ليلة الغفران هى إحدى ليالي شهر رمضان وأعظمها قدرًا، وهى الليلة التى أمر الله فيها جبريل بإنزال القرآن من اللوح المحفوظ إلى مكان فى سماء الدنيا يسمى «بيت العزة»، ثم من بيت العزة صار ينزل به جبريل على محمد متفرقًا على حسب الأسباب والحوادث، فأول ما نزل منه كان فى غد تلك الليلة نزل خمس آيات من سورة العلق،
متى تكون؟
ليلة القدر تكون في العشر الأواخر من رمضان، والأرجح أنها فى الليالى الوتر منها وأرجح ليلة لها هى ليلة السابع والعشرين.
سبب تسمية ليلة القدر:
لقد ذكر العلماء عدة أسماء لأسباب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم منها: أولًا: سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما نقول: فلان ذو قدر عظيم أى: ذو شرف. ثانيًا :أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه . ومعنى القدر: التعظيم أي أنها ليلة ذات قدر، لهذه الخصائص التي اختصت بها، أو أن الذي يحييها يصير ذا قدر . وقيل: القدر التضييق، ومعنى التضييق فيها: إخفاؤها عن العلم بتعيينها، وقال الخليل بن أحمد: إنما سميت ليلة القدر؛ لأن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم فيها تلك الليلة، من (القدر) وهو التضييق، قال تعالى:وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه أي: ضيق عليه رزقه . وقيل: القدر بمعنى القدَر - بفتح الدال - وذلك أنه يُقدَّر فيها أحكام السنة كما قال تعالى: فيها يفرق كل أمر حكيم؛ ولأن المقادير تُقدر وتكتب فيها .
ليلة القدر في القرآن والأحاديث النبوية:
سورة القدر: قال تعالى إنا أنزلناه في ليلة القدر (القدر: 1) عن عائشة _رضي الله عنها _قال رسول الله : «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان» رواه: البخاري قال رسول الله : «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» متفق عليه عن عائشة _رضي الله عنها_ قالت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال : «قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني» رواه: الترمذي عن عبد الله بن أنيس أنه قال: يا رسول الله، أخبرني في أي ليلة تبتغى فيها ليلة القدر. فقال: «لولا أن يترك الناس الصلاة إلا تلك الليلة لأخبرتك، ولكن ابتغيها في ثلاث وعشرين من الشهر».رواه: الطبراني .
الحكمة من إخفائها:
أخفاها الله عز وجل عن عباده بحكمتين عظيمتين: إحداهما :أن يتبين الجاد في طلبها الذي يجتهد في كل الليالي لعله يدركها ويصيبها فإنها لو كانت ليلة معينة لم يجد الناس إلا في تلك الليلة فقط. الحكمة الثانية :أن يزداد الناس عملًا صالحًا يتقربون به إلي ربهم لينتفعوا به.
علامات ليلة القدر:
1. قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة. 2. طمأنينة القلب. 3. انشراح الصدر من المؤمن. 4. الرياح تكون فيها ساكنة. وأما العلامات اللاحقة فذكر منها أن الشمس تطلع في صبيحتها من غير شعاع، ودلل لذلك بحديث: عن أبي بن كعب أنه قال: أخبرنا رسول الله : «أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها» رواه: مسلم
كيف نقيم ليلة القدر؟
الصلاة فيها إن كان عدد الركعات قليلًا أو كثيرًا، وإطالة الصلاة بالقراءة أفضل من كثرة السجود مع تقليل القراءة، ومن يسَّر الله له أن يدعو بدعوة فى وقت ساعة رؤيتها كان ذلك علامة الإجابة، فكم من أناس سعدوا من حصول مطالبهم التي دعوا الله بها فى هذه الليلة ثم قال الله :تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْر ويروى عن رسول الله أنه قال :«إذا كانت ليلة القدر نزل جبريل في كَبْكَبَة (أي جماعة) من الملائكة يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله فينزلون من لَدن غروب الشمس إلى طلوع الفجر» فينزلون بكل أمر قضاه الله فى تلك السنة من أرزاق العباد وآجالهم إلى قابل، وليس الأمر كما شاع بين كثير من الناس من أن ليلة النصف من شعبان هي الليلة التي توزع فيها الأرزاق والتي يبين فيها ويفصل من يموت ومن يولد في هذه المدة إلى غير ذلك من التفاصيل من حوادث البشر، بل تلك الليلة هي ليلة القدر كما قال ابن عباس _ رضي الله عنه_ ترجمان القرءان فإنه قال في قول القرآن: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ 4
موعدها؟
واختلف أهل العلم في أَرْجَى هذه الليالي، فرُوي أنها لَيْلَةُ إحْدَى وعشرين، ورُوي أيضًا أنها لَيْلَةُ ثلاثٍ وعشرين، ولَيْلَةُ أَرْبَعٍ وعِشرين ، ولَيْلَةُ خَـمْسٍ وعِشرينَ، ولَيْلَةُ سَبْعٍ وعِشْرِين، ولَيْلَةُ تِسْعٍ وعِشْرِينَ، وآخِرُ لَيْلَةٍ، فقد وَرَدتْ في كُلِّ هذه اللَّيالي رِواياتٌ، وَجَمَعَ بعضُ أهلِ العلم بَيْنَ هذه الرِّواياتِ بأنها تَنْتَقِلُ في لَيالي العَشْر.