في افتتاح الدورة 36 لمهرجان قابس الدولي: عرض «اللمة القاسية» واختتام ندوة السرد

خصص حفل افتتاح مهرجان قابس الدولي في نسخته 36، إلى عرض من إنتاج التظاهرة هدف إلى تكريم شخصية فنية «الصادق العمري»

الذي قدم كثيرا للجهة على امتداد عقود غناء وتلحينا و بحثا في خصوصيات قابس والجنوب عموما في المجال الموسيقى.

حفل أقيم بمسرح الهواء الطلق و وضع تحت شعار «لحن الوفاء» وشهد حضورا جماهيريا مهما فضلا عن حضور السلط الجهوية فكان حفلا «قابسيا» او بالأحرى لمة قابسية لعديد الوجوه الفنية فابتعد عن الموضوع الرئيس وهو الأحتفاء والاعتراف للصادق العمري وغاب الإنتاج الجديد والتجديد .. عديد الوجوه الفنية القابسية ذات الأنماط الموسيقية المتعددة والتوجهات الفنية المختلفة فضلا عن الاعمار و الاذواق والحضور ، أثثت هذه السهرة «اللمة» ومن بين هذه الوجوه نذكر الفنان الشاذلي الحاجي الذي غنى وأمتع الجمهور بوصلة من أجمل أغانيه اختزلت تاريخه الفني ثم غنى الفنان ياسر جرادي مع مجموعته «ديما ديما» بعضا من أغانيه المعروفة مع تفاعل خاصة الشباب المتابع اما الفنانين نبراس و عبير شمام فغاصا في تراث الأغنية الملتزمة ومجموعة البحث الموسيقي «البسيسة»، «هيلا هيلا يا مطر»، « يا نخلة وادي البي.. «، هذا وتواصلت السهرة مع جملة من الفنانين القابسيين على غرار ناجحة جمال وصالح بكار وتوفيق ونيس والثنائي أمال الحمروني وخميس البحري.. تجدر الإشارة إلى ان الشعر الشعبي كان حاضرا في السهرة من خلال مشاركة متميزة للشاعر علي كريد تغنت بالمكان.. لتختتم السهرة» اللمة «بتكريم الفنان الصادق العمري من قبل مدير الدورة لسعد بوخشينة .. مشاركة مغربية وازنة في الندوة اليوم الافتتاحي للمهرجان تقاطعت مع اختتام الندوة الفكرية « قابس سبعون عاما من السرد» التي عقدت بأحد الفضاءات السياحية بالجهة وامتدت لثلاثة أيام وشهدت إقامة معرض لاهم الانتاجات السردية القابسية بمشاركة أساتذة وباحثين مغاربيين خاصة من المغرب.. وقد خصصت الجلسة العلمية الرابعة والختامية في هذه الندوة الدولية والتي ادارها الاستاذ بشير المدب للراحل محمد الباردي، حيث قدم أ. عادل خضر مداخلة تحت عنوان «كتابة المنى ومنى الكتابة أو سؤال الابن في ديوان المواجع» و«حنة» للباردي اما أ. ابراهيم آزوغ من المغرب فتطرق الى بقايا صور الذّات والمكان وأسئلة الهوية والتاريخ في السيرة الروائية لمحمد الباردي من خلال روايتي « حنّة » و«تقرير الى عزيز».. وفي تعليق للأستاذ آزوغ شدد على أنه من جميل المصادفات أننا معا( أنا والأستاذ خضر) انطلقنا من المرجعية نفسها التحليل النفسي ومن المفهوم والسؤال نفسه مفهوم الرواية العائلية وسؤال الابن لأبيه، رغم اختلاف المتن المقروء إذ تناول الاستاذ عادل رواية الباردي «ديوان المواجع» بينما تناولت السيرة الروائية للباردي «حنة» وتقرير إلى عزيز» ولا بد في هذا السياق من أن أنوه بالمجهود الذي قام به حسن المؤذن في نقل بعض هذه المفاهيم والاشتغال بها، فقد أفادتني ترجماته وكتابته كثيرا في تحديد المفهوم من منطلق النقد الأدبي النفساني... هذا و تضمنت الجلسة الثالثة «أصوات سردية» والتي ترأسها باقتدار أ. الصادق القاسمي مداخلات الأساتذة سلمى ابراهمة من المغرب : قضايا الواقع العربي بين تصدّع السرد و تشظّي الشخصيّة : قراءة في رواية «المستلبس» لنور الدين العلوي، أ. أحمد القاسمي «عالم الأسعد بن حسين القصصي على الشّاشة الكبيرة» والأستاذ رضا بن صالح «سردية التخييل والذاكرة في حكاية الرجل الآخر لمالك حمودة» وقد بين بن صالح ان مثل هذا النص اكتشاف لتجربة سردية فريدة سعى إلى الاستماع بها واستنطاقها وفق مقاربة جمعت بين السيمياء التلفظية و التداولية بحكم الوعي بكون النص سلسلة من العلامات المحكومة ببنيات وبكون النص ينخرط ضمن ما يعرف بأفعال اللغة و الرغبة في التفاعل مع الآخر المتلقي تنبيها و تحذيرا اعلاما و غواية.و قد تم التركيز في مداخلة الكاتب رضا بن صالح على ثلاثة عناصر متعلقة بمجموعة مالك حمودة و متواصرة في ما بينها و هذه العناصر هي :طبقات التخييل//تجليات الذاكرة//وظائف التخييل و الذاكرة في بناء سردية المجموعة القصصية.. وقد رأينا اضاف رضا بن صالح ان بناء مجموعة «حكاية الرجل الآخر» على طبقات سردية متخالفة متعاضدة أولها الطبقة الصفر والقصد الانتماء الاجناسي إلى السرد من خلال المحدد الاجناسي الوارد بالغلاف «قصص»ومن خلال النص الموازي» جريمة عمران البكري//حكاية الرجل الاخر//... ليخلص بن صالح أن مجموعة «حكاية الرجل الآخر» تبقى مجموعة قصصية متميزة في بنيتها واضحة في مواقفها مستخدمة رؤى جمالية تجمع بين الأصيل و المسترفد.. هذا وتجدر الإشارة إلى الجلسات العلمية لليوم الأول والثاني شهدت عديد المداخلات نذكر من بينها أ. محمد القاضي « العروسي المطوي ساردا» ، أ. دبية دبية « قراءة في فن القصة القصيرة عند محمد الخموسي الحنّاشي «، أ. نور الدين بن خود» الترافد الأجناسي في بناء النص الروائي في رواية «ارتجاج المعنى» لرمضان اللطيف، أ. سمير بن علي «سطوة المكان في أعمال نصر بلحاج بالطيّب الرّوائيّة» ، أ. سالم الفائدة من المغرب «التخييل التّاريخي و سؤال الهوية في رواية الرحلة الهنتاتية» لعبد القادر الطيفي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115