بعد انتهاء الدورة 32 للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية: هل يكون للمحرس متحفها ؟ هل سيتحقق الحلم؟

اثنان وثلاثون عاما من الإبداع اثنان وثلاثون عاما من التميز اثنان وثلاثون عاما من الفن التشكيلي اثنان وثلاثون عاما من كتابة

اجمل الرسومات ونحت ابهى المنحوتات، اثنان وثلاثون عاما جعلت المحرس المدينة متحفا مفتوحا للفنون المعاصرة.
اثنان وثلاثون عاما حصيلة المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس مهرجان يميز المدينه هو بصمتها الخاصة في الجمهورية مهرجان يجمع فنانين من مختلف انحاء العالم ليبدعوا ويتركوا ابداعاتهم في رحاب المدينة الصغيرة تلك المدينة التي باتت قبلة لمحبي الفن التشكيلي المدينة المتحف المفتوح الذي تتوقف عنده حافلات السياح لتتأمل الاعمال والمجسمات و التجول بين الاعمال المعروضة في حديقة الفنون التي اصبح اسمها حديقة يوسف الرقيق.

حديقة الفنون تسبق ساحات الوزارة
كانت الساحة مصبا للفضلات، كانت مرتعا للحشرات والأكياس البلاستيكية واليوم هي حديقة للإبداع للألوان للفنون ولكل تجليات الجمال، بفضل المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس، اثنان وثلاثون عاما هي عمر مهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس، مهرجان يستقبل سنويا عدد من الرسامين والنحاتين الذين ينجزون اعمالا تبقى على ذمة المهرجان، فالحديقة مثلا التي تضم المنحوتات و المجسمات ضمّت الى الان اكثر من 60منحوتة مع اضافة 10منحوتات بعد نهاية الدورة الحالية أصبح المجموع يتجاوز السبعين منحوتة يُعتنى بها سنويا وتتم صيانتها وترميمها لتظل شاهدة على ابداعات اصحابها اللذين مرّوا بالمحرس. حديقة الفنون حقيقة وليست مجرد شعارات، حديقة تعاين فيها الابداع يوميا حديقة تضمّ منحوتات ذات احجام كبيرة بعضها عملاق يتجاوز عشرات الامتار علوّا (على غرار السيد الازرق اكثر المنحوتات علوّا) التي اصبحت جزءا من المشهد الجمالي للمدينة وباتت جزء من الذاكرة البصرية لأطفال المدينة وللمارة ايضا منحوتات تتكلف ملايين سنويا للصيانة والترميم.
حديقة الفنون، المتحف المفتوح للجميع تعرضت الى حملة من النسيان اثناء حكم الترويكا وأصبحت وكرا للسكارى وللمخربين لكن بعد الانتخابات اخذت البلدية بزمام الامور وأعيد صيانتها وتهيئتها وطلاء الجدران والممرات داخلها مع بناء جسور صغيرة تربط بين اللوحات لتشعر الزائر بأنه في حضن الابداع فالحديقة هنا قبلة الجميع وتستحق لفتة من وزارة الشؤون الثقافية لرعايتها وتوفير اموال لصيانة الأعمال أليس للوزارة برنامج «مدن الفنون» و «ساحات الفنون» وحديقة الفنون بالمحرس تصبّ في خانة هذين المفهومين وربّما هي اقرب الى الحقيقة من ساحات تنجز اليوم وتطمس بعد حين، فهل من مجيب؟.

الاعمال محفوظة في المخازن؟ الا تستحق متحفا؟
المحرس مدينة للفنون قبلة للألوان لمن يكتبون الياذة للجمال ويتركون بصمتهم في المشهد الإبداعي المحرس المتحف المفتوح لا يقتصر ارشيفها على المنجز النحتي (في العادة يتم استقبال نحات او اثنين كل عام بسبب التكلفة العالية لهذا الفن لكن دورة 2019 خصّصت بالكامل للنحت) وهناك منجز في الرسم بكل أنواعه كالجداريات تحميها جدران المدينة وتكون الشاهد على من مرّ من هناك من الفنانين، لكن هناك مئات الاعمال التي لا يشاهدها الزوار تلك اللوحات التي رسمها اصحابها وبقيت في ارشيف المهرجان.

ففي المحرس هناك مئات الاعمال التي تضمها خزينة جمعية المهرجان، اعمال لفنانين يزورون المحرس منذ اثنين وثلاثين عاما ينجزوا اعمالهم ويتركونها هناك، لوحات محفوظة في مخازن لكنّ طريقة الحفظ «لا تشكر لا تذم» كما قال كاتب المهرجان اسماعيل حابة، مئات من اللوحات الاصلية التي ابدعتها انامل فنانين زاروا المحرس الجميلة مدينة الالوان الهمتهم ليبدعوا، ليتركوا اعمال تحفظ في مخازن لا تليق بها أفلا تستحق هذه المدينة متحفا يحتوي الاعمال ويفتح ابوابه لمحبي الفن التشكيلي؟.

سؤال يطرح سنويا، سؤال يطرحه من يزور المحرس هو حلم ابناء المهرجان والجمعية المشرفة على حد تعبير اسماعيل حابة الكاتب العام لمهرجان الفنون التشكيلية الذي صرح للمغرب ان اللوحات موجودة ومحفوظة لكن «لو توفر لنا الوزارة مخازن اكبر لنحفظ الاعمال بطريقة جيدة نكون لها من الشاكرين»، مضيفا انهم منذ عشرين عاما تقدموا بمطالب الى السلطات الجهوية والمحلية لانجاز متحف يحتوي هذه الاعمال ثمّ طلبوا اقامة «حي للفنون» يضم متحفا ورواقا للعرض وإقامة للفنانين وقد تحصلت الجمعية على الارض وتمت الموافقة على هذه الفكرة «لانجاز حي الفنانين» لكن التنفيذ لم ينجز ولازال الملف في ادراج ادارة ما.

حيّ الفنون سينقذ المهرجان من ازمة حفظ الاعمال اولا وستكون للمدينة مداخيل من بيع اللوحات الموجودة في ارشيف المهرجان، كما انه سيخفض من تكاليف الاقامة ففي المحرس يوجد نزلان فقط وهما غير كافيين لاحتضان فنّاني المهرجان بالإضافة الى غلاء الاثمان فترة المهرجان لأنه يتزامن مع الموسم السياحي الصيفي.
فهل سيرى هذا الحلم النور؟ وهل سيكون للمدينة الهادئة متحف لعرض اعمال مبدعين يزورون المدينة منذ اثنين وثلاثين عاما؟ هل سترى اعمالهم النور ويستمتع بها زوار المدينة والرواق؟.

في المحرس هناك صعوبات عديدة يواجهها المهرجان بالإضافة الى حلم افتتاح متحف يعاني المهرجان من مشكل الدعم، فالدعم المخصص قيمته من 100الف الى 110الاف دينار ومنها 60بالمائة من وزارة الشؤون الثقافية والباقي من الاستشهار لكن الدعم العمومي غير كاف لانجاز مهرجان سنوي للفنون التشكيلية مع ترميم وصيانة الاعمال وصيانة المخازن التي تحفظ الاعمال واللوحات المرسومة، الدعم الذي توجهه الوزارة لا يمكنه انجاز مهرجان محترم رغم تمسك ابناء جمعية المهرجان بمهرجانهم وسعيهم الدائم لإنجاحه وتنويع فقراته؟ فهل ستستجيب الوزارة وترفّع في منحتها التي تقدمها لمهرجان المحرس الوحيد المختص في الفنون التشكيلية منذ اثنان وثلاثين عاما؟وهل سيكون للمهرجان نصيبه من المليار و100الف دينار التي وعد وزير الشؤون الثقافية بزيادتها في المجلس الجهوي للثقافة الخاص بولاية صفاقس؟.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115