وتمازجوا مع صمت القصر، في قصر اولاد سلطان اتحدت النغمات و تماهت الالات الموسيقية وتراقصت الصور والذكريات وأكد للكل ان ثمة دائما ما يستحق الحياة و ثمة احلام ممكنة و احلام مشرعة للحلم.
تطاوين، طريق المزطورية، فمدرسة غُرغار ثم الى اليمين قصر في الجبل يحيي المارة وكانه يدعوهم لاكتشاف تاريخه، قصر بني بركة احدى القبائل السيادية في تطاوين قديما، فالقصر الجديد وقصر الدغاغرة و قصر العوابد، بعد مسافة 25كلم يوجد قصر اولاد السلطان، يتوسط القرية الصغيرة لبس اجمل الالوان ليرحب بعشاق الموسيقى السمفونية ويصاحب اهل القرية في رحلة الحلم.
للمكان سحره وللنغمات رونقها
هدوء يلف المكان، قصر وسط القرية تحيط به الجبال من كل صوب، باب كبير فاصغر فتح لدخور الضيوف، قوات الحرس الوطني توزعت فوق القصر لحماية ضيوف قصر اولاد سلطان، شموع تضيء المكان تزيدها نسمات باردة حركة فبدت وكأنها تراقص الريح و تسابقها، ضوء ملون زين كامل القصر، الوان زاهية تبعث في النفس النشوة وتدفعها عنوة الى الحلم، احمر فبنفسجي فاخضر وازرق لكل غرفة لونها الخاص ولكل لون حكاية في انعكاسه على الحجر البني الغامق.
الى يمين الزائر توزع افراد الاوركستر السمفوني التونسي كعشاق كل حمل التيه بين ذراعيه وينتظر لحظة توسط القمر السماء ليعانق الحب والحياة ويرقص الالة المعشوقة.
في قصر اولاد سلطان، في قرية صغيرة وداخل قصر قديم عانق الكل الحلم، شيوخ التحفوا بالبرانيس وجاؤوا لمشاهدة العرض «العجيب، اول مرة يجيونا تعودنا بجونا التونسي» كما قال احد الشيوخ في تعليق على حضور الاوركسترا، ونسوة هن ايضا خرجن صحبة صغارهن ليستمتعن بالموسيقى.
الاوركستر السمفوني التونسي قدم عرض «موسيقى الافلام» وعوض ان تكون الشاشة بيضاء اصبحت بنية وكانت شاشة العرض حصير ة حلفاء تمازجت مع حجارة القصر، عرض لمجموعة من أفضل موسيقى الأفلام التي عرفها الجمهور في تونس وخارجها، من الأفلام الصامتة إلى المسلسلات التلفزية إلى ألعاب الفيديو الأسطورية وغيرها، من موسيقى افلام شارلو الى كرتون «توم وجيري»، واغلب المقطوعات تمت كتابتها واعادة توزيعها خصيصا للاوركستر من قبل جوهر المطماطي و هشام مقني و حافظ مقني ومحمد مقني، عرض اكد ان الموسيقى لغة انسانية تمس الروح والعقل معا.
على هذه الارض..يمكن الحلم
تتدافع النغمات من الكمنجات هادئة رقيقة رقة نسمة صيفية، تهمس برقة فتجيبها الشقيقة الكبرى «الكرونترباص» وتتماهى معها في اجمل النغمات، شاشة تعرض صورا من افلام و الكمنجات ترقص و تحمل الحضور الى عالم الحلم والسحر ، بتمازج الالات وتماهي النغمات وهفهفة النسيم و ضوء الشموع تشعر انك طفل يراقص العصافير ويتطاير مع احلام الفراشات، تشعر ان احلامك تلامس المسافات الخضراء الشاسعة و تعانق اغصان الاشجار العالية وحجارة القصر المرتفعة كما يعانق القوس اوتار الكمنجة وتنقر الريشة اوتار
الطمبور، مع كل مقطوعة موسيقية وبعد كل معزوفة ستنسجم مع النوتة انسجام السهل مع الجبل و الارض مع السماء و تتحد مع حلمك اتحاد الطبيعة مع ضوء القمر، تتماهى وحلمك وتعشق النغم اليست الموسيقى هي الحب يبحث عن كلمة.
في موسيقى الافلام العرض الحلم، صمت يلف المكان وحدها الحجارة تردد اغاني افريل ووحدها الكمنجات تعاند السنونو في موسيقاه وتسابق الرياح لتطوي مسافات الحلم وتترك اجمل الاثر في حفل قاده المايسترو حافظ المقني وللإشارة فقائد الاوركستر السمفوني التونسي منذ 2012 متحصل على دكتوراه في العلوم الموسيقية في السوربون، وقد درّس 17 سنة بالمعاهد الثانوية ثم 15 عاما في المعهد العالي للموسيقى بتونس و اسس عديد المجموعات والفرق الموسيقية منها اوركسترا الصالون بتونس و الاوركستر المدرسي والجامعي.
اختتمت الدورة الثالثة من ملتقى سينما الجنوب دورة تحدى فيها المنظمون العقليات الرافضة للفن والثقافة وتحدوا شح المال وقلة الدعم فقط ليقدموا لأبناء جهتهم تظاهرة تمس الشاب والكهل ويحاولون تغيير جزء من المشهد الثقافي بالجنوب التونسي.
عبد العزيز بوشمال مؤطر مسابقة 4×4
نحاول التاسيس لسينما بديلة
«علمتني ضربة الجلاد ان امشي على جرحي وامشي ثم امشي واقاوم» هكذا قال درويش وذاك شعارنا ، بهده الكلمات تحدث السينمائي والمربي عبد العزيز بوشمال عن المسابقة 4×4 التي تضمنها ملتقى سينما الجنوب، واكد محدثنا ان هناك عدة شروط وضعت وعلى ضوئها تم اختيار المترشحين واكد ان الهدف الاساسي من المسابقة التي توزعت في محاور التراث و المرأة والارهاب والاحلام ليس التنافس بقدر تعليم الشباب على سينما مخالفة سينما مقاومة غير تجارية، سينما تعبر عن التونسي وخلجاته وهواجسه بصورة مميزة وتقديم افضل.
وعن ملتقى سينما الجنوب وقبله ايام جكتيس قال عبد العزيز بوشمال ان كل شمعة فن تضيء في هذه المناطق ستنير طريق مبدعيه، واكد ان الثقافة امر حتمي لا يمكن الاستغناء عنه فبالثقافة وحدها يمكن مقاومة التصحر والعقليات الرافضة للإبداع، وبالثقافة يمكن التغيير نحو الافضل