أشرف العربي ولسعد الصالح مبدعان حقيقيان: «نشيد الصمت» و «المغايث» حكاية الآخر الذي لا نعرفه

تونسيان، مبدعان، جمعتهما جغرافيا المكان وفرقتهما جغرافيا المناخ، اشرف بالعربي من جبال الكاف، و لسعد الصالح من جبال غمراسن تطاوين، اول من بيئة رطبة ماطرة يعشق اهلها الغناء، وثان من بيئة صحراوية جافة ميزتها الشعر الشعبي، قد تختلف الفنون ولكنها تصب جميعها

في خانة الابداع، وقد تختلف جبال الكاف عن جبال غمراسن و لكن جمع الاثنان حب الكاميرا و حب الاخر عبر الصورة.

تونسيان جمعا الشمال والجنوب عشقا الجبال وقررا ان يكونا كما الجبل شامخ لا تهزه الهنات، عشقا التراث فدرساه ومنه انطلقا في رحلة البحث عن هوية لما يقدمانه، وعشقا الكاميرا فاختارا ان تكون السينما رديفا لما يدرسانه وعشقا الوثائقيات لانها تمثلهم و تقدم «تونس الاخرى وظواهر قد نعايشها ولانعرفها الا بعد تصويرها» كما قال اشرف العربي.

لسعد الصالح و اشرف العربي تميزا في ايام جكتيس وتحصلا على المرتبة الاولى عن فيلم «المغايث» ، فيلم وثائقي عن مهنة سحب الدم بطريقة تقليدية للتخفيف من الآلام وثائقي عن شيخ في بني خداش، تركت السنون بصماتها على وجهه، شيخ صامت لا يتحدث ابدا و لكن «اشرف بطريقته الخاصة في الخطاب جعله ينطق ويتحدث بطلاقة» على حد تعبير لسعد الصالح.

تجاعيد تملأ وجه الشيخ، هي حكايات بدأت وانتهت في زمن ما ولكن تركت اثارها على محياه، وهي حصيلة ضحكات ودمعات خجل تركها في الماضي فأخذها ملمحا وتشكلت تجاعيد تزين وجهه، في الفيلم نكتشف طريقة تقليدية لإزالة الدماء الفاسدة من الجسم «المغايث» او «الحجامة» اصبحت تستعمل في المراكز المتقدمة والمتطورة.

كاميرا اشرف العربي ولسعد الصالح تجولت في بني خداش وقدمت للجمهور احدى اشهر الطرق التقليدية للمداواة مع صورة مميزة عن مدينة بين الجبال.

اما في تطاوين فاختاروا الصمت رهانهم، موضوع الفيلم كان «الحلم»، وبالكاميرا جعلوا المتفرج لحين يسأل ما احلام البكم، كيف يفكرون، هل تساءلنا عن هواجسهم وأمالهم؟ هل سألنا يوما ما الذي يريدونه، اسئلة خامرت المخرجين الشابين فنقلا بالكاميرا صوت البكم وكتبوا أحلامهم عنوان الفيلم «نشيد الصمت»، بكم صرخوا بالكلمات وتغنوا بحبهم للحياة تحدثوا عن احلامهم البسيطة وحقهم في العيش و عبر الطفل «عماد» ذي الاحد عشرة ربيعا عن حلمه بالانتماء للجيش الوطني لحماية تونس.
بالكاميرا ومن خلالها تحدث البكم وبموسيقى جد مميزة عرف المتفرج ان للآخر احلامه وان كان لا ينطق فهو يعمل على تحقيقها، بلالكاميرا ايضا اكد اشرف العربي ولسعد الصالح ان على هذه الارض ما يستحق الحياة و «تونس ولاّدة» ففي كل شبر هناك مبدع وهما من مبدعي هذا الوطن الصغير.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115