« أبي عبد الله محمد بن أحمد بن الخطيب شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي بكر بن مرزوق العجيسي التلمساني الجزائري المالكي، حفيد ابن مرزوق الخطيب، المشهور بـ: ابن مرزوق الحفيد التلمساني (766هـ/842هـ) »، من أحسن الشروح التي وضعت على «مختصر الشيخ خليل»، إذ لم يكتف بشرح ألفاظ الشيخ خليل وبيان مراده، بل رام تصحيح مسائله بالنقل والدليل من أمهات المذهب المالكي، فكان شرحا في غاية الإتقان والتحرير تقريرا ونقولا، وهو من المصادر المعتمدة في المذهب المالكي، قال الهلالي: «ومن الكتب المعتمدة في المذهب... ما وجد من شرح ابن مرزوق على المختصر» نور البصر ص: 132، وقال النابغة الغلاوي في منظومته البوطليحية :
واعتمدوا مختصـر ابن عرفه *** كذا ابن مرزوق وعمّن عرفه
كما يُعتبر كتاب « المنزع النبيل شرح مختصر خليل وتصحيح مسائله بالنقل والدليل»، من أوائل الشروح على مختصر خليل ، وهو معتمد عند المتأخرين من ناحية الفتوى، وهو أيضا من أجود الشروح على «مختصر الشيخ خليل» على ما يبدو وقد أثنى الحطاب ثناءً شديدًا عليه وفضَّلَه على جميع الشروح التى وجدها على المختصر.
قال الحطاب : « والتنبيه على ما في كلام الشروح التي وقفت عليها لهذا الكتاب ، وهي الشروح الثلاثة للشيخ بهرام وشرح ابن الفرات والأقفهسي والبساطي وحاشية الشيخ ابن غازي وشرح الفصلين الأولين من كلام العلامة المحقق أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق التلمساني ولم أر أحسن من شرحه ; لما اشتمل عليه من تفكيك عبارة المصنف وبيان منطوقها ومفهومها والكلام على مقتضى ذلك من جهة النقل».
للأسف لم يحقق إلا قسم الطهارة من هذا الكتاب الذي صدر عن مركز الإمام الثعالبي للدراسات ونشر التراث، بعنوان: المنزع النبيل في شرح مختصر خليل وتصحيح مسائله بالنقل والدليل، وتقع هذه الطبعة في أربعة مجلدات من الحجم المتوسط، والمجلد الرابع يضم فقط نص مختصر الشيخ خليل.