من باريس الى تونس على القدمين: رضا الذيب يصنع آفاقه الخـاصة ...

تونسي مختلف، صنع مسيرته الفنية بذكاء، فنان يريد صنع الاختلاف وتاكيد ان الفن ابداع يطمح الى كسر الموجود وإرساء البديل في طريقة التفكير والتعبير،

اختار ان يكون معرضه الفني متنقلا، معرض اسمه «آفاق» وكم من افق جميل يشرق امامه يوميا في رحلته التي تستغرق سويعات بالطائرة لكنه اختار أن يسيرها على القدمين هو الفنان التشكيلي رضا الذيب الباحث عن التجديد دوما.

كما المحاربين القدامى اختار حفيد حنبعل أن يكون معرضه متنقلا، معرض يقوم فيه بتصوير كل تلوينات الجمال التي اعترضته منذ خرج من باريس في 2ماي الفارط إلى حدود وصوله إلى العاصمة تونس يوم 8 أوت فمدينة الحمامات يوم 10 ثم مدينته سوسة تحديدا حمام سوسة مسقط رأسه ليقدم معرضه الذي وثّقه طيلة اربعة اشهر كاملة من السير على الأقدام وملاقاة كل الاختلافات التي تصنع المبدع وتغذي ذاكرته البصرية.

من باريس انطلقت الرحلة لترسو في سوسة، من مدينة الانوار الى مدينة حضرموت كانت الرحلة، مسافة 3000 كلم قطعها رضا الذيب اذ غادر الفنان مدينة باريس في اتجاه مدينة سوسة منذ 2 ماي الفارط. هي مسيرة ساعات قليلة بالطائرة لكنه اختار ان تكون اشهرا ليكون معرضه اكثر ثراء واختلافا، فالعارض الماشي جسده محمل اللوحة للفن، والتجربة تصور همزات وصل تربط باريس بتونس.اذ يتبنى الفنان رضا ذيب همزات الوصل هذه بصفته يحمل الجنسيتين التونسية والفرنسية.

ويصل رضا الى تونس العاصمة يوم 08 أوت ليستكمل مراحل مشيه الأخيرة في مسقط رأسه سوسة مرورا بالحمامات يوم 10أوت . وفي مدينة سوسة يوم 13 أوت ، يستقبله رواق البيرو لعرض جزء من رحلته الشيقة. لكن العرض النهائي سيتخذ شكله المكتمل في شهر سبتمبر برواق المعهد الفرنسي بتونس.

الرحلة ليست لمجرد المتعة او «البوز» وانما لكشف همزات الوصل بين البلدين اوّلا ولاكتشاف مخزون ابداعي اخر في الطريق يقوم رضا الذيب بتوثيقه بواسطة هاتفه الذكي ويعيد تصوير آفاقها وخطوطها على مدى 107مراحل وهي المراحل التي استغرقتها الرحلة و في كل مرحلة يأخذ صورة للأفق المنشود عبر تطبيقة بوصلة تعمل بتقنية الواقع المعزّز ويرسل هذه الصور في الوقت ذاته الى المعهد الفرنسي بتونس في شكل بطاقات بريدية كذلك بفضل تطبيقة أخرى تتولى يوميا طباعة وتوزيع هذه البطاقات ثم تعرض بالتوازي. انها مجموعة الصور التي ستكون في النهاية الخط المتواصل «للأفق».

رحلة على الاقدام كان الهدف منها مدّ جسور التواصل بين الثقافة الفرنسية ونظيرتها التونسية هي ايضا تعبيرة من الفنان عن حنينه لوطنه الاول تونس كما انّ الرحلة كانت فرصة للتعرف على افكار أخرى وأشخاص آخرين شجعوا التجربة وامنوا بقدرة الفنون على التواصل مع الاخر، وفي كل الفيديوهات التي نشرها الذيب دعا المهاجرين الذين قطعوا الصلة باوطانهم الاولى الى تجديد تلك العلاقة وإحياء ذلك الحنين لانه ممتع.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115