على شواغل التلاميذ وهواجسهم، عام انجزوا فيه عددا من الأفلام التي ستعرض صبيحة اليوم غرة أوت 2019 في المركب الثقافي عبد القادر بلحاج نصر ببئر الحفي من ولاية سيدي بوزيد.
عام من العمل في مبيتات معتمدية الرقاب سيشاهد الجمهور نتائجها اليوم ليستمتعوا بأحلام الأطفال وقدرتهم على الإبداع بعد عمل أشرفت عليه الجمعية التونسية للحراك الثقافي ومجموعة من الأساتذة والقيمين المهتمين بالفعل الثقافي في إطار مشروع السينما في المبيتات.
حين يبدع التلميذ
تعلّموا كيف يمسكون الكاميرا، تعلموا التصوير وكتابة فيلم، تعلموا أبجديات الصورة والسينما في ظرف عام من الاجتهاد ضمن مشروع «سيني فوايي» الموجه لتلاميذ المبيتات في المدارس الإعدادية بمعتمدية الرقاب ومعتمديات أخرى من ولاية سيدي بوزيد واليوم سيكون اللقاء مع أفلام التلاميذ سيكون الموعد مع 8افلام من انجازهم من أفكارهم أو هي لبنة من إبداع تلمذي انطلق منذ سيبتمبر 2018.
وأشار رياض العبيدي المنسق العام للمشروع ان «سيني فوايي» يندرج في إطار برنامج «تركيز نوادي سينما قارة في المبيتات» الذي انطلق في شهر سبتمبر 2018، وأضاف العبيدي أنه تم تنظيم جولة من العروض السينمائية، وتربص تكويني وانتاج حوالي 8 أفلام قصيرة من قبل عدد من تلاميذ المعاهد الثانوية على غرار الطاهر الحداد بالرقاب وإعدادية السعيدة. وقد شاركت هذه الأفلام في عدة مهرجانات وحصدت المراتب الأولى حسب قوله مؤكدا ان الجوائز التي فازوا بها هي ثمرة اجتهاد التلاميذ وصدقهم وهي رسالة تؤكد انّ ابناء الداخل مبدعين، أبناء القرى والأرياف لهم القدرة على الخلق متى توفرت الفرصة.
و«سيني فوايي» ينفذ بالشراكة مع مندوبتي التربية والشؤون الثقافية بسيدي بوزيد وجمعية أضواء المدينة وبدعم من قبل تفنن- تونس الإبداعية، وهو مشروع لتعزيز القطاع الثقافي، بتمويل من الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج دعم قطاع الثقافة في تونس (PACT) التابع لوزارة الشؤون الثقافية. المشروع عبارة عن تعاون لشبكة المعاهد الثقافية الوطنية للاتحاد الأوروبي (EUNIC) والتي ينفذها المجلس الثقافي البريطاني.
ويهدف المشروع الذي انطلق منذ شهر سبتمبر 2018 ويتواصل إلى حدود شهر أوت 2019 إلى تمكين تلاميذ وشباب المناطق المحرومة، من كلا الجنسين ومن مختلف الخلفيات الاجتماعية، من حقهم في الثقافة ومن الوصول إلى السينما وتعلم أبجدياتها وتحفيزهم لاستخدام السينما كأداة للتغيير وفي الرقاب يغيرون الموجود بالمقاومة الثقافية وسيكون العرض اليوم في بير الحفي لانها القاعة الوحيدة المجهزة في كامل ولاية سيدي بوزيد.
الثقافة وسيلة للإصلاح
هنا يصنعون المستحيل ويحولونه إلى ممكن، هنا يعاندون قسوة الجغرافيا وظلم التاريخ ليثبتوا انّهم احرار يفتحون أشرعة الحلم للحرية ويراقصون الأمل ويشاكسونه، هنا الرقاب وتجربة ثقافية أخرى تؤكد انّ ممارسة الثقافة باتت فعلا يوميا فعلا مقاوما ليثبتوا انهم جزء من هذا الوطن وبتكريسهم لثقافة بديلة ثقافة تعبر عن الانسان يقولون اننا هنا نصنع الإعجاز انطلاقا من أحلام أطفالنا.
لتكون ciné-foyer حلقة اخرى من سلسلة الإبداع التي انطلقت مع السينما المتجولة والشاشة المتنقلة وسينما المواطنة وشاشات صغيرة وغيرها من البرامج التثقيفية والحقوقية التي تدافع عن حق أطفال سيدي بوزيد في الثقافة برامج تدافع عن اللامركزية وتكرس لتنشئة اطفال مواطنين يعرفون حقوقهم ويطالبون بها فالتعليم اقوى سلاحا يمكنك استخدامه لتغيير العالم كما يقول مانديلا و في الرقاب يعتمدون على تعليم السينما لتكون سلاحا للتغيير والبناء.
في تصريح سابق لـ«المغرب» أكد رياض العبيدي المنسق الوطني للمشروع ان ciné-foyer تجربة مختلفة تسعى الى تحقيق لا مركزية الثقافة والدفاع عن حق الطفل في السينما خصوصا والفنون عموما تجربة تؤمن بالطفل المواطن وتؤمن بقدرة ابناء الداخل على الاختلاف وصناعة مشهد سينمائي ينطلق منهم ومن أفكارهم ومحيطهم، معتبرا انّ السينما وسيلة للإصلاح والتغيير خاصة في الجهات المحرومة من الفضاءات الابداعية التي تحتوي ابداعات الشباب، مضيفا انهم يقاومون بالسينما يعلمون الطفل ابجديات صناعة ذاته وتكوين شخصيته عبر الفنون عموما وفن السينما خصوصا فهنا يعلمون الطفل الدفاع عن حقوقه بالكاميرا ويزرعون فيه قيم المواطنة وحبّ الفنون لتكون كل التلوينات الفنية مطية للمقاومة للدفاع عن ذاته عن شخصيته ووطنه.