اختتام مهرجان الحمامات الدولي: أمينة فاخت تعود إلى ركح الحمامات وتتألق كعادتها

صوتها قوي ومميز ولحضورها الركحي بهجته، لحضورها قوة مختلفة، هي «الديفا» كما يلقبونها، لها محبون ومعجبون في كامل

تراب تونس كلما قدمت حفلا تباع كل التذاكر فهي معشوقتهم وبهجتها وحضورها الركحي يقبل عليه الجمهور. امينة فاخت اختتمت فعاليات الدورة الخامسة والخمسين لمهرجان الحمامات الدولي في سهرة موسيقية ممتعة ومميزة، سهرة اشرفت عليها موسيقيا الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو محمد الاسود.
انتظرها الجمهور لساعات، منذ المساء وكان مسرح الحمامات مكتظا بمريدي امينة فاخت تلك التي غابت عن جمهور الحمامات لعشرة اعوام كاملة، في مسرح الحمامات لاوجود لمكان شاغر، المدارج مكتظة جميعها بالجماهير، الحماية المدنية سمحت باضافة عدد من الكراسي ليتمكن الجمهور الواقف من الجلوس ورغم ذلك ظل الكثير وقوفا لانعدام مساحات توضع فيها الكراسي، جمهور أمينة الوفي اقبل ليستمتع الى اغانيها ويستمتع بحضورها.

في تمام العاشرة والربع خرجت الفرقة الموسيقية الى الركح الذي توسطته سجادة حمراء للديفا، ثم تظهر أمينة الى جمهورها وسط هتافاتهم باسمها «أمينة ، أمينة» وهتافات باسم اغانيها، تحيّت أمينة جمهورها وجلست على ركبتيها لتكون التحية أصدق ثم انطلق العرض الساحر بأغنية «موعدنا أرضك يا بلدنا»، قبل دخول أمينة الى الركح كان هناك مناوشات كثيرة بين الجماهير بسبب «امان خليني نقعد» و «علاش نشري تسكرتي ونتمرمد» لكن دخول الديفا الى الركح جعل الكل يصمت ليتأمّل سحر حضورها المبهر.

أمينة فاخت التونسية صاحبة الصوت القوي، امينة كانت امينة على جمهورها أمينة على أغانيها التي يحفظها الجمهور كانت أمينة لطريقتها في الكلام وطريقتها في التعبير عن شوقها للركح وللجمهور امينة كانت امينة الى تماهيها مع الموسيقى وجنونها وصخبها على الركح، امينة الى الرقص وصناعة الفرجة مع متعة الصوت فكانت مسك الختام وبامتياز كانت كما العنبر الليل الذي فاح في المكان فزاد المسرح سحرا.

«لساعتين ونصف من الزمن غنت امينة، اطربت وامتعت، الجمهور طلب مجموعة من الاغاني والفنانة لبّت طلبات جمهورها وغنت «اسالوا قلبي وعيني» و»سلطان حبك» وغيرها من الاغاني التي يحفظها الجمهور ويرددها اكثر من الفنانة، لساعتين ونصف من الابداع من الاختلاف من الق فنانة لا يخفت وبريق لا ينطفئ جنون امينة يصنع الفارق دوما، غابت لعشرة اعوام وحين عادت لتغني وجدت جمهورها وفيا ينتظرها بشغف طفل صغير فامتعته باجمل اغانيها وشاكسته بطريقتها المختلفة لتكتب على ركح الحمامات ليلة من الابداع والجنون الفني الذي تصنعه امينة على الركح.

الفرقة الوطنية للموسيقى عنوان للتميز
عرض موسيقي مميز ومتميز كعادتها ومنذ عودتها الى المسرح تغني امينة صحبة الفرقة الوطنية للموسيقى التي يقودها المايسترو المتميز عازف المنجة محمد الاسود، في كامل جولاتها الموسيقية والفنية اثبتت الفرقة انها تضم خيرة من مبدعي العزف في تونس مجموعة متماسكة فنيا ومتناسقة فكريا وجماليا، الفرقة الوطنية للموسيقى تضم خيرة مبدعي هذا الوطن، مجموعة من المتميزين جمعهم حب الموسيقى وزادهم سحر المايسترو وقدرته على التسيير القا ونجاحا.
الفرقة الوطنية للموسيقى تقدم اجمل العروض واجود النوتات والمعزوفات تبهر المتفرج بكل ذلك الالق والوحدة بين العازفين وفي عروض امينة يكون التميز دوما للمبدع عازف الناي حسين ميلود ذلك المختلف الذي يتعامل مع الناي كطفل صغير يلاعبه ويداعبه ليخرج من قلبه اجمل النوتات، حسين ميلود من امهر عازفي الناي في تونس ولحضوره دوما الفارق لانه يعشق موسيقاه.

ملكة عويج ورثت قوة الصوت وكثير من الحظ
بعد اعوام من الغياب عادت امينة فاخت العام الماضي الى المسارح واستقبلتها جماهيرها بكل الحب والشغف امينة الديفا التي أقبل عليها الجمهور منذ عرضها الاوّل في العام الفارط اصطحبت معها ابنتها ملكة عويج للغناء، ملكة سبق وان ظهرت في منوعة تلفزية ولها اغان على اليوتيوب (اعادات لاغان فرنسية وانقليزية واغنية نغير عليك لمجوعة يوما)، ملكة غنت «الصبابة ولاو باندية» في اول ظهور على ركح الحمامات وشاركتها والدتها في اغنيتة جاك بريل «Ne me quitte pas» وعادت في جزء ثان غنت فيه اغنية فرانسيس كابريل «je l’aime à mourir»، متابعي ملكة يقولون أنها ورثت قوة الصوت من أمينة فاخت، ولكن لو لم تكن امينة فاخت هل كان للشابة المبتدئة فرصة للصعود على ركحي قرطج والحمامات وركحي دقة والجم وكل المسارح التي غنت عليها أمينة منذ عودتها في العام الفارط؟

كراي البرادعي: شاب على الدوام لا يكبر
الصحفي كراي البرادعي من نقاط القوة والتواصل في مهرجان الحمامات الدولي لأنه المكلف بالتنسيق بين الصحفيين وهو المسؤول عن الحافلة، السيد كراي البرادعي عرف بدماثة أخلاقه وخدمته لكل الصحفيين الذين يتنقلون الى المهرجان عبر الحافلة، خدوم وبشوش يستقبل الجميع بابتسامته المميزة ويخبر الجميع أن المهرجان لا ينجح دون صحفيين ويحاول توفير ظروف تنقل مريحة لكل صحفي يريد تغطية فعاليات مهرجان الحمامات الدولي.

تقنيو المهرجان فنانون متميزون
يصنعون الفارق، لحضورهم قوة ومتى وجدوا اصبح المسرح اجمل والفرجة اكثر متعة،مهرجان الحمامات الدولي ليس فقط الفنانين الذين يؤمنون سهرات موسيقية ومسرحية وانما خلية نحل من امهر التقنيين في تونس تقنيي الصوت والاضاءة هم الجنود الخفايا للمهرجان جنود مواظبون ومنضبطون شعارهم العمل والنجاح، جنود يقودهم المبدع محمد الهادي بلخير المدير التقني للمهرجان وشعر mich وهو من افضل التقنيين ومبدع في مجاله ، محمد الهادي بلخير الذي يحول المسرح يوميا الى لوحة فنية تبهر الزائر وتغريه بالعودة من جديد ليكون نقطة ضوء مميزة في مهرجان الحمامات الدولي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115