دورته الثامنة الى روح المبدعتين الراحلتين محسنة توفيق من مصر وكلثوم برناز من تونس.
سيكون محور الدورة الثامنة من هذا المهرجان السنوي الذي تنظمه جمعية بنزرت للسينما بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، «صورة المرأة والمرأة في الصورة السينمائية» من خلال عرض مجموعة من الأفلام من تونس والخارج بإمضاء سينمائيات.
واختيار محور لكل دورة هو تقليد دأب عليه الملتقى منذ تأسيسه سنة 2012 إثر تأسيس جمعية بنزرت للسينما في ديسمبر 2011 وفق ما أوضح رئيس الجمعية الكاتب والناشط الثقافي محمد صالح فليس خلال ندوة صحفية عقدت يوم الجمعة بالمركز الوطني للسينما والصورة بمدينة الثقافة.
وبين أن البرنامج يرتكز على ثلاثة محاور وهي عروض الأفلام التي ستقام يوميا على مدى اربعة ايام كل مساء بفضاء الحصن الاسباني الذي «حرصت الجمعية على إعادة الروح اليه وتحويله الى فضاء ثقافي تقام فيه العروض الموسيقية والسينمائية، ويتمثل المحور الثاني في عقد مجموعة من الورشات بدار الشباب 15 أكتوبر بمشاركة أكثر من خمسين شابا وشابة من مختلف دور الثقافة بالولاية وكذلك شباب من مدينة كون الفرنسية من منطقة النورماندي ومن عدة مدن بالجهات الداخلية التونسية منها شنني وجربة وقفصة وهم شبان يمثلون جمعيات لها شراكة مع جمعية بنزرت للسينما. وسيقع في اليوم الختامي عرض نتائج الورشات وتسليم شهادات للمشاركين.
أما المحور الثالث فيتمثل في تنظيم ندوة صباح يوم الاثنين بفضاء الماجستيك ببنزرت تتمحور حول مختلف وجوه صورة المرأة في السينما كما تناولتها كاميرات سينمائيات من بلدان مختلفة.
هذه الندوة التي سيتم خلالها تقديم مداخلات لعدد من النقاد والسينمائيين على غرار الناصر الصردي والناصر بالليل وكمال بن وناس وعلياء برناز، ستكون مناسبة لتقديم جوانب من المسيرة الفنية السينمائية والحياة النضالية للراحلتين محسنة توفيق، وكلثوم برناز التي تركت رصيدا زاخرا من الأعمال وخاصة من الأشرطة التي توثق للاحداث التي رافقة الثورة التونسية منذ 2011 وفق ما أكده الناصر الصردي خلال الندوة داعيا الى التفكير في الاستفادة من هذا المكسب الكبير الذي تركته الفقيدة.
وعن اختيار فضاء الماجستيك لتنظيم الندوة، قال رئيس الجمعية انه اختيار مقصود ويحمل رمزية كبرى تشجيعا لأحد شباب المدينة الذي غامر بإعادة فتح هذا الفضاء رغم الصعوبات التي واجهها، وذلك إيمانا بأهمية الثقافة وبضرورة إعادة فتح قاعات السينما في مدينة بنزرت التي كانت تضم 12 قاعة زمن الحرب العالمية الثانية حين كان عدد سكان بنزرت لا يتجاوز الخمسة الاف ساكن، قبل أن يتراجع عدد القاعات ليصبح أربعة زمن الاستقلال ثم أغلقت جميعها واحدة إثر أخرى آخرها قاعة سينما باريس التي أوصدت أبوابها سنة 2010 والتي ظلت صامدة إلى ذلك الحين لأنها كانت مدعومة من وزارة الثقافة.
محمد صالح فليس الذي كان مرفوقا في الندوة بعضو الجمعية سوسن طابية وصفاء شوشان المشرفة على نادي السينما بسجنان، تحدث خلال هذه الندوة أيضا عن توجه الملتقى ورؤية القائمين عليه، فبين أن الملتقى ليس مهرجانا يمنح جوائز، وهذا اختيار مقصود، وأضاف أن تحويله إلى تظاهرة دولية ليس من أولويات منظميه أو طموحهم بل إن الهدف من تأسيس هذا الملتقى الذي بلغ هذا العام دورته الثامنة والذي يحظى حاليا بشراكة المكتبة السينمائية، هو التعريف بالأفلام الجيدة التي لم تعرض كثيرا الجديرة بأن يكتشفها الجمهور، فضلا عن السعي إلى خلق نواتات سينما في مختلف القرى والمدن في جهة بنزرت وترسيخ الثقافة السينمائية لدى الشبان و»التأسيس لروافد ثقافية صلبة وفاعلة وطموحة»، مذكّرا بأن جمعية بنزرت للسينما تكونت لمقاومة النسيان والذاكرة المثقوبة على حد تعبيره.
وسيكون الجمهور على موعد يوم السبت 6 جويلية مع عرض شريط «يوم للستات» للمخرجة المصرية كاملة أبو ذكري ويوم الأحد مع شريط «غزالة» للمخرجة التونسية هاجر النفزي ويوم الاثنين مع الشريط الفرنسي «السعداء» للمخرجة الجزائرية صوفية جمّا. وسيقع تخصيص اليوم الختامي، الثلاثاء، لعرض مجموعة من الأفلام القصيرة هي «خوذو عيني» لأنيسة داود و«المعبر» لإنصاف بن عجمي و«أحمر على أبيض» لراية بوصلاح و«إخوان» لمريم جابر و«2 جانفي» لصفاء غالي.