مهرجان الفنون التشكيلية بالمحرس: عرض أجراس.. الاغنية الملتزمة لا تفنى

قرعت اجراس الصمود، قرعت اجراس الفن ليرتفع صوتها على الكورنيش وتستنهض همم الجميع ليقبلوا على

الموسيقى الملتزمة، قرعت اجراس النوتة الرقيقة والكلمة الصارخة بالحق والحرية والوطن، قرعت الاجراس واعلنت أن الفن الملتزم لا يموت والكلمة الهادفة لا تفنى وإذا تغيرت النظم السياسية تبقى الأغنية الملتزمة ملاذ كل الصادقين.

وفي المحرس وبمناسبة المهرجان الدولي للفنون التشكيلية التقى جمهور المهرجان ورواد الكرنيش مع أجراس عادل بوعلاق، لقاء مع الأغنية الملتزمة والكلمات المنحازة الى الشعب وهمومه، في فضاء مفتوح وأمام جمهور متشوق للفن الملتزم كان اللقاء الممتع.

قرعت أجراس الحياة فانصتوا
عندما تتمايل الحروف بين ايقاعات الموسيقى، عندما يصبح الحرف سيفا يقارع كل أشكال الظلم، عندما تتراقص الكلمات على وقع ايقاعات ونوتات مميزة تكتبها ارواح عاشقة ومتمردة، عندما تصغي بكل كلّك إلى كلمات أغنية وفي الوقت تترك لجسدك حريته ليرقص

ويكتب هو الاخر رحلته مع الموسيقى عندما تجتمع قوة الكلمة مع تلوينات في النوتات فأنت في حضرة أجراس عادل بوعلاق، في حضرة الأغنية الملتزمة والموسيقى المنفتحة على كل العالم، في حضرة الشعر العربي واغان ذات رسائل موجهة الى الانسان اينما وجد.

جمهور محترم حضر لسهرة أجراس، جمهور يقبل على الأغنية البديلة ويحفظ جل أغاني المجموعة، على كورنيش المحرس قرعت أجراس الحياة، تماهت موسيقى الفلوت كما أنين الكمان وزادها صوت الريح إيقاعا خاصا ومميزا فكانت نوتات متمردة تصارع الرياح وتتحداها لصناعة سيمفونية موسيقية ممتعة.

هنا المحرس تتواصل فعاليات المهرجان ويتواصل انفتاح الفن التشكيلي على ا لفنون الاخرى ، هنا الكورنيش يصبح مسرحا للعروض الموسيقية لتنشر النوتات الموسيقية وتمتع جميع رواد المكان وضيوف المدينة، هنا تكتب مجموعة أجراس سهرة موسيقية حلوة المذاق لن تزول من الذاكرة، سهرة تفتتح بنوتات الكمان الهادئة والرقيقة ثم يرافقها الفلوت في جولة موسيقية تخبر الكل ان وقت المتعة قد حان قبل ان تتماهى جميع الالات وتعزف الحان تشبه للموسيقى الحربية لتقدم للجمهور تشكيلة من النوتات تنطلق من التونسي لتنفتح على موسيقات العالم مع اغان قوية تعبر عن رفض الظلم والتمييز والاستبداد، غنوا لدرويش جزءا من الجدارية «سأصير يوما ما اريد، فكرة لا سيف يحملها، انا حوار الحالمين، انا السماوي الطريد» وامام جمهور متعطش للموسيقى كانت اجراس صوت الحالمين.

صوت الكادحين لا يخفت
اجراس مجموعة موسيقية تقدم الأغنية الملتزمة، اجراس فكرة للتحرر وصوت للحرية، اجراس هي صوت الكادحين والحالمين، أجراس التي ولدت في التسعينات لازالت تحافظ على فكرة البقاء والمقاومة، أجراس مجموعة ملتزمة بقضايا الكادحين والمطالبين بالحرية، مجموعة لا تفنى بنهاية الانظمة السياسية او تغيرها فحتى ان سقط النظام الظالم وجاء آخر ديمقراطي يبقى هناك الكثير من القضايا التي تعبر عنها اجراس.

تظل هناك حقوق وجب المناداة بها عبر الموسيقى تلك اللغة الإنسانية الشاملة، فلازالت الشعوب تعاني كل تلوينات الاستبداد ولازالت أغنية «اني اخترتك يا وطني» شعار كل الحالمين بوطن افضل وطن وان تغير رأس نظامه فلازال ابناؤه يعانون الكثير من الوجع، لازالت الشعوب تتفاعل مع «يا حجل» وترقص وتغنيها بعنفوان سجين متعطش الى الحرية، ولازال الحلم بوحدة عربية يخالج افكار عديد الفنانين العرب ولازالت الدول العربية تحت وطأة استبداد وتمييز وانتهاك للحقوق يحتاج كلمات شعرية قوية تعبّر عنه، ولاطفال الارياف غنّوا من كلمات عبد الجبار العشّ وقالوا «اطفال الارياف حلمهم بسيط، وطن لا تغرب الشمس عنه، كي يطيروا هناك بين التلال، بيوت من سعف النخيل من جذوع الشجر والواح الصفيح، يغتسل الاطفال حينما يبكي المطر، كتابهم الفناء واناشيدهم نباح الكلمات الشريدة» أغنية تكون إيقاعاتها قوية كأنها صرخة أطفال الأرياف.

في المحرس أبدعت اجراس وتفاعل معها الجمهور باختلاف أعماره، غنوا أغاني عن الإنسان والوطن وصرخوا ضد الظلم والظّلامية ونادوا للحياة في مدينة الحياة واكّدوا ان الأغنية الملتزمة لا تموت لأنها ملتصقة بالإنسان ومشاغله، وكلّما كان هناك إنسان كان هناك فن.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115