمة، مشروع يشرف عليه الشباب ويسعى إلى تكريس لامركزية الفعل الثقافي في كامل بنزرت هو فكرة ولدت لاضفاء فعل ثقافي حقيقي في الجهة تجلى من خلال الكرنفال الذي اشرف على انجازه المبدع محمد بركاتي كخطوة لتأسيس فكر ثقافي شبابي جديد وبعيد عن السائد.

في ميناء بنزرت الذي فتح ابوابه للزوار بعد اشغال عديدة كان اللقاء الافتتاحي لمهرجان ولد يحمل افكارا بالتميز افكار بالتجديد، مهرجان تقوده جذوة روح الشباب الساعي الى النجاح وتكسير النمطية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115