لكل الحالمين تفتح قلبها لتخبره باسرارها وحكاياها تحدثه عن جمالها عن تاريخها عبر نوتات موسيقية مختلفة في رحاب مهرجان الجاز.
الذي تتواصل فعالياته لليوم الثاني، مهرجان تلبس فيه المدينة اجمل حلة، تتزين عروس الشمال لتستقبل مريدي المهرجان وفي اليوم الثاني كان اللقاء مع موعدين موسيقيين الأول مع علياء السلامي والثاني مع فرقة من النمسا وبين نمطين ولونين موسيقيين مختلفين كانت الرحلة.
علياء السلامي تمتع جمهور طبرقة
تونسية اختارت موسيقى أخرى صنعت لنفسها مسيرة فنية تميزها، التونسية علياء السلامي اختارت موسيقى الجاز فلمع نجمها وأبدعت على ركح البازيليك الساحر، هنا طبرقة عروس الشمال ودرة سياحية استثنائية تفتح حضنها للحالمين والباحثين عن متعة فنية في مهرجانها الدولي للجاز الذي عاد ليشع على المدينة ويخرجها من صمتها ويزيدها صخبا وحياة.
علياء السلامي أمتعت الجمهور بمقطوعات وأغاني بعضها يعرفها الجمهور وأخرى مرتجلة، عازف الساكسوفون التونسي ياسين بولعراس أبدع على تلك الآلة الممتعة، ياسين بولعراس العازف المتميز المبدع الذي صنع «العجب» بالة الساكسوفون تميز وتالق ، نوتات الساكسوفون تشجع المتفرج ليغمض عينيه في سماء طبرقة ويرحل بعيدا عن الواقع ويصنع عالما جميلا جمال طبرقة، جنون الباص التي يعزف عليها وسيم بن رحومة وقيثارة قيس بولعراس صنعا الفارق لتتشكل الملحمة الموسيقية التي أرادتها علياء السلامي «حلمة» جميلة في حضن البازيليك.
ملحمة موسيقية ممتعة ومغرية هادئة حينا هدوء طبرقة وجامحة أحيانا جموح أبنائها في دفاعهم عن مهرجانهم ومدينتهم، موسيقى تجمع الجاز بالبلوز مع نوتات عصرية هادئة تكتب أجمل ليال الحلم في طبرقة.
الفرقة النمساوية وصخب الموسيقى
صاخبة هي الموسيقى ايقاعات مجنونة وجنون العازفين يلهب مدرجات البازيليك، الجزء الثاني من السهرة خصص للمجموعة النمساوية Anduze & The Parov Stelar Horns التي قدمت نوتات مجنونة، هم اربعة عازفين ومغني، عازف ساكسوفون وعازف تروبمات وكلافيي وقيثار باص ومغني، صنعوا المتعة للجمهور المتشوق للرقص ولصخب الموسيقى.
خمستهم مجنون بالموسيقى تفاعلوا مع جمهور طبرقة وعبروا عن اعجابهم بالمسرح المميز، نوتاتهم كانت سهرة ممتعة قدموا فيها باقة من أجمل أغاني الثمانينات في النمسا موسيقى صخبة ترحل بالذاكرة الى تلك الفترة تجولوا بالجمهور من خلال موسيقاهم ورحاب بلدهم وثقافتهم الموسيقية والاغاني التي قدموها فوحدها فالموسيقى رحلة لا تحتاج جواز سفر وقادرة على تجاوز كل حدود الممكن.
الضوء يصنع فسيفساء ممتعة، الضوء والسينوغرافيا زادا العرض سحرا وجنونا، على ركح البازيليك استمتعت الفرقة وأمتعت الجمهور العاشق لموسيقى الجاز، الضوء تماهى مع النوتات الصاخبة ليكتب جزءا من سحر اللقاء بين الجمهور والعازفين اللذين ابدعوا في تماهيهم مع موسيقاهم وكانوا اوفياء لسحر الموسيقى وجمالها.
المهرجان عنوان للسياحة الثقافية فهل من دعم اكبر
طبرقة هذه المدينة الهادئة التي تسحر كل من يزورها، طبرقة مدينة الفن مدينة الحياة وشوارعها المميزة، كل الطرقات تؤدي الى البازيليك، هنا البرج اعلى الجبل يحرس المدينة، في اتحاد الجبل بالبحر متعة غريبة ومناظر طبيعية ساحرة، طبرقة الفن، طبرقة المرجان فاغلب محولي الطرقات تجدك امام منحوتات لـ«كمنجة» أو «قيثارة» أو «ساكسوفون» فالمدينة باتت عنوانا لموسيقى الجاز حدّ ان باعة الاكسوارات التقليدية اغلب محلاتهم تحمل لافتة «طبرقة مدينة الجاز».
طبرقة مدينة تعود الى الفترة الفينيقية، هي تاباركا او مدينة الظلام والمرجان، المرجان الاحمر القاني الذي يزين جيد المرأة ويزين دكاكين باعة الذهب وباعة الحي التقليدي، هي طبرقة الهادئة مدينة الحب والموسيقى، طبرقة مدينة الجاز تعيش على وقع مهرجان الجاز في دورته السابعة عشرة مهرجان كان ميزة المدينة قبلة لكل مريدي الحياة.
مهرجان الجاز بطربقة الذي يحتضنه فضاء البازيليك مهرجان له تاريخه وبصمته في المدينة وكامل تراب تونس فهو عنوان لبريق المدينة ومع المهرجان يزداد جمال طبرقة التي تصبح قبلة لمحبي الموسيقى، مهرجان الجاز منذ السبيعينات كان ايقونة للجهة، عرف مشاكل عديدة وتراجع بريقه لكنه يعود هذا العام اكثر يعود ليفتك مكانته الطبيعية في المشهد الثقافي والسياحي بالجهة فالمهرجان عنوان لحركة سياحية نشيطة ومحبي وزائري طبرقة يكون لهم فرصة للمتعة الموسيقية، مهرجان الجاز يستحق ان يكون له مكانة افضل لانه وجهة للسياحة الثقافية فبالجاز يزيد التعريف بطبرقة وبمكوناتها السياحية والثقافية، المهرجان يستحق ان ترصد له ميزانية اكبر ودعم مالي اكثر ليكون في مصاف المهرجانات الكبرى، المهرجان ذو صبغة سياحية وثقافية وطبرقة وجهة للسياحة الثقافية فهل من مزيد الدعم لهذا المهرجان؟.
ياسين بولعراس عاشق الساكسوفون المتميز
ياسين بولعراس تونسي الهوى وعالمي الموسيقى، فنان مبدع صنع لنفسه مسيرة فنية مختلفة وتألّق على آلة السّاكسوفون تلك الآلة الغربية صنع من خلال نوتاتها المميزة طريقا مختلفة، ياسين بولعراس أبدع في حضوره مع علياء السلامي في مهرجان الجاز، فنان عشق آلة الساكسفون ونجح في اختيارها مطية للنجاح والتميز، تلك الالة الغربية تالق معها بولعراس وعزف بها إيقاعات السطمبالي وايقاعات تونسية مختلفة، تلك الالة الغربية أصبحت عنوانا للتميز تميز فنان تونسي اختار النجاح وصناعة مسيرته الفنية من خلال الآلات النفخية التي أبدع في ممارستها عزفها بعشق طفل لا يكبر وتميز ليصبح فنانا له حضوره في كل المحافل الدولية حضور باسم تونس التي تالق في تمثيلها موسيقيا.