وكانت الفرشاة وسيلة للجمال ولنثر تلوينات الإبداع في مكان غير الاروقة المغلقة التقى الجمهور بمعرض للفنون التشكيلية.
معرض اشرف على انجازه عصاميون عاشقون لسحر اللوحة ويعرفون جيدا تفاصيل كلّ فكرة تكتبها الريشة واللون فكان شارع الحبيب بورقيبة رواقا مفتوحا للفن اثثه ابناء نادي قمرة للفنون الذي تؤطره الفنانة سمية الزياني في فضاء مدق الحلفاء بباب الجزيرة.
الشارع رواق مفتوح للابداع
الفن وحده ينقذنا من الجنون، الفن ينقذنا من بؤس اليومي وينفض عنا رتابته وأرقه الفن ينقذنا من الفراغ ويبعث فينا شحنة من الحب والحياة، الفن كما الورود تنتشي معها النفس لتبدع، الفن ينقذنا من الوحدة والسأم والوجع، الفن عملية للخلق للولادة ولبعث الحياة في تلك الورقة البيضاء الصامتة لتصبح الياذة جميلة او قصيدة ممتعة تتراقص معها الالوان والحراكات، هكذا هي اللوحات المعروضة في الشارع الذي تزين ليكون اجمل.
شارع الحبيب بورقيبة الشارع الاكبر قبلة كل التونسيين ووجهتهم، بات معرضا للفنون وتوقف المارة طويلا امام الاعمال المعروضة، تلك التي ابدع في رسمها محبو الفن التشكيلي اولئك الذين حوّلوا الحب داخلهم الى اجمل لوحات اختلفت مواضيعها واشتركت في الابداع.
اختيار الشارع لم يكن من فراغ وانما من باب الايمان بضرورة معرفة المتفرد لما تقدمه انامل العصاميين محبي الرسم كما تقول سمية الزياني المشرفة عليهم، مضيفة ان من واجبنا التعريف بمواهبهم وعادة المعارض في الاماكن المغلقة يكون جمهورها محدود لذلك توجهنا الى الفضاء العام خاصة الشارع الاكبر الذي يجمع التونسيين والسياح، الشارع الاكبر اخترناه ان يكون رواقنا يحتضن احلامهم ويكون الشاهد على ابداعاتهم خاصة وانّ اللوحات ممتعة ومن حق راسميها ان تعرض لاكبر عدد من الجمهور، اخترنا الشارع لانه رمز للمقاومة ايضا، فالشارع الكبير شارع للفن للموسيقى لكل تلوينات الحياة نراه ونريده دوما شارع للحرية والجمال ولا نريده ان يكون قبلة لاعداء الحياة كما تقول الفنانة، ويوم 18جويلية تزين شارع الحبيب بورقيبة ليحتضن المعرض المفتوح، اصبح قبلة لمحبي الرسم وقد وضعوا لوحة بيضاء كبيرة خاصة بالمارة ليرسموا او يدوّنوا ما يريدون، عصافير الشارع لحنت موسيقى العرض وساندتها نسمة صيفية ممتعة ليكتبوا موسيقى الطبيعة التي زدات المكان بهاء ليكون الشارع لوحة مفتوحة ازدانت بكل الالوان والأشكال.
الفن حلمة ونادي قمرة يشجع الحلم
قمرة هو اسم النادي، ناد تشع منه اشعة الحب والأمل وتضيء الارواح المنهكة تماما كما يضيء القمر الدروب المظلمة، قمرة هو اسم النادي الذي تشرف على تأطيره فنانة مبدعة تؤمن بقدرة الفنون على التغيير وقدرة الرسم على بعث الحياة والروح في الجماد والورق الأبيض سمية الزّياني الفنانة الهادئة والتي يعرفها الكل بقدرتها على التجاوب مع كل الافكار وقدرتها على التواصل مع الاخر وإرشاده وتوجيهه ليبدع، فنانة تعامل الجميع كما اطفالها تشجّعهم ليكتبوا افكارهم ويرسمونها لتصبح لوحة تشكيلية مبهرة، نادي قمرة للفن التشكيلي بفضاء مدق الحلفاء بباب الجزيرة قدم في شارع الحبيب بورقيبة حصيلة عام من الحلم، عام من المثابرة والعمل ليبدع رواد النادي عصاميو التكوين أولئك الذين يقودهم الغرام والمحبة للرسم، عام من العمل تطورت معه طريقة الرسم وطريقة التعامل مع الالوان كما قالت سمية الزياني ، عام من الابداع يؤكد مقولة «العمل هو المفتاح الاساسي لكل نجاح» وفي نادي قمرة نجح الرواد في تلوين افكارهم ورسمها وتقديمها في معرض مفتوح في شارع الحبيب بورقيبة.
اختلفت الالوان وتدرجاتها،، تمازجت الالوان الحارة مع الخافتة لصناعة موسييقى لونية، المواضيع متباينة من العمارة ولوحات عن المدينة العتيقة او القصور الصحراوية وأماكن تمثل رمزا للذاكرة الجمعية، الى بورتريهات للمرأة وتختلف حسب فكرة الرسام الى مواضيع الطبيعة بكل سحرها وبهائها الى رسم الحياة البدوية اليومية واخرى تجريدية ، اللوحات ذات المواضيع المختلفة تعكس ايمان مؤطرة النادي باختلاف الافكار والتشجيع على التنويع في المواضيع ليكون المعرض اكثر ثراء وتعطي الحرية للرسام ليحلق بفكره بعيدا ويكتب خلجات روحه على اللوحة لتكون منه وتعبّر عنه، فنادي قمرة بفضاء مدق الحلفاء يفتح ابوابه لكل الحالمين لكل من يريد تعلّم الرسم واللعب مع الالوان ومراقصة نوتات الفرشاة.