افتتاح الدورة الثانية لمهرجان منارات: السينما تجتاح الشواطئ

الابداع لا وطن له، الابداع لا دين له، الابداع لا هوية ولا خصوصية عنده فهو عنوان للانسانية ولكينونة البشر،

الابداع وطنه فقط قلوب محبي الحياة، ودينه الجمال والبهاء بكل تفاصيله وهويته الانسان وحقوقه وضمن هذا السياق يكون اللقاء مع منارات.

منارات هو لقاء ابناء المتوسط حول السينما، لقاء ضفتي المتوسط على الفن السابع، لقاء تكون فيه الكاميرا وسيلة المتفرج لمعرفة الاخر والاطلاع على ثقافته وتفاصيلها من خلال افلام ستعرض في مجموعة من شواطئ الجمهورية التونسية، عروض مفتوحة ومجانية لمرتادي البحر ليبحروا مع السينما الهادفة والناقدة في «منارات» في دورته الثانية.

وولد الوليد كبيرا
هواء منعش، شموع تضيء المسار المؤدي الى الشاطئ، نسمة بحرية تكتب الياذة المتعة وسحر المكان، رمال الشاطئ تغري بالسباحة وصوت هدير امواجه يصنع سيمفونية طبيعية تزيد الجوّ بهاء، هنا شاطئ قمرت، من نزلوا الى الشاطئ لباسهم مختلف عن لباس البحر البعض اختار البساطة والأناقة معا مثل الممثلة عايشة بن أحمد التي بدت جدّ جميلة بفستان اصفر بسيط، او سهير بن عمارة وأخريات اخترن فساتين اكثر زخما من حيث الزينة او الطول مثل نيلي كريم الممثلة المصرية وسميرة مقرون الممثلة التونسية، لكنهن اشتركن جميعا في النزول الى الشاطئ والمناسبة افتتاح الدورة الثانية لمهرجان منارات للسينما المتوسطية، جمع الجميع حبّ السينما والتألق امام الشاشة الكبيرة ليكونوا نجوم حفل الافتتاح في فضاء مفتوح على البحر.

منارات، مهرجان بين الهنا والهناك، تظاهرة تسلط الضوء على افلام دول البحر الابيض المتوسط، سينما ضفتي الجنوب والشمال، ومن فكرة الهنا والهناك والتشظّي بينهما انطلق حفل الافتتاح الذي قدمه الممثل مجد مستورة، مجد تحدث عن علاقته بالبحر وهو ابن منزل عبد الرحمان تلك القرية البحرية في ولاية بنزرت، تحدث عن السفر الدائم بين تونس وباريس «الحلمة» كما سمّاها التي تصبح «كابوسا» كلما ذهب ليجدد شهادة الاقامة.

في كلمته لخّص فكرة المهرجان التي تقرّب بين سكان المتوسط من خلال السينما التي تنتفي معها الحواجز والحدود، واشار الى اهمية المهرجان كفرصة للمقاومة واثبات ان التونسي شعب يحب الحياة فرغم العمليتين الارهابيتين اقيم المهرجان ليكون نصيرا للحياة والفن ويكون مناسبة ليجتمع التوانسة و»لمّتهم هي اكثر تحد لاعداء الحياة»

في الافتتاح كان اللقاء مع مجموعة من اغاني السلام التي قدمها عبد المليك الافريقي الهوية والفرنسي المولد والجنسية، غنى عن الاغتراب والغربة والوطن، غنّى عن شعور ممن يملك هويتين اولى جنوبية واخرى شمالية وبين حرارة الجنوب وبرودة الشمال تصنع تفاصيل الشخصية.

ولانّ الموسيقى رديف للسينما وعنوان للانفتاح على كل الفنون غنت الجزائرية تانيننا ابنة الفنان ايدير مجموعة من الاغاني بلغتها الامازيغية، اغان ربما لم يفهم المتفرج معنى كلماتها لكنه تفاعل مع الموسيقى القبايلية التقليدية وبالموسيقى فتّت حاجز اللغة وكسرت عوائق التواصل مع جمهور يقبل على كل تلوينات الفنون.

المنارة ضوات والرحلة بدات
اشتعلت المنارة، اعلنت ان موعد الرحيل قد حان، رحلة مختلفة ومغايرة للمألوف رحلة بحرية سينمائية، اشعلت المنارات لتنير سبيل الحالمين والباحثين عن المتعة في شواطئ تونس، المنارات لن تضيء طريق الصيادة والبحارة ومرتادي الشطوط فقط بل تنير طريق الباحثين عن المتعة ومتابعي السينما ومحبي الفن السابع في منارات مهرجان السينما المتوسطية.

«فان تعمل في مجال السينما فمعناه ان تنتظر الجمهور أو أن تذهب اليه، ومنظمو منارات اختاروا خيار الذهاب الى المتفرج تحديدا الى الشواطئ ليقدموا عروض افلام مجانية ويكون ذلك مناسبة للقاء بين متابعي السينما ومرتادي الشواطئ» على حد تعبير مقدم حفل الافتتاح.

المنارة ضوات على شاطئ قمرت لتعلن لمحبي الحياة الذين بلغ عددهم العام الفارط 20 الف متفرج انّ الرحلة قد ابتدأت وسيكون لمرتادي الشواطئ لقاء مع 54 فيلما بين روائي ووثائقي، إضافة إلى 13 فيلما قصيرا من أكثر من 20 دولة، وتضم المسابقة الرسمية عشرة أفلام من ألبانيا وقبرص وإسبانيا وفرنسا واليونان وإيطاليا ولبنان والمغرب وتونس وتركيا افلام من ضفتي المتوسط ستتنافس على المنار الذهبي، افلام اجتماعية وتتناول مواضيع تمس الانسان ليستمتع المصطافون بجمال البحر ويعملوا التفكير في مرحلة ثانية.

المنارة ضوات في قمرت اولا لتشتعل بقية المنارات في المرسى وخيرالدين وحمام الأنف وقربة وبنزرت وقابس وصفاقس وجربة جميع هذه الشواطئ ستكون جزءا من فعل ثقافي سينمائي مغاير، ف«السينما تجيك للشط في الصيف» كما قالت درة بوشوشة مديرة المهرجان خاصة وأنه في فصل الصيف يهجر المصطاف قاعات السينما ليكون البحر قبلته وعلى الشواطئ تأتيه باقة من اجمل الافلام التونسية والعالمية لتمتع بصره وتنشي بصيرته في حضن الطبيعة وسماء الفن السابع.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115